وهموم هذا العالم … تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر

 

 “وهموم هذا العالم … تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر” (مر 4 : 18، 19)

المسيح في هذا المثل يكشف أمامنا علاقة هموم هذا العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الأشياء بالنسبة لعلاقة الإنسان بكلمة الله . فكلمة الله المرسلة للإنسان بسماعه الإنجيل هي المنقذ الأول والأساسي للإنسان ، التي تنشله من آثار اللعنة الأولى التي كان رمزها الشوك والحسك.

الاهتمامات إذا كانت صحيحة لا تعتبرهموماً ، ولكن إذا انحرفت وصارت ذات أثر سيء على النفس صارت هموماً.

فمن ذا الذي لا يشتكي من هموم العالم ؟ فالكل ساقط تحته ، ألوف وملايين من المؤمنين الذين اختنقت فيهم كلمة الحياة إذ طغت عليها الهموم من كل جانب . وإن اختنقت كلمة الحياة في قلوبنا فماذا يتبقى لنا من الحياة ؟ وهنا صح قول الرب :  “تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر” . وهذا هو عين شكوى النفوس التي تئن تحت هموم العالم : ” ليس ثمر “!!

هناك هموم في العالم لا ذنب للإنسان فيها ، ولكن المطلوب هو أن يقاوم الشخص ويطفو فوقها ويستهزئ بها من رصيد إيمانه وعمق ثقته واتكاله على إلهه الذي تظهر قوته في الضيقات والملمات .

المطلوب من صاحب الهموم أن يغني بالكلمة : « عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تُلذذ نفسي » ، “إن نزل على جيش لا يخاف قلبي” ، يقتحم الضيق والهم والغم منادياً : « إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي ، عصاك وعكازك هما يعزيانني » . هذه هي كلمة الله أعظم من جيش وأقوى من الموت .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى