لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله
“لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله” (رو 14:8)
نحن حينما نُسلم الحياة للروح القدس نُسلمها له مع كل ثقتنا أنه قادر أن يُكمل فينا كل وعد الله ، لأنه من يستطيع أن يعمل أعمال الله ويتمم وصاياه إلا الله؟
إن تسليم الحياة للروح القدس هو جوهر الإيمان المسيحي.
فمن ذا الذي يحرر الجسد من قيود الخطية وآثارها إلا الروح القدس؟ : فإن كنا قد أعطينا أنفسنا للروح القدس ليحررنا ؛ فالذي يُحرر هو القادر بعدئذ أن يُدبر.
إن أعظم عقدة انعقدت عليها جبلتنا بعد السقوط هي الانقسام بين معرفة الخير والشر ، والوحيد الذي يهبنا التمييز بينهما هو الروح القدس ، لأنه “روح الحق الذي أُعطي أن يرشدنا إلى جميع الحق » ( يو 16 : 13) . هنا تكون معرفتنا للحق تُقدمنا خطوة فوق التمييز بين الخير والشر ، حيث الحق هو الله ، وكل ما يعمله ويريده الله فينا ولنا.
إذا ، نحن بمعرفة الحق بالروح القدس صرنا منفتحين على الله ، وهو الحق . فإن سلمنا بإرادتنا الحرة الواعية كل الحياة والجسد للروح القدس ليدبر حياتنا ويقودها ؛ فنحن بذلك نكون منقادين بروح يقودنا لمعرفة الحق.
ولكن ليتنا ندرك أن قيادة الروح القدس لحياة الإنسان ليست دائماً في طريق سلامي مفروش بالزهور ، لأن الحرب والخصومة قائمة وأبدية بين الروح القدس والجسد . والحرب لن تكف ولن تهدأ بين الاثنين . لذلك نحن حينما ننقاد بالروح ، أو حينما يقودنا الروح ، فالأمر يحتاج إلى وقفة شريفة أمينة وشجاعة بقوة راسخة لمناصرة الروح القدس ضد الجسد والذات ، مهما كلفنا ذلك من ضيق واختناق.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين