ولما صلوا تزعزع المكان
“وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (أع 4 : 31)
الصلاة الحقيقية هي التي فيها نتواجه مع الله ، ويجري حديثنا معه بثقة وفرح وقبول . هذه الصلاة بالتأكيد سيحل فيها الروح القدس ويصير لنا فيها شفيعاً.
الكنيسة تعلمنا أن لا نكف عن طلب حلول الروح القدس علينا بالصلاة يومياً، ليس مرة واحدة في الصلوات الطقسية ؛ بل أربع مرات :: الساعة الثالثة ( التاسعة صباحاً- ساعة حلوله على التلاميذ ) ، وأيضاً نطلبه ثلاث مرات في صلاة نصف الليل ، رمز لانتظار مجيء الرب حتى الهزيع الثالث من الليل ، نقول : أيها الملك السماوي المعزي ، روح الحق ، الحاضر في كل مكان ، والمالى الكل ، كنز الصالحات ، ومعطي الحياة ، هلم تفضل ، وحل فينا.
ونحن نطلب حلول الروح القدس قبل مجيء الرب ، لأنه كما يقول الآباء : ( أينما يأتي المسيح ، يسبقه الروح القدس أمامه) .
حينما تلتهب روحنا في الصلاة ، وحينما يتقد كياننا العقلي والجسدي كما بنار ، فينتبه الذهن انتباهة روحية غير عادية فينطق الكلمة وكأنها قوة خارجة من أعماقه ؛ حينئذ يكون الإنسان في حالة حلول الروح القدس ، وتكون هذه هي الصلاة بالروح .
الصلاة بالروح هي حالة ارتقاء ، ومصعد يقود إلى الله ، والصعود إلى الله هو انتقال من معرفة إلى معرفة أعلى ، ومن وعي جديد إلى وعي أجد ، بلا توقف وإلى مالا نهاية ، والذي نأخذه بالصلاة في هذا الدهر نأخذه في الدهر الآتي بالتسبيح كشبه الملائكة .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين