لأننا بالرجاء خلصنا

 

“لأننا بالرجاء خلصنا ، ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء ، ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر” (رو 8 : 24، 25)

الخلاص هو حالة أُخروية لا تأخذ وجودها الحقيقي العلني إلا في الدهر الآتي أو الحياة الأخرى ، والذي نمارسه هنا منها هو بالإيمان والرجاء . فنحن بالإيمان خلصنا ، وبالرجاء نكمل خلاصنا.

وكل ما يختص بالرجاء هو مستقبلي ، لأن الرجاء هو هو الإيمان فيما يخص الآتي غير المنظور . وهنا يجب أن يتلازم الصبر مع الرجاء ، وانتظار تكميل الوعد ، حيث إن كل هذا يأخذ قوته من صدق الله الذي وعد.

“ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى ، بل إلى التي لا ترى . لأن التي تري وقتية ، أما التي لا ترى فأبدية” ( 2 كو4 : 18) . هنا الخلاص الكامل هو الآن غير منظور ، لأنه أبدي هو ، ولكن الروح القدس يلقننا بنود الخلاص ، لذلك نحن نعيشه وكأنه حاضر أو قد حضر . فهذا هو الرجاء.

الرجاء هو تجاوز أنفسنا ، تجاوز مشاعرنا وأحاسيسنا وكل ما هو منظور ، وأن نرفع أنظار قلوبنا إلى ما هو غير المنظور ، إلى الأبدي الأخروي ، فنعيشه بحقيقة الإيمان . والروح قادر أن يعين ويكمل عجزنا.

إذاً ، نحن بالروح القدس نعيش حقاً بالعربون كل ما هو آت ونتوقعه بالصبر، « لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان » . وهكذا يصح أن يقال إننا خلصنا حقا إن خرجنا عن ذواتنا ، وتخلصنا من حواسنا ، ووقفنا تجاه المسيح ونظرنا فقط إلى ما عمله في الماضي ، فهو حتماً حاصل لنا في الحاضر ، بل وقد حصل ولو أننا لا نراه ، ونعيشه بالروح لأنه آت حتماً. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى