نحن نحبه

 

“نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً” (1 یو 4 : 19)

هذا الحب الملتهب هو رد فعل ، فبقدر شدة الفعل أي محبة المسيح النا ، تجيء شدة رد الفعل أي حبنا نحن للمسيح . والواقع أن شدة حب المسيح لنا هي أصلاً رد فعل من حب الآب!! كما يقول المسيح نفسه : “كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا” ( يو15 : 9 ) .

انظر أيها القارئ وتعجب ، فنحن لا نُحسب قط أصحاب فضل أو مبادرة في حب المسيح والآب . فإن أحببنا المسيح فلأنه هو أحبنا أولا ، وإن بلغنا الشدة في حبنا له فليست هذه الشدة من فراغ أو من قوتنا لأنها انسكبت لما أسلم المسيح نفسه من أجلنا !! فموت المسيح هو الحد المذهل الذي بلغه في شدة حبه . فإن بلغ حبنا للمسيح حد الموت ، نكون بالكاد قد بلغنا حد حبه!!

یا لغنى حياتنا بالحب والإيمان اللذين ننسج منهما كسدّة مع لحمة نسيج أيامنا وليالينا ، كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة بل كل ثانية . نصفها الأول حب ونصفها الآخر إيمان ملتحمان ليخرج منهما نسيج الحياة ، وهذا الحب هو هو الذي انحدر إلينا من قلب الآب عبر المسيح ، وكأننا نتنفس بحب الآب والابن . فأي خليقة نحن ، وما هذا الذي صرنا إليه ؟ إذا أردت أن تعرف أي خليقة نحن ؛ فاسمعها من فم بولس لأهل أفسس يقول : “إنه خلقنا كأبناء مسرَّة مشيئة الآب ، أي أن الآب أراد أن يفرح بأبناء فخلقنا له في المسيح .

عزيزي ، إذا أنت أهملت هذا الحب الإلهي فإنه لا يبقى لك إلا الموت .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى