ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع
“ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع” (1بط ۳:۱)
الله أعطى البشرية ولادة جديدة عندما قام المسيح . ولكن يلزم على كل إنسان أن يكمل خلاصه بأن يتحد بالمسيح .
نحن أخذنا كل الوسائل التي نكمل بها الاتحاد بالمسيح ؛ ولكن ويل لنا إن « أهملنا خلاصاً هذا مقداره » ، فهذا المدفوع ثمنه غالياً ، لا يصبح من نصيبنا ولا ننتفع به ، ونسقط من دونه.
فالمسيح حمل خطايا كل إنسان في العالم أجمع في جسده على الخشبة ودفع ثمن فداء كل إنسان بدمه ، ولكن لن ينتفع من هذا إلا الذي يأخذ المسيح في نفسه ولنفسه ليستمد منه حكم البراءة وحق الحياة والخلود.
أنا إذا أكلت جسده الحي القائم من الأموات ، فهذا يعني أن خطاياي التي حملها في جسده ومات بها فبرَّاني منها وقام ببشرية جديدة ، تصبح كل خطاياي غير موجودة أو غير محسوبة عليَّ إلى الأبد . وإذا شربت دمه ، فهذا يعني أن دمه الطاهر القدوس الذي دخل به إلى الأب كذبيحة فداء ومصالحة ، يصبح هذا الدم فيَّ غسيلاً إلهياً للقداسة والتطهير والفداء والمصالحة الدائمة مع الآب.
أي أن وجود المسيح فينا بكلمته وبروحه وجسده ودمه هو الضمان المستمر لتكميل خلقتنا الجديدة وخلاصنا . وبدون هذا فأعمال المسيح تصبح بلا أي قيمة ولا فاعلية لنا ، وتظل خارجة عنا لا تعمل .
نحن بدون المسيح نبقى مرفوضين . غير أن قبولنا المسيح لا يعني مجرد إيمان لفظي أو فكري ؛ ولكن يعني قبول حياة جديدة في المسيح ، بسلوك جديد ووجود آخر فعَّال بالروح القدس.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين