البابا يوحنا السابع

 

في الوقت الذي توفي فيه البابا اثناسيوس 3 كان يوجد اثنان مترشحين للبطريركية أحدهما  يُدعى يوحنا بن أبي سعيد السكري والآخر غبريال ابن اخت أسقف طنبذي. وقد تساوت أصوات منتخبيهما في المجمع المقدس. وكان يوحنا معضداً من أكابر الطائفة بمصر القديمة وغبريال من بعض أعيان القاهرة، واشتد الخصام وعمل كل فريق على نصرة صاحبه وانقسم الاساقفة الى قسمين أحدهما وافق على أنتخاب يوحنا والآخر ساعد على انتخاب غبريال. وأخيرا أتفقوا على تحكيم القرعة الهيكيلية، فاقترع الفريقان على أيهما يكون البطريرك، فوقعت القرعة باسم غبريال ومع ذلك فلم يرض الحزب الأخر ونهض منازعا غبريال وكان جله من عظماء الأمة فعمدوا الى استرضاء الحكام ليعضدوهم في أمر انتخاب يوحنا حتى تقووا وثبت قدمهم فتمكنوا من اقامته بطريركا.
واستمر البابا يوحنا يحكم الكنيسة نحو ست سنوات وتسعة شهور كانت كلها منافسة ومعاكسة وخصام وفي خلالها تقوى حزب غبريال ، وتجارى الأساقفة على عزل البطريرك يوحنا وسجنوه بأحد الأديرة وولوا غبريال مكانه وكان هو الأولى بالبطريركية نظرا لكفاءته واستحقاقه واستمر يدير شؤون الكنيسة سنتين وشهرين كانت الفتنة في خلالها لا تخمد نارها. حتى تنيح غبريال فاتحدت كلمة الجميع على اعادة البابا يوحنا الى منصب البطريركية وأخرجوه من معتقله وأرجعو الى مقره فقوبل فيه باكرام زائد.

وكان البابا يوحنا جليل القدر واسع العلم والمعرفة فلما استقر به المنصب دبر الأمور فأحسن التدبير وعمل على ازالة الوحشة بين الأحزاب و بالغ في التلطف مع الحزم ففاز ونجح ومالت اليه القلوب واتحدت على محبته الخواطر فعظمت شهرته واتسعت كلمته . وفي مدة بطريركيته أتاه كتاب من امبراطور الحبشة يشكي له فيه تهجم المطارنة السوريين على بلاده و يعترف بخضوعه للكنيسة القبطية دون غيرها و يطلب منه رسامة مطران تقي يرعى الكنيسة الحبشية فحالاً وقف البطريرك على فحوى الخطاب وأسرع برسامة مطران قادر للحبشة حتى يحفظها من هجمات الأجانب.

وطالت أيام البابا يوحنا حتى تنيح في ۲۹ برموده سنة ۱۰۰۹ ش و ۱۲۹۳م ولبث بطريركا للمرة الثانية اثنتين وعشرين سنة وستة شهور فتكون جملة سني بطريركيته ۲۹ سنة.

فاصل

البابا اثناسيوس الثالث  القرن الثالث عشر العصور الوسطى البابا غبريال الثالث 
تاريخ البطاركة
تاريخ الكنيسة القبطية

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى