تباين القديسين ووحدتهم في آن واحد
العظة السادسة والثلاثون من العظات الخمسون للقديس أنبا مقار
[ عن القيامة المزدوجة للنفوس والأجساد ، وتباين مجد القائمين ]
1 – إن قيامة النفوس المائتة تتم منذ الآن ، أما قيامة الأجساد فهي في ذلك اليوم . لكن كما أن النجوم وإن تكن مثبتة في السماء ليست جميعها متساوية، بل يختلف أحدها عن الآخر في اللمعان والعظمة؛ كذلك أيضا بين الروحيين هنالك درجات ، بحسب قامة الإيمان ، في ذات الروح ، فواحد أوفر غنى من الآخر . والكتاب يقول إن « الذي يتكلم بلسان ، فبروح الله يتكلم » ( قا : اکو 14 : 2 ) ، فهذا روحاني لأنه يتكلم مع الله ؛ « أما الذي يتنبأ فيبني الكنيسة »[1] ، فهذا قد صارت له نعمة فائضة ، فالأول « يبني نفسه » [2] فقط أما الثاني فيبني نفسه وقريبه . فمثل هذا الأمر كمثل حبة حنطة مزروعة في الأرض وهي نفسها تخرج من قلب واحد حبات حنطة كثيرة ومتباينة ، وحتى السنابل نفسها أيضا بعضها أكبر حجما والبعض الآخر أقل ، لكن الكل يجمع إلى بيدر واحد وإلى مخزن واحد ، ويتكون منه ، على تباينه ، خبر واحد.
۲- أو كانما هنالك مدينة ملأى من الناس ، بعضهم صبية أطفال والبعض الآخر رجال أو شباب ، لكن الجميع يشربون من ينبوع ماء واحد وياكلون من خبز واحد ويتنسمون هواء واحداً. أو كمثل أن يكون هناك مصباحان ، أحدهما له فوهتان والآخر له سبع ، لكن حيث يكون النور أشد تكون الإضاءة متباينة . هكذا كل الذين في ناړ ونور لا يمكنهم أن يكونوا في ظلام ، لكن اختلافاً شاسعاً يكون بينهم . كما لو أن هناك أباً له ابنان ، الواحد صبي والآخر شاب ، فإنه يرسل الأخير إلى مدن وبلدان ، أما الطفل فيحرسه على الدوام إذ لا يستطيع أن يفعل شيئاً. والمجد لله ، آمین .
-
1کو 14 : 4 .
-
1کو 4:14 .