وشهوات سائر الأشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر

 

“وشهوات سائر الأشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر” (مر4 : 18، 19)

في مثل الزارع نواجه صراع ” الموت والحياة ” ، ” الشوك والنبتة الحديثة ” ، “شهوات سائر الأشياء مع كلمة الحياة” . فإن سقطت كلمة الحياة في وسطها فلابد أن تختنق ؛ ولكن إن حُفظت الكلمة فوقها وأعلى منها اجتثتها .

الشهوة هنا هي الانحراف النفسي والعاطفي والجسدي معاً. وهي شهوات ذات سلطان جامع خارجة عن سلطان الإنسان ، لديها قدرة اقتحام النفس والدخول عنوة في مواجهة الكلمة لتخنقها وكأنها غريم شرس ۔

فشهوات النفس كشهوة العظمة والتفاخر والمجد الكاذب والغلبة والتفوق والانتقام والتحدي والإيذاء ، وكل ما تؤدي إليه انحرافات النفس عن نموها وهدفها الطبيعي والروحي . أما الجسد فشهوة الأكل والقنية واللذة والسُكر والمتعة والجري نحو الجنس الآخر والتجميل واللبس والأناقة والإغراء ، وكل ما يميل إليه الجسد الذي انحرف عن نموه الطبيعي وحفظه طاهراً.

فأي شهوة من هذه الشهوات إذا انغمس فيها الإنسان ، أو إذا باغتته وتعمقت في قلبه ، فإنها تمتلكه امتلاكاً شديداً مخزياً ، وكأن الشهوة شص يمسك بأنف الإنسان يجره إلى ما لا يشاء . فالمسروق من الشهوة واللذة يكون فاقد السلطان على نفسه وعلى رأيه . لذلك لا عجب إن قال القديس مرقس : إنها تقتحم داخل الإنسان و”تدخل وتخنق الكلمة”. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى