بيتك على الصخر

 

1- في مظهرها

يهتم كل خطيبين ببيت الزوجية من جهة اتساعه وموقعه وتأثيثه وملكيته ، قبل أن يهتموا كيف يُبنى على صخر لا يهزه أمواج العالم ، “سلموا على بريسكلا وأكيلا …  وعلى الكنيسة التي في بيتهما ” ( رو 5,3:16 ) .
* ما معنى عبارة الكنيسة التي في بيته أو بيتها ؟؟ … كانت أول كنيسة في بيت مريم أم مرقس الرسول وكانت في العصور الأولى بيوت المؤمنين كنائس حقيقية تجمع المؤمنين معاً.

لابد أن يظل المعنى في خاطرنا ليس بالمعنى الحرفي ، وإنما يكون بيوتنا بيوت صلاة بتخصيص ركن في المنزل للصلاة للشريكين معاً، ومع أولادهم بعد ذلك ، ولقراءة الكتاب المقدس .. ويحاط المكان بصور للقديسين فهم سحابة من الشهود محيطة بنا ( عب 1:12 )

2- في جوهرها 

1- الوحدانية .
2- المحبة .
3- الصلاة .
4- القراءات الروحية .

تعالوا معاً نقف قليلاً عند أول نقطتين ( الوحدانية والمحبة ) .

أولاً: الوحدة

من أهم سمات الكنيسة التي يتسم بها البيت المسيحي . أن المؤمنين جسد واحد وكل إنسان عضو عامل لأجل جماعة المؤمنين وليس لنفسه. وهكذا تذوب الفردية لأجل الجماعة .

طلبة طلبها رب المجد : ” وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد ” ( يو 22:17 ).

الوحدة في الكنيسة الأولى تظهر من قول كاتب سفر الأعمال : “وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة ولم يكن أحد يقول إن شيئاً من أمواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركاً” ( أع 32:4 ) . راجع ( أع 42:2 ، أع 2: 1-2 ) .

ولهذا تصلي الكنيسة في القداس من أجل الوحدانية .. وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا … جسد واحد لرأس واحد هو المسيح .. ( كو 18:1 – 1کو 3:11 ، أف 23:5 ) . وهكذا .. نجد وحدة عجيبة : الرأس الذي هو المسيح يبذل نفسه لأجل الجسد و الذي هو الكنيسة المحبة.

ثانياً: المحبة

ونقسمها إلي :
1- المحبة الزوجية .
2- المحبة الأبوية .
3- المحبة البنوية .
4- المحبة الأخوية .

1- المحبة الزوجية : توحد الزوجين في المسيح .
الكنيسة أيقونة جميلة تعبر عن عمق الحب الذي يربط جميع الأعضاء بالمسيح ومعة . يشترك كل الأعضاء في الصلاة من أجل بعض في وحدانية ومحبة.
أ- محبة الزوج لزوجته : ( أف 25:5 ) . 
كيف : مثال محبة المسيح للكنيسة “أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ” (أف25:5).
طبيعتها : – باذلة حتى الموت .
في عطاء بدون مقابل بدون طلب .
– غافرة رغم قساوة القلب ( السيد المسيح وصليبه ) .
– تلتمس العذر .
– مقدرة لضعف طبيعة المرأة (1بط 7:3)
– في لطف دون قسوة وتجبر “أيها الرجال ، احبوا نساءكم ، ولا تكونوا قساة عليهن” ( كو 19:3 ) .
درجتها : – كجسده “يحبوا نساءهم كأجسادهم” ( أف 28:5 ) , “عظم من عظامی ولحم من لحمي ” ( تك 23:2 ) ۔
– أكثر من الكل “يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته” (أف31:5) و

ب- محبة الزوجة لزوجها :
محبة خاضعة : ( أف 22:5 ، کو 18:3 ، تي : 2: 4-5 ) .
– نوع الخضوع : كما للرب .
– درجة الخضوع : لكن كما تخضع الكنيسة المسيح ، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء ( أف 24 : 5 ) .
– وعند الاختلاف في الرأي ، نتذكر الوصية ليخضع كل منكما لصاحبه”.
ملاحظة : في بعض الأوقات ليس عيباً أن يخضع الزوج لفكر زوجته “فيجب عليكما أن يعرف بعضكما حق بعض ويخضع كل منكما لصاحبه” من صلوات الإكليل ( غل 28:3 ، 1كو 11 : 11 ، 1كو 5:7 )
– محبة معاونة : “ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره” ( تك 18:2 ) الله ميز المرأة بمواهب وإمكانيات لكي تكون معينة للرجل في تربية و الأولاد – مادياً – روحياً – الوصول للقرار الصائب – خلاص نفس زوجها وأولادها .
مثال : أبيجايل الحكيمة ( 1صم 24:25)
كانت محبة متبادلة من خلال محبتهما لله – محبتهما لبعضهما انعكاس لمحبة الله وليس عائقاً أو معطلاً عن محبة الله
أمثلة لمحبة خاطئة
– ايزابيل لأخاب : محبة عارية من محبة الله جلبت عليه الشر (1مل 25:21 )
حنانيا وسفيره : اتفقا على الكذب على روح الله ( أع 5 )

2- المحبة الأبوية : على مثال محبة الله للإنسان وهي :
– ثابتة غير متغيره ( مت 45:5 )
۔ شاملة دون تغییر .
– مُؤدبة “الذي يحبه الرب يؤدبه” ( أم 12:3 ) 
الحب للأبناء هو غذاء لنفوسهم , لذلك المحبة الأبوية ينبغي أن تكون :
1- محبة في عطاء شامل : تعطي ذواتنا أكثر من مادياتنا . عطاء متكامل لروحي ونفسي وجسدي . حتى لو لم تأخذ ، نعطى قبل أن يطلب منا ( مت 31:6-32 ) وتعطى دون تغییر . 
2- محبة دون تمييز : لأن التمييز يولد : الحقد والعدوانية “يوسف وأخوته ، يعقوب وعيسو ” إذا كان هناك حاجة للتمييز فيجب أن يراعي : نميز الأكثر احتياجا تمييزا وقتيا و غير ملحوظ للآخرين ، وأن تشرك باقي الأبناء في توزيع المحبة الزوجية .
3- محبة بدون تدليل : التدليل الزائد يؤدي إلى : الفشل وعدم الاعتماد على الذات “عالي الكاهن و أولاده”
4- محبة دون قسوة : العصا والتوبيخ يعطيان حكمة ( أم 5:29 ) والعصا هنا : نظرة حازمة – موقف قوي هادىء – كلمات هادئة ( حوار ) . اعرف إمكانياته وطبيعته وتفكيره والظروف المحيطة والأوضاع . التأديب لأجل تنمية الأبناء وليس تحطيمهم لإخضاعهم لوصايا الله ليس الكذب . والقسوة تؤدي إلى:
1- تعطل قوى تفكير الأبناء من الخوف .
2- يقتنون المكر والخداع والكذب .
3- يقتنون الجفاء والقسوة مع الغير .
4- التمرد والعناد الشديد .
5- يبحث الأبناء عن الحنان خارج البيت .
6- إلغاء شخصية الأبن ( الخضوع ) . 
5- محبة دون هيمنة أو سيطرة : ( ارفعوا سيطرتكم عن أبنائكم نموا فيهم الشخصية المستقلة . اجعلوا منهم صورة الله وليس صورة منكم).
الابن المرتبط بأمه وأبيه أكثر من زوجته بسبب سيطرتهما لن ينضج ولن يخرج لنا أثماراً جيدة . فارفعوا سيطرتكم عن الأبناء .

3- المحبة البنوية : العلاقة بين الأبناء ووالديهم سماتها :
أ- الاحترام والإكرام : ( خر 12:20 ) ( أف 2:6 ، 3 )
لم ينشغل السيد المسيح على الصليب بآلامه .. ولكن قال ليوحنا الحبيب : “هذه أمك ” ( يو 4:2 ) , سجود سليمان لأمه وأجلسها عن يمينه (1مل 19:2 ) , صور الإكرام : بكلامنا وأعمالنا 
ب- الطاعة والخضوع : المحبة الخاضعة في كل الأمور في حضورهما وغيابهما في حياتهما وبعد مماتهما ( أم 20:6-22 ).
طاعة في كل شيء ولكن ليست على حساب الله ” أطيعوا والديكم في الرب ” ( أف 1:6 )  طاعة اسحق لأبيه – السيد المسيح كان خاضعاً لأمه العذراء ويوسف النجار . عقوبة عدم الطاعة ( أم 17:30 ، ت 21:21 ) .
ج- بقبول التأديب : الخضوع في تسليم واقتناع وفرح بالتأديب والخضوع لأن:
1- في التأديب حباً: “تأديباً أدبني الرب وإلى الموت لم يسلمنی” ( مز 18:118)
2- في الخضوع لتأديب الوالدين خضوع لله “إسمع يا ابني تأديب أبيك ولا ترفض شريعة أمك ” (أم8:1) .
3- في قبول التأديب غني ومجد ( أم 17:10).
4- في قبول التأديب اقتناء للحكمة ( أم 20:19 )
5- التأديب يمنع من الضلال و الهلاك ( أم 17:10 ، مز 8:18
د) محبة معطاءة : كلمات المحبة مواقف المحبة بأخبار سارة. أن محبتنا لوالدينا تمثل قطرة ماء عذب تبرد لها لسان الأباء والأمهات في عطش شيخوختهم .

4- المحبة الأخوية : ” الأخ أمنع من مدينة حصينة” ( أم 19:18 ) . “أما الأخ فللشدة يولد” ( أم 17:17)
صفاتها :
أ- لا تعرف الانانية: محبة يوسف لأخوته ( تك 15:37)
محبة تعطى الأكثر احتياجاً نصيباً أوفر دون الجنس , محبة تجعل كل شيء مشتركاً بين الأخوة والأخوات. 
ب- لا تعرف الغيرة: قايين قتل هابيل بسبب الغيرة ( تك 54:4) . يوسف وأخوته ( تك 37 ) .
فكر جيداً ربما تجد في نفسك أمورا غير موجودة في أخيك ربما تكون أنت متفوقاً علي الأمور الغير المنظورة “لا تعطوا للغيرة مكاناً لئلا تدمركم قبل أن تدمرهم “.
ج- لا تعرف الاحقاد : إساءة الآخرين هي المرأة التي تكشف جوهر محبتكم ” محبة يوسف لأخوته لقاءه معهم في مصر وكلماته معهم وأعماله معهم . ” كل من يبغض أخه فهو قاتل نفس ، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه” (1يو15:3)
لكي لا يدخل الحقد إلى قلبك تذكر أن :
+ السيد المسيح طلب الغفران من أجل صالييه .
+ التأمل في شخصية يوسف السامية .
+ المحبة تنقلنا إلى الحياة الأبدية . 
+ أعمال المحبة التي سبق وصنعها الآخرون معك . 
+ المحبة التي أنت مطالب بها من الله نحو الأخوة .
* فاعلية المحبة : يستنير بها كل أفراد الأسرة ككنيسة مترابطة برباط المحبة متحدين بالرأس الذي هو السيد المسيح لذلك ففاعلية المحبة : 
1- تعطينا أن نصير أولاد الله “وكل من يحب فقد ولد من الله” ( ايو 7:4-8 ) ۔
2- وتعطينا الثبات في الله : “ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه” ( ايو 16:4)
3- وكذلك الانتقال من الموت إلى الحياة : “نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة” ( ايو 14:3 ) ۔
4- لأنه بدون المحبة لا توجد حياة : “من لا يحب أخاه يبق في الموت ” ( 1يو 14:3 – 15)
5- وبالمحبة تنال مغفرة الخطايا : “قد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً” .
6- والمحبة تحفظنا من السقوط : يحفظ الرب كل محبيه ( مز 20:145). 
  7- وتعطينا سلامة في الامنا : مثل الشهداء ، أو مثل احتمال الأم لألام كثير (الحب يجعل الآلام والأخطار سهلة القبول أو بالأحرى يصيرها کلا شيء ) القديس أوغسطينوس .
8- وتطرد الخوف من قلب الإنسان : المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج (ايو4: 18)
9- وتحول الشر إلى خير : “لا يغلينك الشر بل اغلب الشر بالخير” ( رو 1:12)
10- وتعطينا التمتع بالتلمذة للمسيح : “بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي : إن كان لكم حب بعضاً لبعض” ( يو 35:13 ) .
11- وتجعلنا موضع للبركة الإلهية :” فأورث محبی رزقاً ولأملأ خزانهم (ام 8: 21 ۔
12- وبالمحبة نسمو ونرتفع : ارتفع إلى الله بالمحبة وكلما زدت له حباً، زدت ارتفاعاً) . القديس أوغسطينوس .

فاصل

من مسابقات قانا الجليل – المسابقة الدراسة مهرجان 2012

زر الذهاب إلى الأعلى