ولكن إن كنتم بلا تأديب .. فأنتم نغول لا بنون

 

 “ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون” (عب ۸:۱۲)

كل المسيحيين المؤمنين هم أبناء ، وكلهم مشتركون في التأديب . فإذا هم رفضوه وأفرزوا أنفسهم منه ؛ فهذا معناه أنهم ليسوا أولاد الله ، بل أولاد زنی بالمفهوم الإلهي أي أن الله ليس أباهم.

فكل من يرفض التجارب والضيقات ، فكأنه يقول للرب لست أريد أن أكون لك أبنا . فإذا أردنا أن نخرج من الألم وثقله ، ومن الضيقة مهما كانت خانقة ، ومن الاضطهاد الواقع بلا رحمة ولا عدالة ؛ فالحل العملي الوحيد هو أن نقبله من يد الله ، وحينئذ نكون وكأن لنا وثيقة بأيدينا أننا قبلنا كل هذه من يدك يا رب ولن نتراجع حتى الموت.

حينئذ تكون التجارب بكل آلامها ومرارتها قد أخذت حدها واستوفت أسبابها ، لماذا ؟ لأننا بذلك نكون قد وضعنا أنفسنا في موضع البنین لله ، وهنا تكون كل مقاصد التجربة قد انتهت . لأن قصد الله الوحيد هو تأديب الابن وتهذيبه وإعداده لنوال صفات جديدة للخليقة الجديدة التي نالها كابن الله ، فإن قبل الإنسان هذه التأديبات ؛ يكون هذا معناه أنه قد توافق خلقياً مع صفات الخليقة الجديدة .

وللتحقق من أنك فعلاً صرت ابناً حقيقية لله ، وأصبحت لك طبيعة جديدة تتناسب مع الخليقة الجديدة الموهوبة لك ؛ هو أنك – في حالة قبولك للتجربة – تشعر بالفرح . ذلك لأن الفرح هو من أهم خصائص الطبيعة الجديدة التي إذا زادت الضغطة عليها تمتلئ بالفرح وكأنه يغمرها : « احسبوه كل فرح يا إخوتي حين تقعون في تجارب متنوعة ، كحزاني ونحن دائما فرحون ، ( یع 1 : 2 ) ، ( 2 كو 6 : 10 ) . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى