روح الصلاة

(۱) بداية الصلاة

يحتاج المصلى إلى فترة هدوء بما يمهد ذاته لكي يدخل في دائرة الصلاة ، وفترة الإعداد لازمة سواء في الصباح حيث تكون الروح ما زالت ثقيلة من أثر النوم وبسبب التفكير في اهتمامات اليوم الجديد ، وفي نهاية اليوم مشغوليات اليوم نفسه التي تعكر صفو الروح وهدوءها .اهدأ مع نفسك ولو قليلاً قبل بدء الصلاة وذلك حتى تهيئ ذاتك للصلاة ، وتحرك عواطفك ومشاعرك نحوها . وفي فترة الهدوء القصيرة هذه ، حاول أن ترتفع روحيا وذلك برفع القلب في تأمل خاص بمحبة الله لجنس البشروانعاماته علينا أو التأمل في حقارة ذاتك وخطاياك وتعدياتك ، وكم أهنت الله ومازلت تهينه وتغضب ..

يجب أن تشعر أنك واقف في حضرة الله ، وأن الله يراك ويسمعك وأنه قريب منك ينظر إليك بعطف وحنو ويريد أن يسمع تنهدات قلبك وتفرغ ما بداخلك من هموم وتظهر اشتياقات قلبك نحو الله وتركز كل حواسك وتفكيرك ومشاعرك نحو الله لتسمع صوته الهادئ بآذان صاغية لتعرف ماذا يريد منك ؟ .. الرب يريد منك أن تمتلئ من حبه وأن تحفظ وصاياه . هذا الشعور لابد أن يلازمك قبل الصلاة ليمتلئ قلبك بهذا الرجاء ، فإنه يكون لصلاتك أجنحة ترتفع بها إلى فوق إلى ضابط الكل الرب الهنا .. قبل أن ترفع يديك .. ارفع نفسك .. وقبل أن ترفع عينيك ارفع قلبك .

أقـوال الآبـاء :

[16] أن أول كل شئ هو أن تصلى بلا ملل وتشكر الله على كل ما يأتي عليك .صلى أولا صلاة في قلايتك قبل صلاتك مع الاخوة .

الأنبا انطونيوس

[۱۷] سأل الشيوخ مرة أنبا مقاريوس الكبير كيف نصلى ؟ .

أجاب وقال : نبسط أيدينا إلى الله ونقول : يا الله اهدنا كما تحب وكما تريد .. وان أصابتنا ضيقة قلنا : يارب أعنا فهو يعرف ما هو خير لنا ، ويصنع معنا كرحمته ومحبته للبشر

[۱۸] بالقراءة المفروزة اجمع قلبك من الكل ، وقم للصلاة ، وفي وقت الصلاة وجه نظرك إلى الجموع الصارخة : ” اصلبه ” ، واعجب من مخلص الكل كيف يصرخ بنوع الصلاة:” يا ابتاه لا تقم لهم هذه الخطية “وتشبه به أكثر قوتك، ابدأ بالصلاة والدموع

[۱۹] قيل أنه كلما جاء انسان لأنبا سرابيون الأسقف ليتسلم ثوب الرهبنة كان يقول له : عندما تصلى قل ” يا سيدي علمني أن أصنع ارادتك

[۲۰] اذا قمت في صلاتك قدام الله فأول كل شئ أن تقول:” قدوس قدوس قدوس رب الجنود ، السماء والأرض مملوءتان من تسابيحك أعددته في العام الجديد . ولا يديننا عدلك في مجيئك العظيم . اللهم أهلني لمعرفتك الحقانية التي علمها الله لتلاميذه وأتلوها دائما بتأمل.

القديس يوحنا القصير

[۲۱] جيد للراهب أن يعيش مثلما عاش أنبا أرسانيوس فاحترسـوا أيها الاخوة لكي تقفوا أمام الله بلا لوم وان تقتربوا إليه بالدموع مثل المرأة الخاطئة وتضرعوا للرب الإله باعتباره واقف أمامكم لأنه قريب ويرعانا باهتمام [٢٢] أعمال التوبة والصلوات والدموع وكسر القلب ، لا تغلب الآلام من النفس فقط بل ومن الموت تقيمها.

ماراسحق السرياني

(۲) الاسراع إلى الصلاة

[۲۳] اذا ضرب الناقوس لا تتوانى عن الحضور إلى الكنيسة ، لا تتحدث هناك ولا تمضى الى كنيسة يجتمع فيها الناس

الأنبا انطونيوس الكبير

[٢٤] سئل القديس برصنوفيوس :اذا طلب منی انسان أن أصلى له ، أينبغي لي أن أصلى لأجله أم لا ؟ أجاب : جيد أن تصلى لكل من يسألك ، لأن الرسول يعقوب يقول : ” صلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا . طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها ” {يع5: 16}

وقد صلى أناس لأجل الرسل ، على أن تفعل ذلك كمن هو غير مستحق ولا دالة له

[٢٥]اذا ضرب الناقوس في نصف الليل لا تكسل بل قم وصلى بحرص ولا تتلو صلاتك بفمك وحده بل ليكن فكرك وعقلك وجميع حواسك متضرعة وناظرة إليه .

[٢٦] لا تكسل في الذهاب إلى الكنيسة وقت الصلاة الجامعة واكمل عبادتك الله بخوف

القديس اكليمادوس

(۳) فاعلية الصلاة

من سير الآباء :

1) أتى تلميذ لأنبا مقاريوس وقال له : أبي يرسلني لقضاء خدمات له ولكني خائف من الزنى . فقال له الشيخ في أي وقت تأتيك التجربة قل: أيها الرب إلهي بصلاة أبى نجني وهو يخلصك .وحدث فـي أحد الأيام أن أغلقت عليه عذراء الباب فصرخ بصوت عظيم وقال ” يا إله أبي خلصنى ” وللوقت وجد نفسه في طريق الاسقيط .

۲) القديس مقاريوس وفاعلية صلاته :انطلق الأب مقاريوس مرة من الاسقيط حاملا زنابيل فأعيى من شدة التعب ووضع الزنابيل على الأرض وصلى قائلا : يارب . أنت تعلم أنه ما بقى في قوة وإذا به يجد نفسه على شاطئ النهر.

3) القديس يوحنا القصير : فاعلية صلاته وشفاء المرضى .

* ذهب مرة إلى أحد الحقول في زمن الحصاد ليجمع شيئا فقابله فلاح مصاب بمرض البرص وطلب منه أن يشفيه فأخذ القديس ماء وصلى عليه ورشمه باسم الثالوث الأقدس فشفي الرجل ومضى ممجدا الله .

4) ثم بعد قليل جاءته امرأة بها شيطان ردئ يعذبها كثيراً فتحنن عليها ووقف إلى جانبها يسأل الله من أجلها وحالا خرج منها الشيطان وصمت.

5) ومرة باع قففاً واشترى بثمنها خبزاً وفيما هو سائر في الطريق امسكته امرأة عجوز وطلبت إليه أن يعطيها خبزاً لها ولابنها الأعمى الذي كاد أن يهلك جوعا . فأعطاها كل الخبز الذي معه ثم طلب إليها أن تقدم ابنها إليه ولما قدمته صلى قائلاً : ” أيها الرب الإله الواحد وحده الساكن في السماء الذي بإرادته نزل إلى الأرض وخلص شعبه من خطاياهم وصنع الآيات والعجائب بين خليقته وأبرأ المرضى وشفى البرص وفتح أعين العميان . أسألك الآن من أجل هذا الفتى الواقف أمامك أن تعطيه نوراً وبصراً ” . ورشم عينيه . فحالا أبصر فأخذته أمه بفرح ممجدة الله ومخبرة بصنع . القديس الذي فتح عيني ابنها الأعمى وأعطاها الخبز.

6) الأنبا موسى الأسود وفاعلية صلاته : قيل عن أنبا موسى : أنه لما عزم على الإقامة في الصخرة تعب ساهرا . فقال في نفسه كيف يمكنني أن أجد مياها لحاجتي هاهنا . فجاء صوت يقول له :

ادخل ولا تهتم بشيء . فدخل ، وفي أحد الأيام زاره قوم من الآباء ولم يكن له وقتئذ سوى جرة ماء فقط . فأعد عدسا يسيراً ، فلما نفذ الماء حزن الشيخ وصار يخرج ويدخل ثم يخرج ويدخل وهكذا .. وهو يصلى إلى الله . وإذ بسحابة ممطرة قد جاءت فوقه حيث كانت الصخرة . وسرعان ما تساقط المطر فامتلأت أوعيته من الماء . فقال له الآباء : لماذا كنت تدخل وتخرج ؟ فأجابهم وقال : كنت أصلى إلى الله قائلا : أنك أنت الذي جئت بي إلى هذا المكان وليس عندي ماء ليشرب عبيدك . وهكذا كنت أدخل وأخرج مصلياً الله حتى أرسل لنا الماء

7) الأنبا بيصاريون وفاعلية صلاته : تحويل مياه البحر إلى مياه عذبة : قال الأب شاول [دولاس] تلميذ أنبا بيصاريون : جئنا دفعة إلى ضفة بحيرة وكنت عطشاناً . فقلت لأنبا بيصاريون : أناعطشان فصلى الشيخ وقال لي : تقدم خذ من ماء البحيرة وأشرب .فمضيت وشربت وإذا هي مياه عذبة

8) منعه الشمس من المغيب : كنا في رحلة إلى أحد الحكماء وكانت الشمس في المغيب وصلى الشيخ قائلا : ” أرجوك يا سيدي أن تجعل الشمس تدوم في مكانها حتى أمضى إلى عبدك

9) الصلاة من أجل نزول المياه : أتيت إليه مرة في قلايته لأخاطبه فرأيته واقفا يصلى باسطا يديه نحو السماء . ومكث واقفا أربعة أيام وأربعة ليالي . ثم دعاني قائلا : تعالى يا ابني . فخرجنا وسرنا في طريقنا . ولكوني عطشت قلت له : يا أبي أنا عطشان . فانفصل عنى نحو رمية حجر ، وصلى ثم عاد إلى ومعه في عباءته ماء فشربت ومضينا في طريقنا حتى وصلنا إلى أسيوط لأنبا يوحنا وبعد ما سلم أحدهما على الآخر . صلى وجلس وخاطبه بخصوص رؤية رآها . فقال أنبا بيصاريون : ” من قبل الرب خرج أمر أن تزول جميع معابد الأصنام ” ولقد حدث هذا تماماً . اذ استئوصلت جميعاً في ذلك الوقت

۱۰) تادرس الاسقيطى وفاعلية صلاته :

قيل عنه : أنه لما كان جالسا في قلايته في الاسقيط أتاه شيطان محاولاً الدخول ، فربطه خارج القلاية ، ووافاه شیطان آخر محاولاً الدخول ، فربطه خارج القلاية ، ووافاه شيطان آخر محاولا دخول القلاية كذلك ، فربطه خارج القلاية ، فجاء شيطان ثالث ، ولما وجد زميليه مربوطين ، قال لهما : ما بالكما واقفين هكذا خارج القلاية ؟ .. فقالا له : بداخل القلاية من هو واقف ليمنعنا من الدخول فغضب الشيطان الثالث وحاول اقتحام القلاية ، ولكن الشيخ ربطه كذلك بقيود صلاته خارج القلاية . فضجت الشياطين من صلوات الشيخ ، وطلب إليه أن يطلق صراحها ، حينئذ قال لهم : ” امضوا واخزوا ” فمضوا بخزی عظیم.

(4) الجهاد في الصلاة

سأل بعض الاخوة أنبا اغاثون قائلين:أي فضيلة أعظم في الجهاد؟ فقال : اغفروا لي . ليس هناك جهاد أعظم من أن نصلي دائما الله ، لأن الإنسان إذا أراد أن يصلى كل حين حاول الشياطين أن يمنعوه لأنهم يعلمون بأن لا شئ يبطل قوتهم سوى الصلاة أمام الله . كـل جهاد يبذله الإنسان في الحياة . ويتعب فيه لابد أن يحـصـد منـه الراحة أخيرا . إلا الصلاة فان من يصلى يحتاج دائما إلى جهـاد
حتى آخر نسمة .

أقوال الآباء في الجهاد وقت الصلاة :

[۲۷] ينبغي للراهب أن يقاتل بجهاد كثير ضد شيطان الـضجر ، وصغر النفس وبخاصة وقت الصلاة ، فإذا قوى علـى هـذا فليحذر من شيطان الكبرياء ، وليقل : إن لم يبنى الرب البيـت فباطلاً يتعب البناؤن ، وان لم يحرس الرب المدينـة ، فبـاطلا يسهر الحراس . كما يذكركلام النبي : أن الله يقاوم المستكبرين ويعطى المتضعين نعمة.

أحد الآباء الشيوخ

[۲۸] وقال أخ لشيخ : أن أصابني ثقل النوم أو فاتني وقت الصلاة وانتهيت ولم نبسط نفسي للصلاة حزنا ، فماذا أعمل؟. فقال له : ولو نمت إلى الصباح فقم واغلق بابك وأتمم قانونـك ، فـالنبي داود يقول مخاطبا الله : ” لك النهار ولك الليل . ” ، وإلهنا لكثرة جوده ورحمته في أي وقت دعى أجاب .

[۲۹] ان الذي يلازم الصلاة يقتنى أفضل الأعمال اذ هو محتـاج إلى جهاد أكثر من سائر الأعمال . لذلك ينبغي له الحرص الدائم والصبر والتعب دائما لأن الشرير يناصبه العداء ويجلب عليـه نعاساً وكسلا وثقل جسد وانحلالاً وضجراً وأفكاراً مختلفة وطياشة عقل وحيلا كثيرة محاولا إبطال الصلاة لذلك يلزمه الجهاد إلى الدم مقابل أولئك الذين يطلبون ابعاد النفس عن الله . وليتـيقظ مراقبـا ذهنه مطارداً الأفكار المضادة بشدة . وطالباً من الله عونا وفهماً.

القديس مقاريوس الكبير

[۳۰] ان لم تكن لك صلاة الروح فجاهد في صلاة الجسد وعنـد ذلك ستعطى أيضاً الصلاة بالروح وان لم يكن لك اتضاع الروح فجاهد من أجل الاتضاع الذي بالجسد وعندئذ ستعطى الـذي بالروح لأنه كتب اسألوا تعطوا.

القديس مكاريوس

[۳۱] طهرالنفس بالدموع في الصلاة ، ولكن بعد الصلاة اذكر لماذا . كانت الدموع ، لئلا تختلط بالذي تراه يتباعد من الصالحين .

من أقوال القديس نيلس السينائي

[۳۲] لتكن الصلاة بيقظة العقل ، لئلا تطلب مـن الله أمـوراً لا يريدها . فاذا صليت ، اصعد بأفكارك الى الله ، وان هي نزلت ودارت فارفعها أنت أيضاً .

القديس نيلس السينائي

 

[33] إذا أراد العقل أن يرتفع على الصليب فانه يحتاج الى طلبـة كثيرة ودموع غزيرة وخضوع في كل ساعة قدام الرب ، ويسأل من طيبه المعونة حتى يقيمه غير مقهور متجدداً بالروح القدس لأن شدائد كثيرة عند ساعة الصليب ، وهو محتاج إلى صـلاة وایمان صحيح وقلب شجاع ورجاء بالله إلى آخر نفس

الأنبا أشعياء الاسقيطى

مـن حيـاة الآبـاء – الجهاد في الصلاة

الأنبا باخوميوس

جهاده في الصلاة والسهر

١١) لقد قيل دائما عن أنبا باخوميوس أنه كان يقضى وقتا طـويلا في جهاد ضد الشياطين كمصارع حقيقي مثلما كان يفعل القـديس انطونيوس ، ولما كانت شياطين كثيرة تأتيه في الليل فإنه طلب من الله أن يخلصه من النوم في الليل كما في النهار ، حتى يستمر فـي الصحو ويتمكن من أن يقهر العدو كما هو مكتوب : ” أتبع أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى أفنيهم . ” [مز۱۸: ۳۷] .

لأن الإيمان بالرب يفني قوتهم ، فأعطى الله له هذه النعمة كما طلبها إلي فترة . ولما كان الأنبا باخوميوس طاهرا فإنه كـان يـرى الله بنقاوة قلبه؛ رؤية الأيمان .

الانبا أرسانيوس وجهاده في الصلاة والسهر

۱۲) قيل عنه أنه كان يستمر الليل كله ساهراً .

فاذا كان الغد كان يرقد من أجل الطبيعة مستدعيا النوم قائلا : هلم يا عبد السوء وكان يغفو قليلا وهو جالس ، ولوقته يقوم وكان يقول : يكفي للراهب أن يرقد ساعة واحدة من الليل إن كان عمالا. * وقيل أيضا أنه في ليلة الأحد كان يخرج خارج قلايتـه ويقـف تحت السماء ويجعل الشمس خلفه ويبسط يديه للصلاة حتى تسطع الشمس في وجهه ثم يجلس

۱۳)حدث مرة أن ذهب أحد الاخوة الى قلاية القديس ارسـانيوس في الاسقيط . وتطلع من النافذة فأبصر الشيخ واقفا وجـسمه كلـه مثل نار ، وهذا الأخ كان مستحقا لرؤية ذلك المنظر . فطرق الباب وخرج إليه الشيخ ولما رأى الشيخ أن الأخ كان مندهشا من المنظر الذي رآه قال له : هل كنت تطرق على الباب لمدة طويلة ؟.. وهل رأيت شيئا غير عادی ؟.. ثم خاطبه أنبا أرسانيوس وصرفه

14) مرة دعا تلميذيه الكسندر وزويل وقال لهما :

ان الشياطين تقاتلني ولكوني لا أدرى ان كانت تحــاربني بـالنوم فهلما اتعبا معي في هذه الليلة واسهرا وراقباني وانظـرا إن كنـت أغفو أثناء سهرى ، فجلسا واحدا عن يمينه والآخر عن يساره من غروب الشمس إلى شروقها ، وقد قالا : اننا نمنا واستيقظنا ولـم نلاحظ أنه نام بالمرة ولكن لما بدأ النهار يلوح نفخ ثـلاث نفخـات كأنه نائم وسواء أكان ذلك عن قصد حتى نظن نحن أنه قد نـام أو أن النعاس قد غلبه لسنا ندرى- ثم نهض وقال لنا: هل كنت نائما ؟ فقلنا له : لا ندري يا أبانا لأننا أنفسنا قد غلبنا النوم . وهكذا كـان القديس يخفى فضائله ويتظاهر أنه يغلب بالنوم لكنـه كـان يقظـا ساهرا .

(5) الالتصاق بالرب يسوع

+ سأل أخ شيخا قائلا : هل أركز قلبي أمـام خطايـاى أو جهــم لأتخشع ؟ قال لا. بل أتركه عند يسوع المسيح فقط وألصق عقلـك به لأن الشياطين يريدون أن يأخذوا ضميرك إلى حيث يبعدونك عن الرب يسوع المسيح، فسأله وبأى شئ يلتصق الضمير بالرب يسوع قال له : بالعزلة وعدم الهم . والتعب الجسداني بقدر.

أقوال الآباء :

[34] لا تميز موضعا عن موضع قائلا: سـوف أرى الله هنـا أو سوف أراه هناك لأن الله في كل موضع لأنه يقول : أنـا مـل السماء والأرض : ان أحببت أن تعبرمياها كثيـرة فـاحـذر لـئلا تغمرك . لا تفتش على لئلا تتلف حياتك . احفظ القـدس فقـط فهوذا الله داخلك . أنظر أين كان اللص فدخل الفردوس ، أو أين كان يهوذا فشنق نفسه أوكيف حسبت الزانية مـع الأطهـار أو كيف أغوى الشيطان حواء في الفردوس أو كيف أصعد ايليا إلى السماء أو كيف سقطت الملائكة هناك فأطلب ولا تكسل . اطلب الله فتجده

القديس باخوميوس

[35] من لم يقل ” لا يوجد في هذا الكون كله إلا الله وأنا فقط فلن يصادف نياحا “

الأب ألينوس

[36] كلما دنا الإنسان من الله ، فإنه يرى نفسه خاطئا لأن اشعياء النبي لما أبصر الله دعا نفسه دنسا ونجساً.

[37] عموم الناس يظنون أن الله في الهياكل فقط ، فيحسنون سيرتهم فيها فقط ، ذوو المعرفة يعلمون أن الله في كل موضع فينبغي أن يحسنوا سيرتهم في كل موضع .

القديس باسيليوس

[38] كما أن الإنسان لا يستطيع أن يؤذى رفيقه وهو واقف معـه قدام السلطان ، كذلك العدو لا يقدر أن يؤلمنا بشيء من الشر ما دامت نفوسنا قريبة من الله ، كما هو مكتوب : ” اقتربوا من الله فيقترب منكم ” ، ولكننا اذا كنا في كل حين نتنزه ونشتغل بما لا ينبغي ، فإن العدو يتمكن منا ، ويلقينا في أوجاع الخطية أحد الآباء الشيوخ

زر الذهاب إلى الأعلى