من مقالات الأنبا غريغوريوس أسقف عام البحث العلمي

عمل الإيمان في بناء شخصية الإنسان

 

 كما ينمو النبات من بذرة صغيرة تختفى في الأرض وقتاً، لتأخذ نصيباً كافياً من الماء والأملاح المعدنية في التربة ومع الدفء والحرارة والظلام، تظهر على سطح الأرض جسماً ضئيلاً، ومع الزمن وتوافر عوامل الغذاء المناسب – تكبر وتزدهر وتمتد في الأرض وفى الهواء طولا وعرضاً وعمقاً وعلواً، وتصير لها أوراق ثم زهور وأثمار، هكذا الإنسان مثله مثل النبات يخضع في نموه وإزدهاره لقوانين الطبيعة، إذ هو جزء من الكون العظيم، وهو هذا الكون الذي أبدعه الخالق الحكيم، ومعه قوانينه ونواميسه فليس الكون فوضى، وإنما مع الكون نظامه، ونظامه هو جماله، ومن هنا سمى اليونان الكون (كوزموس) COSMOS ومعناه النظام، والجمال.

والإنسان روح عاقلة، وبدن حيّ بنفس حاسة لها خصائص النبات والحيوان معا. وخصائص النبات هي التنفس، والتغذي، والنمو، والتكاثر. وخصائص الحيوان هي خصائص النبات الأربع مضافاً إليها الحس والحركة. والحسّ في الحيوان هو الإدراك الحشى بالسمع والنظر والشم والذوق واللمس، والحركة هي النشاط والانتقال في المكان والمجال وقطع المسافات كما هو الحال عند الأسماك والطيور وسائر الوحوش والبهائم والدبيب والهوام.

 والإنسان هو كل هذا، هو روح وبدن ونفس، فيه خصائص الجماد من حيث هو كتلة وحجم ووزن وشكل ظاهر، وفيه خصائص النبات لأنه يتنفس ويتغذى وينمو ويتكاثر، وفيه خصائص الحيوان لأنه يحس باللذة والألم، ويتحرك من مكان إلى مكان.. ولكنه فضلا عن هذا كله يتميز عن سائر الكائنات من جماد ونبات وحيوان، بالروح العاقلة الحرة المريدة التي ترفعه إلى عالم الملائكة والأرواح العليا، وبها وفيها تصير علاقته الخاصة جدا بالروح الأعظم وهـو الله ومن هنا يمكن أن يسمى الإنسان بـ (العالم الأصغر) في مقابل (العالم الأكبر) – وهو الكون، ذلك أن الإنسان يجمع . في مكوناته وخصائصه بين كل ما في الكون من عالم المادة (من جماد ونبات وحيوان) وعالم الروح لأن به روحاً عاقلة حرة مريدة تنتسب إلى عالم الأرواح. والروح في الإنسان هي قبس من الألوهة، هي نفخة من الله نفخها من عنده في الجسم أو البدن، وصار بها الإنسان هو الإنسان، عالم بذاته، يختلف عن عالم الملائكة، وهي أرواح – – ويسمو عاليا على عالم المادة وعن عالم النبات وعن عالم الحيوان.

قال الكتاب المقدس «وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفسا حية» (تك2: 7)، (أي27: 3).

هـذه الروح التي نفخها الله من عنده في الإنسان الأول المجبول من تراب الأرض هي التي جعلـت آدم (إنساناً)، وبها وفيها صار الإنسان وحده من دون الخلائق الأخرى – من جمادات ونباتات وحيوانات – «على صورة الله ومثاله» (تك1: 26، 17).

والنمو في شخصية الإنسان – هذه التركيبة المتميزة عن غيرها من الموجودات والكائنات، ينتظم كل كيانه، أي أن نمو الإنسان هو نمو لكل مركباته معا في نظام متكامل يشمل روحه وذهنه وبدنه.

فإذا نما في بدنه، ولم ينم مع بدنه ذهنه وروحه تهشم كيانه العام وتدمر وجوده الإنساني، وكان مثله مثل الجسم الممسوخ الذي ينمو فيه عضو غير طبيعي. إنما الطبيعي هو ما نلاحظه في نمو الطفل مثلا، ينمو فيه كل عضو من أعضاء بدنه الظاهرة والباطنة بنسبة واحدة، إلى أن يبلغ إلى قامة الإنسان الكامل، ولو اختلت هذه النسبة في عضو عنها في آخر، اضطرب كيان البدن كله كما يلاحظ ذلك في المتخلفين والمعتوهين والمشوهين والمعوقين.

كذلك يجب أن ينمو الذهن بالعلم والمعرفة والخبرة، في نفس الوقت الذي ينمو فيه البدن بالحركة والغذاء ومزاولة أعمال النشاط المختلفة في الجسم السليم. فلو أن إنساناً نما جسده طولا وعرضاً ولكن توقف نموه العقلي أو لم يستزد علماً وحكمة وخبرة، لم يعد بالحقيقة إنساناً كاملاً، وإنما بنقص المعرفة وتوقف الفهم والحكمة والخبرة يمسى كياناً ممسوخاً، مثله مثل من نمت يده اليمنى وتوقفت عن النمو يده اليسرى، فصار بذلك جديراً بأن يرثى له أو يسخر منه.

كذلك الإنسان الذي يهمل روحه فيمنعها غذاءها المناسب لها من الروحانيات، من صلاة وعبادة وقراءة وتأمل وترانيم وتهجد، بينما سخا على جسده بالطعام والشراب ومنحه نصيبه من الهواء والنظافة والراحة والكساء، كما أنه غذى عقله بالقراءات والدراسات وارتقى ذهنه حتى غدا بين العلماء – هذا الإنسان أيضا، لأنه أهمل تنمية روحه بالروحانيات ووسائط الخلاص، فيمسى أيضا إنساناً ممسوخاً، لا يختلف كثيراً – في الواقع والحقيقة – عن ذاك المريض الذي توقفت بعض أجزاء جسده عن النمو دون بعضها الآخر – كل هذه صور للإنسان الممسوخ.

أما الإنسان الحقيقي فهو الإنسان السليم الصحيح، والإنسان السليم الصحيح هو من نمت جميع قواته ومقوماته وملكاته وكل مكوناته من روح وذهن وبدن، نمواً متكاملاً متساوقا، وبهذا يحقق الهدف الكبير من وجوده على الأرض، لأن الإنسان قد خلق على صورة الله ومثاله، وقد خلق على صورة قابلة للنمو والتقدم باستثمار قدراته وصقلها وتنميتها بالجهد والعمل والكفاح والنضال.

عندما خلق الله آدم خلقه للعمل، والعمل للتنمية والاستثمار والانتاج والابتكار.

جاء في سفر التكوين قوله تعالى «وأخذ الرب الالـه آدم ووضعه في جنة عدن ليفلحهـا ويحرسهـا» (تك2: 15) وبعد أن سقط آدم في معصيـة خالقـه وطـرده خالقه من الجنة التي وضعه فيها ليفلحها ويحرسها، يقـول الكتاب المقدس «فأخرجـه الرب الإله من جنة عدن ليحرث الأرض التي أخذ منها» (تك3: 23).

ولما كان الإنسان قد خلقه الله على صورته ومثاله فهو أيضا قادر على الخلق والإبداع باستثمار ما أودعه الله فيه من قدرات وإمكانات وصقلها وتفليحها، فتثمر وتبتكر وتبدع وتخلق خلقاً من جديد.

ومادامت حكمة الخالق في خلق الإنسان أنه خلقه ليعمل ويستثمر مواهبه وقدراته ويفلحها كما يفلح الأرض فتنتج وتثمر، فالإنسان الخامل الكسول الذي لايستثمر مواهبه وقدراته الطبيعية بالعمل والتنمية، قد أساء إلى نفسه كما أساء إلى خالقه، وأضاع حكمة الخالق في خلقه له.

الإنسان جنة الله

وليست الجنة التي خلق الله آدم ليفلحها ويحرسها هي فقط جنة عدن التي وضع الله الإنسان الأول فيها، لكن الإنسان نفسه جنة الله في أرضه، وكل عضو في جسده شجرة مثمرة، وكل مكوناته من روح وذهن وبدن جنة بل جنات، كل منها جنة وبها أشجار مثمرة، والأشجار هي إمكانات الإنسان وقدراته الروحية والذهنية والبدنية، وكما طالب الله آدم بأن يفلح الجنة ويحرسها، يطالب الإنسان منا بأن يفلح طاقاته كلها: روحية وعقلية وبدنية، ويصقلها ويستثمرها لتنمو وتتكاثر وتنتج جديداً من كل صنف ونوع.

وكما لام السيد عبده وخادمه الذي ذهب وحفر في الأرض وأخفى فضة سيده ولم يستثمرها ويربح بها ثمراً جديداً، وقال له: أيها العبد الشرير والكسلان … كان الأجدر بك أن تضع فضتي عند الصيارفة حتى إذا جئت أخذ مالي مع ربحه، لذلك خذوا منه الوزنة وأعطوها الذي لديه العشر الوزنات، لأن كل من عنده يعطى ويزاد، وأما من ليس عنده فحتى الذي عنده يؤخذ منه. أما العبد غير النافع فاطرحوه في الظلمة الخارجيـة. هنـاك يكون البكاء والصريـر عـلى الأسنـان «(مت25: 18، 24- 30)، (لو19: 23- 26) هكذا يوبخ الله تعالى ويعنف أولئك الكسالى الذين لم يستثمروا بالجهاد والتعب والعمل والكفاح وزناتهم أي مواهبهم الطبيعية التي وهبهم الله إياها لكي ينموها فتزداد وتمتد فتشتد، وتؤتي أكلها ويزداد ثمرها لخيرهم وخير الأغيار من الناس وسائر الكائنات، وخير المجتمع والكون بأسره. ولابد في يوم الدينونة أن يحاسبهم على تقصيرهم ويزجرهم على كسلهم وتراخيهم وإهمالهم لواجباتهم، وأخيراً يأمر بأن تسحب مواهبهم منهم، حتى لاتظل معطلة عن العمل موقوفة عن الثمر، فيعطيها لمن يستحقها من العاملين الكادحين المجاهدين. وهذا هو معنى قوله في يوم ا الحساب لعبيده من الملائكـة عن العبـد الشرير والكسلان «خذوا منه الوزنة وأعطوهـا الذي لديـه العشر الوزنات»، لأنه أثبت بعمله وجهاده وكفاحه أنه جدير بحمل المسئولية التي وضعها سيده على عاتقه، فقد تمم إرادة سيده ومقاصده الإلهية في إستثمار مواهبه وصقلها وتنميتها فزادت وربحت ونمت وأثمرت «لأن كل من عنده يعطى ويزاد، وأما من ليس عنده فحتى الذي عنده يؤخذ منه، أي أن كل من عنده عمل وتعب وجهاد يعطى مواهب جديدة وتزاد مسئولياته، لأنه بجهاده وعملـه كسب ثقة سيده، فيقيمه سيده على مسئوليات أخرى جديدة، لأن مقاصـد سيده هي في العمـل المثمر لخيـر الناس وخيـر الخليقـة. «وأما من ليس عنده» عمل وجهاد وثمر، فإنه يعاقب بسحب كل ما عنده من مواهب، لئلا تبقى معطلة بلا ثمر، وهو ما لا يريده سيد الخليقة كلها.

أليس هذا كله، يضعنا أمام مفهوم عظيم القيمة والأهمية، إننا خلقنا للعمل، وما وهبنا الله من مواهب طبيعية في أرواحنا وأنفسنا وأجسادنا هي رأس مال منح لنا لا لكي نهمله فيكسد ويتلف ويصدأ، وإنما لكي نبدأ به العمل، لينمو رأس المال ويزداد كماً وكيفاً.. فإذا لم نعمل ولم نربح برأس المال ربحاً جديداً،وطمرناه في الأرض وأخفيناه عن عيوننا وعيون الناس، فإن الله سيدنا يغضب علينا لكسلنا، وإهمالنا لعطاياه ومواهبه ضداً لإرادته ومقاصده.

هذه المواهب الطبيعية التي وهبنا الله إياها هي أولا وقبل كل شيء آخر في الكون، هي قدراتنا الطبيعية وإمكاناتنا وملكاتنا، هي الروح والذهن والنفس والبدن.. يجب أن نستثمرها وننميها ونعمل بها ونفلحها كما يفلح الإنسان الأرض بتقليبها وسقيها بالماء وبذر البذور فيها وتعهدها بالرعاية وصيانتها وإزالة معوقات النمو فيها.

على أن يكون العمل بالمواهب وفيها جميعا. فلا تكون تنمية الجسد على حساب الذهن والروح كما هو الحال عند بعض أبطال الأجسام والمصارعات البدنية… ولا تكون التنمية للذهن على حساب الروح والبدن، كما هو الحال عند بعض العلماء الذين صاروا عمالقة في عقولهم وأذهانهم ولكنهم مرضى في أجسادهم، وأقزام في أرواحهم… ولا تكون التنمية للروح على حساب البدن والعقل كما هو الحال عند بعض الرهبان الذين يهملون أبدانهم فيمرضون، ويهملون أذهانهم وعقولهم فتضعف إدراكاتهم ومفاهيمهم وتتوقف عن النمو، ويخبو ضوؤها من حياتهم وسلوكهم، ويظهر هذا فيهم واضحاً حينما يضطرون إلى حمل مسئوليات قيادية في العالم.

إن الإنسان السليم والصحيح والحقيقي هو الذي يدرك تماما مكوناته من روح ونفس وبدن، ويعمل على تنميتها جميعا معا تنمية عادلة متساوقة منتظمة، بما يكفل له شخصية متكاملة.

البعد الإجتماعي

ولانغفل أهمية المجتمع في حياة الإنسان الكامل، فإن الإنسان السليم هو بالعقل السليم، في الجسم السليم في المجتمع السليم.

الإنسان السليم هو الذي ينمي قدراته ومواهبه ليجعلها في خدمة تكوينه السليـم: روح عالية سامية موصولة بالسماء، نامية بالعبادات وبالفضائل الفردية والإجتماعية،… وذهن متفتح للعلم والمعرفة وإزدياد الفهم، وبدن سليم بكل مقومات السلامة البدنية – وهكذا يكون الإنسان كله في صحة روحية وذهنية وبدنية، لخدمة الله والناس، وتحقيق إرادة الله ومقاصده في مد آفاق الخير والجمال والنظام في كل الوجود.

هذا هو الإنسان الكامل الذي خلق على صورة الله ومثاله والذي يستغل مواهب الله فيه وله، ويستثمرها وينميها، عاملاً مع الله، ، وهو الخير الأعظم، وصانع الخيرات.

وفي هذا يقول المسيح له المجد «كونوا إذن كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات کامل» (مت5: 48)، (تك17: 1)، (تث18: 13)، (یع1: 4) وجاء في رسالة القديس بولس الرسول إلى كنيسة كورنثوس «كونوا أولاداً في الشر. وأما في الأذهان فكونوا كاملين» (1کو14: 20)، انظـر (تك6: 9)، (أي1: 1، 8).

التكامل في المحبة في أبعادها الثلاثة
الله – النفس – والغير (الآخر)

إن بعض الناس ينسى أو يتناسى أن الإنسان كائن إجتماعي، فيتقوقع على نفسه، وينفر من غيره، ونتيجة لذلك يمرض بمرض النرجسية فتصير نفسه بالنسبة له مرکز الكون، فلا يعنيه غير نفسه، وتسوء على التوالى علاقته بالأغيار ويتحول إلى كائن أناني، فيبغضه الناس ويعادونه فيزداد هو عداء لكل أحد، وتمسى نظرته للناس سوداوية – هذا إنسان مريض، ونفسيته مريضه وغير سوية. إنه يحتاج إلى أن يتبين أنه خلق من أب وأم، وله إخوة وأخوات، وأقارب بالجسد وأقارب بالفكر والروح وأنه تربطه بالناس جميعا علاقات… هو في حاجة إلى كل أحد، وكل أحد في حاجة إليه، ولابد أن يؤثر في غيره ويتأثر بغيره. من هنا وجب عليه أن ينبسط لغيره ولا ينكمش في نفسه … ينفتح على الأغيار ولا ينغلق عنهم… إنه كائن معهم، ومن بينهم، وليس غريبا عنهم.. هو قريب لهم… وهم أيضا أقرباؤه وإن كانت درجة القرابة تختلف بحسب بعد المسافة المكانية والزمانية، ثمّ المسافة الفكرية والروحية… والحاجة والمنفعة، بمستوياتهما المادية والمعنوية. 

إذا أدرك الإنسان هذا البعد الإجتماعي في تكوين شخصيته، يتغير بالتبعية سلوكه وإتجاهاته نحو الآخرين، ولم يعد ذلك الكائن الأناني الذي لايعنيه غير نفسه، وتتحول عنده الأنانية إلى غيرية بما فيها من تعاطف وتواد وتراحم وتكافل إجتماعي – وينتقل شعوره بالاحتياج إلى غيره – إلى رابطة فكرية وعاطفية ثم إلى صداقة وإلى محبة وإلى عطاء، ويكتشف بعد ذلك أن العطاء يسعده أكثر من الأخذ (أع20: 35)

فيعطي بسخاء ولا ينتظر المقابل (لو6: 35)، وهكذا يتحول الإنسان المؤمن إلى كائن خير على غرار سيده وخالقه «فإنه يجعل شمسه تشرق على الأشرار والصالحين، وينزل المطر على الأبرار والظالمين» (مت5: 45)، (أي25: 3).

وتنبيها لهذا البعد الإجتماعي في حياة الإنسان يقول المسيح له المجد «تحب قريبك حبك لنفسك» (مر12: 31)، (لو10: 25)، (مت22: 39)، (رو13: 9)، (غلا5: 14)، (يع2: 8).

وهذا معناه أن المسيحي مطالب بأن يجب قريبه مثل نفسه، لأنه إذا أحبه أقل من محبته لنفسه، وقع في خطأ الأنانية. أما إذا أحبه محبته لنفسه فهنا مفهوم الغيرية، المتعادلة والمتساوية، وهذا هو البعد الثالث في المحبة المسيحية – الله، والنفس،والآخر – أما محبة الله فيقول المسيح فيها:
«من أحب أباه أو أمه أكثر منى فلا يستحقني. ومن أحب ابنه أو ابنته أكثر منى فلا يستحقنی» (مت10: 37).

وأما محبة النفس فيقول فيها:

«لأنه ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله، وأهلك نفسه أو خسرها أو ماذا يعطى الإنسان عوضاً عن نفسه؟» (لو9: 25)، (مت16: 26).

وأما محبة الغير فيقول فيها:

«تحت قريبك حبك لنفسك»

على الإنسان المسيحي إذن أن يوزع محبتـه في هذه الأبعـاد الثلاثة من دون تجاوز: الله، النفس، الغير.

وهكذا تكون الشخصية المسيحية المتكاملة التي تجمع بين محبة الله، ومحبة النفس، ومحبة الآخرين، في كل واحد، من غير تهوين أو تهويل وهذا هو طريق الكمال المسيحي.

زر الذهاب إلى الأعلى