الذي يبغضني

 

“الذي يُبغضني يُبغض أبي أيضاً” (يو23:15)

علينا ألا نستعجب لماذا يبغض العالم كل من يحمل اسم المسيح ، ذلك لأن المسيح كشف حقيقته ، أنه موضوع في يد الشرير. ولكن ، لأن المسيح ظفر بالشيطان وأعوانه على الصليب ، ونحاه إجباراً عن تسلطه على الإنسان ؛ ذهب الشيطان يكيل لأولاد المسيح ومحبيه الضربات ، مختفياً وراء الناس الذين سخرهم تحت قبضته.

وبغضة المسيح هي بعينها بغضة الله الآب ، فهي بغضة منتقلة من الأرض إلى السماء ، فالذين يبغضون المسيح قد قفلوا لأنفسهم باب السماء ، وقد استغلهم العدو لينشر البغضة في العالم ، وجعل البغضة هي بضاعة العالم الحاضرة ، واختفت المحبة وتجددت قصة قايين وهابيل . وكما انقسم العالم آنئذ بين قاتل و مقتول، هكذا انتهى العالم بهذه المصيبة عينها . فقايين العالم يتحفز لقتل هابيل آخر الزمان ، وليس من مُصالح.

لقد أصبح للإنسان مهلة قليلة ، عندما لا يعود زمان للتوبة والعودة إلى الله. حينئذ سيحل القضاء ويُنصب میزان العدالة ، ويدخل الظالم إلى مصيره المحتوم.

في ذلك اليوم يفرح ويتهلل من قضوا أيامهم بكاءً ونواحاً من قسوة الإنسان على أخيه الإنسان ، وظلم العدو الذي سيُلقى كرمة تُداس بالأقدام.

“وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم” ( رؤ 21 : 4 ) ، ويلبسهم تاج الغلبة والخلاص ، الذي ألبسه له أبوه بعد أن أكمل سعيه على أرض البغضة والأحقاد . حينئذ يدرك المظلوم أن له قاضياً ساهراً على حقه ، يعطيه جزاء ما ظُلم به ، حياة أبدية يسكن فيها البر والفرح والتهليل.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى