ولكن شكراً لله الذي يعطينا الغلبة
“ولكن شكراً لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح” (1كو15 : 57)
قول المسيح “ثقوا أنا قد غلبت العالم” لا يحكي عن نفسه ولا يفتخر بعمله ، ولكن هذا القول هو لنا.
اعلم أن هذا العالم وطأته أقدام المسيح على الصليب ؛ فالمسيح غلب لنا العالم ، وسلمه لنا مغلوباً وسلمنا الخطية مهزومة ومدوسة.
فماذا نقدم لله الذي أعطانا هذه الغلبة بيسوع المسيح ؟ في الحقيقة إنه لا شيء قط يوازي عطية الله هذه بالغلبة على العالم إلا الغلبة على العالم نفسها! إذ ما الفائدة يا إخوتي إن كنا نشكر الله على هذه الغلبة ونحن مغلوبون تحت العالم ؟! اعلم تماماً أن تسليم المسيح لنا العالم مغلوباً لا يعني إلا أن نعيش هذه الغلبة لكي نفتخر بها ونقدمها شكراً حقيقياً لله.
وما هي غلبة العالم؟ هي أن نخرج من وسط الذين يعيشون للعالم ولا نمس نجساً فيقبلنا الله . بالطبع ليس خروج بالجسد ؛ وإنما خروج بالفكر والنية والقلب والمشيئة ، فالعالم يحتاج من يعمل فيه ويكد ويكدح من أجل لقمة العيش وإطعام من لا يقدرون على العمل في هذا العالم عن عجز أو مرض أو فاقة.
هكذا أولاد الله يكدون ، لا يستخدمون هذا العالم لأنفسهم أو لمتعتهم ؛ بل حباً في المسيح وخدمة أولاده . وبالتالي يقوي إيمانهم ، ويصيرون راسخين في الإيمان غير متزعزعين من جراء أي اضطهاد أو ظلم أو استبداد . عالمين أن الله يضع أمامه كسفر تذكرة عمل محبتهم من أجله.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين