إن كنتم قد قمتم مع المسيح
“إن كنتم قد قمتم مع المسيح ، فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس” (كو 3 : 1)
يحثنا القديس بولس أنه إذا كنا قد قمنا حقاً مع المسيح فإن اهتماماتنا وطلباتنا يجب أن تكون متركزة فوق أي مع المسيح الجالس عن يمين أبيه.
فإن كان الأمر كذلك ، أي أننا مدعوون للاهتمام بما فوق ، أي بما يخص المسيح ، وهو في ذات الوقت يخصنا نحن بالضرورة ؛ فقد أصبح اهتمامنا بما فوق هو نوع حياتنا في إنساننا الجديد ، الذي لا يرتاح ولا يتعزى إلا بذكر السماء وما يختص بمصيرنا البهيج.
لذلك يشدد الوحي على الفرح بالرب ، في كل حين ، بل وحتى في الضيقات والأحزان يكون فرحنا السماوي هو تعزيتنا الوحيدة.
علماً بأن أحزان العالم تنتهي باليأس ، واليأس ليس من الإيمان ، ولا يمت لحياة الأبد . لذلك وضع لنا المسيح الفرح بالآتي وبما فوق كطبيعة جديدة للإنسان الجديد ليعيش من الآن حياته الأبدية مع الله تاركاً الأحزان وأوجاع العالم التي هي نصيب الإنسان العتيق لتمر من الزمن وكأنها لم تكن.
هذه الحقيقة يكشفها نوع اهتمامنا : هل هو أرضي زمني يخص الموت ؛ أم اهتمامنا سماوي يزداد نوراً وضياءً ومجداً كل يوم ؟ أو بنوع آخر : هل نعيش في إنساننا العتيق خاضعين لأوجاع هذا العالم ، أم استقبلنا الإنسان الجديد المغسول بمعمودية الروح ودم المسيح لحياة أفضل سماوية . فاهتماماتنا تحكم لنا أو تحكم علينا . لذلك يقولها الوحي صراحة : “اهتموا بما فوق ” ( كو ۲:۳) .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين