ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أجبنا
“ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أجبنا” (رو 8 :37)
حُبنا للمسيح صار إيماناً، يملأ عقلنا ووجداننا ويستحوذ على روحنا ، فلم يعد شيء في الوجود يستطيع أن يفصلنا عن محبة المسيح . فمهما جرب العدو أسلحته كلها ، واتحد أعداؤنا الطبيعيون مع كل كوارث الدنيا ، فهذه كلها تسقط مغلوبة تحت أرجلنا.
لقد انتهى عصر غلبة الشيطان وكل أعوانه ، لأن المسيح ظفر به مع كل أعوانه على الصليب ، وأسقطه من سلطانه في السماء إلى أسافل الأرض مقيداً ومذلولاً بانتظار بحيرة النار . فمن نخاف بعد ؛ ولمن نُستعبد بعد أن حررنا المسيح من كل قيود الشيطان والخطية والموت؟
فكل صنوف الآلام والأوجاع والظلم ، سقطت عن الإنسان الجديد . كما أن نُصرة المسيح على الشيطان وكل أعماله وغلبته على الدنيا بكل أهوالها ، سلمها لنا كعمل فداء بالدم ، مسحنا به ، فقمنا بقيامته لعالم الله الجديد.
فمهما تضافرت قوة العدو مع غضب الطبيعة وقيام كل كوارث الدنيا في وجهنا ، فنحن لا زلنا أعظم من منتصرين بالذي أحبنا وفدانا ونقلنا إلى ملكوته.
فهذا الإنسان الفقير المستضعف قد ارتفعت قامته في المسيح ليصير اعلى من كل قوة العدو وهياج الطبيعة وغضب هذا العالم الظالم . وإن كنا قد حسبنا مثل غنم معدة للذبح ، فالغنمة تحولت إلى أسد في المسيح ، وصارت ترعب ذابحها ، وارتفع رأسها حتى صار أعلى من السماوات.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين