يأخذ مما لي ويخبركم
“يأخذ مما لي ويخبركم”( يو 16 : 14)
لقد أكمل المسيح ذبيحة الفداء عن الخطية ، على الصليب ، ولكن من الذي ينقل لي فعل هذه الذبيحة بكل ثمارها الخلاصية إلا الروح القدس ؟!
ولكن الروح القدس لابد أن ينخس قلبي أولاً ، ويقنعني بخطيتي ، حتى أرى الدم ضرورة حتمية لخلاصي.
عمل الفداء أكمله المسيح بدمه ، بصفة عامة ومجاناً، لكل البشرية .. ولكن ليس لأحد حق في هذا الدم إلا الذي قبل الختم أولاً، ثم انفتح قلبه للروح القدس ، وقبل سكناه بعهد أبدي ، وخضع لكل مطالب الروح في القلب والفكر .
الروح القدس ينقل لنا عمل الفداء وعمل التبرير مجاناً، لأن بيننا وبين – الفداء هوة لا يستطيع أحد أن يعبرها ، وحتى إن أدركها عقلنا فلا يستطيع أحد أن يجعلها تسري في حياتنا .
ربما نسمع وندرس عن لاهوت الفداء ولاهوت التبرير ؛ ولكن لن نستطيع ان ننال عمل الفداء وعمل التبرير في الحياة إلا بالروح القدس .
فالروح القدس ينقل لنا الفداء كفعل حي ، والتبرير كقوة محركة والصليب كمجد وتهليل ، والموت في القبر كحياة ، والقيامة كملكوت ، ينقل كل هذا بإقناع ويسلمه لنا بسلطان .
نحن مدعوون أن نأخذ سر المسيح ، حينما يحول الروح القدس كل ما عمله المسيح في نفسه ، ليجعله عملا في نفوسنا للبهجة .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين