الصلاة المستجابة

ما هي الصلاة؟

  • الصلاة هي جسر يوصل بين الإنسان والله. شبهوها بسلم يعقوب الواصل بين السماء والأرض (تك 28: 12). إنها ليست مجرد كلام، إنما هي صلة.. هي صلتك بالله، قلبًا وفكراً..
  • الصلاة هي إحساسك بالوجود في الحضرة الإلهية. وبدون هذا الإحساس لا تكون الصلاة صلاة.. هي مشاعر قلب متجه إلى الله، يشعر بوجود الله معه، أو بأنه واقف أمام الله.
  • الصلاة هي عمل القلب، سواء عبر عنها اللسان أو لم يعبر. هي رفع القلب إلى الله.
  • إن أحببت الله تصلى. وإن صليت تزداد حبًا لله. فالصلاة هي عاطفة حب، نعبر عنها بالكلام.
  • كثيرون يصلون، ولا يشعرون بتعزية. لأن صلواتهم خالية من الحب.. مجرد كلام! …. هؤلاء رفض الله صلواتهم. وقال عنهم ”أَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي” (أش 29: 13).
  • الصلاة هي تدشين للشفتين وللفكر، وهى تقديس للنفس، بل هي صلح مع الله..
  • وهكذا بالصلاة تبطل الأفكار الردية، كلما داوم الإنسان على الصلاة، ويدخل بها في جو روحي، ويبعد عن قوات الظلمة.
  • الصلاة هي رعب الشياطين، وأقوى سلاح ضدهم. فالشيطان يخشى أن يفلت هذا المصلى من يده. يخشى أن ينال بصلاته قوة يحاربه بها. كما أنه يحسده على علاقته هذه مع الله، التي حرم هو منها.

صلاة الحب، وهى أعلى من مستوى الطلب. فأنت قد تصلى ولا تطلب شيئًا..

قد تكون صلاتك شكراً على ما أعطاه لك الله من قبل. تشكره على عنايته بك، ورعايته لك، وعلى ستره ومعونته وكل إحساناته، لك ولكل أصحابك وأحبابك.. وقد تكون صلاتك تسبيحًا لله، مثل صلاة السارافيم “قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ” (أش 6: 3).

قد تكون صلاتك مجرد تأمل في صفات الله الجميلة، كما في صلوات القداس الغريغوري، وكما في كثير من المزامير وصلوات الساعات. وكما قال القديس باسيليوس الكبير “لا تبدأ صلاتك بالطلب لئلا يظن أنه لولا الطلب ما كنت تصلى.

اعتبر صلاتك مجرد تلذذ بعشرة الله، أو كما يسميها بعض الآباء “مذاقة الملكوت”.

مجرد وجودك في حضرة الله متعة، حتى لو لم تفتح فمك بكلمة واحدة، حتى لو لم يتحرك ذهنك بأي فكر، كطفل في حضن أبيه ولا يطلب شيئًا سوى أن يبقى هكذا..

مبارك هو إلهنا الطيب الذي منحنا أن نصلى. تواضع منه أن يسمح لنا بأن نتحدث إليه.  وتواضع منه أن يصغى إلينا.. من نحن التراب والرماد، حتى نقترب إلى الله، ونقف أمامه ونتحدث إليه.

لذلك عار كبير وخطية كبرى، أن تقول: ليس لدى وقت للصلاة..!!

هل يجرؤ العبد أن يقول إنه ليس لديه وقت للكلام مع سيده؟! عجيب بالأكثر أن المخلوق ليس لديه وقت للحديث مع خالقه!! إن أمورًا عديدة وتافهة تجد لها وقتًا..

هل تظن أنك تعطى الله وقتًا حينما تصلى؟! وهل الله محتاج إليك أو إلى صلواتك؟! أم أنت تأخذ في الصلاة قوة ومعونة وبركة، وتأخذ لذة روحية ومتعة بعشرة الله، وحلًا لمشاكلك..؟!

الصلاة المقبولة

ليست كل صلاة مقبولة ، فصلاة الفريسى المتكبر، لم تكن مقبولة مثل صلاة العشار المنسحق، الذى خرج مبرراً دون ذاك ( لو 18 : 14 )

كذلك صلاة الذين أيديهم ملآنة دماً ، قال عنها الرب ” فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيَكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ، وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَمًا.” ( إش 1 : 15 ) و أيضاً صلاة المرائين ( مت 6 ) ، و الذين لعلة يطيلون صلواتهم (مت 23 : 14 ) فقد تصلى صلاة ، فيتقدم واحد من الأربعة و العشرين قسيساً ، و يأخذها فى مجمرته الذهبية ، و يقدمها إلى الله رائحة بخور ( رؤ 5 : 8 ) بينما يصلى آخر طول النهار ، و يتعجب الملائكة أن شيئاً من صلوات هذا الإنسان لم يصعد إلى فوق !

فما هى إذن شروط الصلاة ؟!

1- الإيمان:

يجب أن نرفع صلواتنا إلى الله بإيمان قوي وثقة أكيدة أن الله هو ضابط الكل وأنه يسمع صلواتنا وهو قادر أن يعطينا سؤال قلوبنا إن كان موافقاً لمشيئته.

إن استطاعت صلواتنا أن تصل إلى الله فهو يجيب عليها حتماً وبالتأكيد ولكن بإحدى ثلاث كلمات.

  • نعم: إن كان الطلب مناسباً وفي صالحنا والوقت مناسب أيضاً.
  • لا: إن كان الطلب ليس في صالحنا أو يسبب لنا ضرراً.
  • انتظر: إن كان الوقت غير مناسب لاستجابة طلبنا.

وفي الحالتين الأخيرتين قد لا تحوز هذه الإجابة رضانا حسب نظرتنا البشرية القصيرة للأمور، ولكن ليتنا نثق أن المر الذي يختاره لنا الله عندما نسلمه حياتنا هو خير من الحلو الذي نختاره لأنفسنا حسب استحساننا البشري المحدود لأن الله العارف جبلتنا يعرف ما هو لخيرنا ومصلحتنا أكثر مما نعرف نحن.

يحذرنا الرسول من الارتياب في مواعيد الله أثناء الصلاة فيقول.. ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئاً من عند الرب (يع1: 6، 7).

2- أن تكون بالروح :

فيها روح الإنسان يخاطب روح الله ، وقلبه يتصل بقلب الله ، هذه الصلاة التى من الروح و من القلب ، هى التى تفتح أبواب السماء ، و تدخل إلى حضرة الله ، و تكلمه بدالة ، و تتمتع به ، و تأخذ منه ما تريد بل هذه الصلاة هى التى تشبع الروح ، كما قال المرتل : ” باسمك أرفع يدى ، فتشبع نفسى كما شحم و دسم ” ( مز 163 : 4 ، 5 )

3- أن نكون متسامحين ومحتملين:

يجب أن نغفر من كل قلوبنا ما قد يكون لنا على إخوتنا متذكرين دائماً قول الرب “متى وقفتم تصلون فاغفروا إن كان لكم على أحد شيئاً لكي يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم (مر11: 25)”.

المسيح في محبته يترك لنا كل تعدياتنا متى اعترفنا بها وتبنا عنها، وإزاء ذلك يوصينا الرسول قائلاً “محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم بعضاً. إن كان لأحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً”. (كو3: 13). وهكذا نرفع لله قلوباً طاهرة بدون غضب ولا جدال فتلاقى صلواتنا قبولاً لدى عرش النعمة.

4- أن نكون مجتهدين ومجاهدين لحفظ وصايا الرب والعمل على مرضاته:

عندئذ “مهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه (1يو3: 22)” ويقول المرنم “لأني حفظت طرق الرب ولم اعص إلهي لأن جميع أحكامه أمامي وفرائضه لم أبعدها عن نفسي. أكون كاملاً أمامه وأتحفظ من إثمي” (مز18- 21، 23) ويطلب المرنم إلى الرب قائلاً “لتكن أقوال فمي وفكر قلبي أمامك يا رب صخرتي ووليّي” (مز19: 14).

5- أن نُقدمها باسم المسيح:

فلكي تكون صلواتنا مقبولة وعبادتنا قوية مقتدرة يجب أن نُقدمها كلها في اسم يسوع المسيح الذي قال “أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي” (يو 14: 6) وقال أيضاً “أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلُص ويدخل ويخرج ويجد مرعى” (يو10: 9).

ليس لنا في ذواتنا أي دالة في الصلاة ولكننا نرجو من الله بواسطة الرب يسوع، يقول الرسول “إنكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد. لا رجاء لكم وبلا إله في العالم، ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح (أف2: 22)

”الحق الحق أقول لكم إنّ كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم” (يو 23:16).

6- المحبة:

المحبة لله وللناس، تعلمنا الوصية قائلة “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك وقريبك كنفسك (متى 22: 37-39)”.

يقول الرسول “إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن” (1 كو 1:13) أي إنّ صلواتي مهما كثرت وتعاظمت مثل صلوات الملائكة الروحانيين وكنت خالياً من المحبة والبذل، فإن الله لا يقبلها بل تكون في أذنيه كصوت طنين النحاس أو رنين الصاج بلا روح ولا معنى وبالتالي لا يعطيها الرب آذاناً صاغيةً.

7- الرحمة:

يقول الحكيم “من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضاً يصرخ ولا يستجاب” (أم 13:21) لأن الرحمة تفتخر على الحكم وليس رحمة في الدينونة لمن لم يستعمل الرحمة. يقول أحد القديسين: “إن كنت محتاجاً إلى الرحمة فسلَّف الرحمة قدامك”. غير الرحومين يصرخون ولا مخلص إلى الرب فلا يستجيب لهم (مز 41:18).

أما الذي يكون رحيماً ويرحم الملهوف ويغيث المستغيث “حينئذ يدعو فيجيب الرب يستغيث فيقول ها أنذا (أش 9:58).

8- الصوم:

إذا شبهنا الصلاة بنسر طائر، فالصوم والرحمة هما جناحاه اللذان يطير بهما. وبدونهما يشبه نسراً مكسور الجناحين فلا يستطيع أن يطير بل يتخبط إلى أن يموت.

قال المرنم عن اقتران الرحمة بالصلاة “طوبى لمن يتعطف على المسكين، في يوم الضيق ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه يغتبط في الأرض ولا يسلمه إلى مرام مضايقيه” (مز 41: 2،1) وعن اقتران الصوم بالصلاة قال الرب “وأما هذا الجنس (الشيطان) لا يخرج إلا بالصلاة والصوم (مت 21:17)”.

الصوم يهدئ حركات الجسد، ويحد من توقد الحواس وشهوتها، ويضع حداً لثرثرة اللسان يمهد تمهيداً هاماً للصلاة الروحانية فينطلق الروح من عبودية الجسد وحواسه لتتأمل في حقائق الأبدية وحياة ما بعد الموت.

9- أن تكون الصلاة وفق مشيئة الله:

يقول الرسول “إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا” (1 يو 14:5) وإن لم تكن الصلاة وفق مشيئة الله يكون مصيرها الرفض فيقول الرسول “تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون ردياً لكي تنفقوا في لذاتكم” (يع 3:4) وهذه اللذات إما أن تكون جسدية كالأكل والشرب والملبس والتنعم الجسدي، وإما أن تكون تمجيد الذات والانتفاخ على حساب عمل الله وخدمته ومواهبه وهباته.

ونستطيع أن نتعرف على مشيئة الله من كثرة قراءتنا وتأملنا في الكتاب المقدس، كلمة الله ورسالته لخلاصنا، دستور السماء ولائحة الملكوت. لذا ينصحنا الرسول قائلا: “عيشوا فقط كما يحق لإنجيل المسيح” (في 27:1).

10 – الثبات في المسيح:

وعدنا الرب وعداً إلهياً صادقاً أميناً “إن ثبتم فِيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم” (يو 7:15) نثبت فيه وفي محبته وفي وصاياه، فتكون لنا عليه دالة ويعطينا ما نطلب حسب غناه في المجد.

11- حمل اسم المسيح:

لا نستطيع أن نصلي حقيقة باسم المسيح ما لم نحمل هذا الاسم المبارك أمام الناس، كما قال الرب عن بولس الرسول “هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل” (1 ع 15:9) يجب أن لا ننكر المسيح لا في حياتنا الخاصة بتصرفاتنا وحياتنا الشريرة التي لا ترضى الله ولا تليق بأبناء الملكوت، لئلا يجدًّف على اسم المسيح بسببنا، ومن غير المعقول أن نصلي بذلك الاسم الذي جلبنا عليه العار والتجديف ويسمع لنا.

12- حياة التقوى وخوف الله:

الله لا يقبل صلاة إنسان مستهتر بأمر خلاصه وغير مهتم بحياته الأبدية المقبلة. الله “لا يُسَرّ بقوة الخيل ولا يرضى بساقي الرجل” (أي الرجل المتشدد والمفتخر بقوته).

يسر الرب بأتقيائه بالراجين رحمته (مز 147: 11،10) . سبقنا المرتل داود النبي إلى طلب حياة التقوى فقال متضرعاً للرب “سَمَّر خوفك في لحمي” (مز 120:119) كما قال “رأس الحكمة مخافة الرب والفهم نافع لكل من يعمل به” (مز 10:111) ينصحنا الرسول المبارك قائلاً ” تمموا خلاصكم بخوف ورعدة (في 12:2)”.

13- اللجاجة في الصلاة:

اللجاجة شرط مهم من شروط الصلاة المستجابة فالصلاة في أسمَى معانيها هي صراع مع الله. الله قد لا يعطينا من أول مرة نسأله فيها، حتى يختبر أمانتنا فيه ولجاجتنا في الصلاة والطلبة وكثرة التردد والمثول في حضرته المباركة هو كأب حنون يكون قد أحضر طلب ابنه ولكنه لا يعطيه له من أول مرة يسأله فيها حتى يختبر محبته فيه ويظهر احتياجه للشيء بكلمات طفولية صادقة ومناجاة لطيفة تُسِرّ قلب أبيه وتفرحه، يرتمي في حضن أبيه طالباً سرعة قضاء طلبه حينئذ يعطيه له فَرٍحاً.

الرب أمرنا باللجاجة في الصلاة بمثلين ضربهما، هما مثل الأرملة وقاضي الظلم، ثم مثل صديق نصف الليل. يقول الرب معلقاً على المثل الثاني “أقول وإن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقاً فأنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج” (لو 8:11) ثم يحثنا الرب على اقتفاء أثر ذلك الصديق في لجاجته عندما نطلب من الرب طلباً “وانا أقول لكم اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يُفتحَ لكم” (لو 9:11).

عشرون سنة كاملة استمر إسحق يصلي إلى الله أن يعطيه نسلاً وقد أطال الله أناته عليه هذه المدة الطويلة لكي يختبر أمانته.

14- إكرام الوالدين:

فالذي يغضب والديه ينال سخطهما فلا يستجيب له الرب في صلاته أما الذي يكرم والديه وينال رضاهما، فيقبل الرب صلواته.

يقول الحكيم “من أكرم أباه فإنه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم” (سي 4:3) يقول أيضاً “من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له (سي 6:3)”.

15- الخشوع

خشوعك أمام الله هو خشوع الروح و خشوع الجسد أيضاً.

أما عن خشوع الجسد فيشمل الوقوف و الركوع و السجود ، بحيث لا تقف وقفة متراخية و لا متكاسلة ،و لا تستسلم للشيطان الذى يحاول أن يشعرك فى وقت الصلاة بتعب الجسد أو بمرضه أو إنهاكه أو حاجته إلى النوم !

خشوع الجسد لازم ، لأن الجسد يشترك مع الروح فى مشاعرها ، و يعبر عنها فخشوع الروح يعبر عنه خشوع الجسد و تراخى الروح و عدم اهتمامها ، يظهر كذلك فى حركات الجسد ، مثل انشغال الحواس بشئ آخر أثناء الصلاة ! سواء النظر أو السمع و ما إلى ذلك

أما عن خشوع الروح ، فيجب أن تصلى بقلب منسحق و تذكر أن الرب قريب من المنسحقين بقلوبهم لا تنس أنك طبيعة ترابية ، و أنك تكلم خالقك الذى هو ملك الملوك و رب الأرباب ( رؤ 19 : 16 ) .

فاصل

المراجع:

  1. كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
  2. كتاب العبادة الكاملة – الأنبا متاؤس

زر الذهاب إلى الأعلى