لا تُحزنوا روح الله القدوس

 

وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. (أف 4 : 30)

في ساعة نصرة الجهاد الواعي تحتضن النعمة الإنسان وتُلذذه بثمرات الحب الإلهي ونور المعرفة الفائقة ، فيحس الإنسان أنه أسعد خليقة على الأرض ، بل ويتحدى الملائكة في سعادته ودالته مع الله! في هذه الساعات يفرح الروح القدس بالإنسان جداً.

ولكن حينما ترتد النفس وتنحصر تحت حماقة غرائزها الطبيعية ، ويتعدى وصايا الحب الإلهي ؛ هنا ينحصر الروح داخل القلب ويكتئب جداً، إذ تتوقف رسالته الأولى والعظمى : رسالة الحب الإلهي ، ويصبح خلاص الإنسان في خطر ، ويتعطل عمل الفداء .

كل خطيئة ضد المحبة هي خطيئة ضد الآب وضد الابن وضد الروح القدس بالدرجة الأولى ، لأنه هو الذي يقود الإنسان إلى حضن الآب والابن . وبالتالي فإن كل عداوة أو بغضة أو حقد أو حسد أو مذمة أو احتقار أودينونة للآخرين هي خطايا موجهة ضد عمل الروح القدس ورسالته ، وهي كفيلة أن تجعله في غم وحزن واكتئاب ، مع أنه المتكفل بتعزية الإنسان !! علما بأن حزن الروح القدس يرتد على الإنسان شعوراً بالخيبة والمرارة والجفاف الشديد في الصلاة والعبادة والقراءة .

فإذا ضاع الحب والعزاء من الإنسان ؛ فماذا يتبقى له ؟

كذلك ، فإن كل خطيئة ضد الحكمة والحق والرزانة فهي ضد الروح القدس . كذلك كل خطيئة ضد العفة والقداسة وكل كذب وافتراء أو خفة في السلوك هي خطايا موجهة ضد الروح القدس مباشرة ، لأنه هو المتكفل بتلقين الإنسان ” كل الحق ” ، وهي كفيلة بأن تطغى على نوره واشتعاله في القلب حتى تطفئه . فإذا انطفأ الروح في القلب ؛ فماذا يتبقى للإنسان إلا ظلام وبرودة وتخبط وفقدان هدف الحياة . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى