هل تذوقت طعم الصلاة


هل ذقت طعم الصلاة… أم مازلت تقف عند القشرة الخارجية لثمرة جميلة متحجاجاً أن لهذه الثمرة قشرة صلبة لا تمكنك من تذوق جمال الصلاة

أولاً: ما هي الصلاة

 – الصلاة مثل الحبل السري الذي يربط الجنين بأمه.  
–  الصلاة مثل سلم يعقوب الذي يربط السماء بالارض. 

قصة لماذا لا أتقابل معه

منظر كان يراه كل يوم، لكن هذه المرة ترك انطباعاً أقوى من أن تمحوه الأيام… هذه المرة لم ينظر فقط، بل فكر أيضاً بعمق. هو قروى وقد تعود عند غروب كل يوم، أن يرى الجمال المنهكة وهى تركع أمام جاره الذى يملكها، فيرفع عنها الأحمال الثقيلة التى تحملها فوق ظهورها…
هذه المرة فكر فى نفسه… إننى مثل هذه الجمال أرزح طوال النهار تحت وطأة هموم ثقيلة… لماذا لا أفعل مثلها؟
لماذا لا آتى إلى ملكى، الذى اشترانى بدمه؟ لماذا لا أركع عند قدميه لكى يرفع عنى أثقالى… لماذا لا أتقابل معه كل يوم لكى يريحنى…؟
هذه هى الصلاة… مقابلة مع ملكى وإلهى

لست أعني بصلاة اللسان وحسب، بل أريد ان أُسبحك بكل كياني، 
إليك أرفع نشيداً بصوتي وآخر باعمالي وحياتي


الصلاة ببساطة هى حوار ودى مع الله… فكما يحتاج الجسد إلى غذاء وهواء… تحتاج أرواحنا إلى الله خالقنا… إن اللقاء بالله لا يحتاج إلى قطع مسافة مكانية خارجاً عنه لكى يذهب حيث يقيم الله، إنما الأمر يتطلب إغلاق الحواس الخارجية وحديث داخلى.

اجعلني أسمع صوتك وأتعلم أن أتوق إليك، أجعلني أن أهيئ ما يؤهلني أن أراك.

القديس أغسطينس

عندما تقابل إنسان يتحدث عن الله بدالة ومعرفة شخصية فلتدرك أن سر ذلك هو فى الأوقات الطويلة والمستمرة التى يقضيها فى الصلاة.

 

ثانياً: كيف تصلي وماذا تقول

كثير من الناس لا يصلون إلا ليطلبوا…. ما شعورك تجاه صديقك الذي لا يكلمك إلا ليطلب منك؟

ماذا تقول في الصلاة؟

1- عليك أن تعى أولاً أهمية العمل الذى ستقوم به …. ثم قل:
       أ- ماذا تريد يا إلهى أن تقول  ….. ليتك تتكلم في قلبي.
       ب- أما أنا فهوذا ما لدى لأقوله لك…….
       ج – اصمت قليلاً وانظر إلى صورة السيد المسيح

2- قسم الوقت المخصص للصلاة إلى عدة أقسام بحسب
الترتيب الذى ينتظره الله منا فى الصلاة…
1- التسبيح      2- الشكر     3- طلب التوبة والغفران
4- طلبات روحية ومادية       5- نطلب للاخرين

تذكر: أنه بمقدار ما نصلي بمقدار ذلك نتوق ونشتاق أكثر إلى الصلاة وهذا الشوق ينمو فينا شيئاً فشيئاً.


1- التسبيح : نمدح فيه الله على صفاته ومعاملاته معنا.. ويساعدنا فى ذلك كثير من صلوات الأجبية والتسبحة.
– “مَنْ مِثْلُ الرَّبِّ إِلَهِنَا السَّاكِنِ”… (مز 5:113) 
-“يَا رَبُّ مَنْ مِثْلُكَ” (مز 10:35)
– “لِتَحْىَ نَفْسِى وَتُسَبِّحَكَ” (مز 175:119)

2- الشكر: كثيراً ما ننسى أن نشكر الله على ما أعطانا ثم نطلب المزيد – تذكر عطايا الله لك ولو فى الفترة السابقة للصلاة ……. واشكره عليها من قلبك

3- طلب التوبة والغفران:  الصلاة هى مجال جيد لتقديم توبة لله علي أعمالك وأفكارك وحواسك طوال اليوم

4- طلبات روحية ومادية ……تذكر أن ربنا يسوع نفسه أمرنا أن نطلب منه ولكنه جعل للطلب طريقة حسب مشيئته ومسرة قلبه، فدعانا أن نطلب منه أولاً ملكوت الله
ومعنى كلمة أولاً هنا أن هناك ثانياً وثالثا  …..الخ ولكن عليك أن تعرف كيف تأخذ من الله ما تريده….فهو يعطى أولاً الملكوت ثم ما تحتاجه فوق العطية الأساسية (التي هي الملكوت)  فلا يصح أن تترك العطية الأساسية وتطلب ما يعطى فوقها

5- الطلب من اجل الاخرين: إياك ان تكون أنانياً فى صلاتك بل تذكر أنك مسئول عن كثيرين ترجم حبك للناس بالصلاة لأ جلهم ….

 

ثالثاً: بعض معوقات الصلاة

1- الملل:
“وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ” لو 18 :1
هذا هو اول معوق للصلاة وهو الملل.

 2- السرحان – طياشة الفكر
 قد تنزعج إذ تجد فكرك مشتتاً أحيانا وقت الصلاة، فتتضايق لهذا وتترك الصلاة…
– اعلم أن بداية الصلاة هى اللحظة الأكثر أهمية فى الصلاة، إن ما في أيدينا أن نبدأ الصلاة حسنا …. إذ من الصعب إن لم يكن من المستحيل على الإنسان، أن يثابر طويلاً على الصلاة ويستمر فيها دون دون تشتت، إلا إذا أعانته النعمة…. إذ أن عدم القدرة على التركيز الطويل، هى صفة موجودة فى الإنسان… لذا يجب ألا تيأس من حياتك الروحية، ومن قبول صلواتك
لكن عليك بإتباع الآتى:

1- علينا أن نتعلم كيف نقف أمام الله بما نحن عليه من الضعف وقلة الحرارة، ولا نخشى أن نعرض أنفسنا على ربنا يسوع كما نحن.
2- حاول أن يكون وقت الصلاة عندما تكون هادئاً خالى الفكر، ليس بعد أحاديث كثيرة مع الناس.
3- رفع الصوت قليلاً أثناء الصلاة (لو كنت بمفردك) مع تلحينها يساعدنا كثيراً على التركيز.
4- عندما نصلى يجب أن ندرب أنفسنا على أن ننطق كل كلمة بقوة من القلب، ننطق بكلمات الصلاة بطريقة تحثنا على الصلاة…
5-  كل فكر سرحت فيه وقت الصلاة قدمه للرب فى الحال، وأطلب معونته فيه… وأعلم أنك لا تستطيع أن تمنع الأفكار من عقلك بقدر ما تستطيع أن تضبطها وتقدمها للرب…

3- الفتور وعدم الرغبة
أحياناً تنقطع من الحديث مع صديقك لعدم وجود أفكار أو مادة لذلك، أو ينقطع ذهابك للطبيب لعدم وجود ما تشكو به، هكذا أيضاً ما يكون سبب انقطاعك عن الصلاة… تساعدك الأمور التالية فى علاج ذلك:

العلاج

1-  انتبه أثناء الصلاة… إن الجزء الأساسى فى الصلاة هو الانتباه، وبدون الانتباه لا توجد صلاة… ركز أنك واقف أمام الله، وهو ينظر إليك وينتظر حضورك.

2- اختر من حياتك اليومية مواقف أو أحداث تتحدث بها إلى الله حين تختلى به… إما تشكره… أو تطلب معونته.. أم تطلب ستره لك.. أو تطلب لأجل الآخرين… ومواقف الحياة كثيرة…

3- هيئ قلبك بترنيمة تحبها أو لحن بصوتك… بهدف أن تدخل فى جو الصلاة.

4- ليكن قلبك مرفوعاً لله فى صلوات قصيرة بآيات، أو كلمات تلقائية خلال اليوم… فهذه تجعلك مهيئاً للإلتقاء به فى المخدع…


ينبغى أن يصلى كل حين ولا يمل… كيف يمكننا أن نصلى كل حين..

  • علينا أن نتعلم كيف نصلى بإستمرار خارج أوقات الصلاة المخصصة.
  •  كيف العمل إذن كى نجعل الصلاة تمتد طول النهار… ونجعل من كل أعمالنا صلاة مستمرة.. “أن تتخلل حياتنا اليومية لحظات من الصلاة”
  •  أن نتعلم كيف نصلى بمنتهى البساطة إينما كنا… بالكلمات، إن هذه الصلاة الدائمة تنطلق تارة من خلال آية من الكتاب المقدس، أو مجرد نظرة إلى صورة السيد المسيح وتنطلق من المواقف التى نمر بها خلال اليوم… نسلمها للمسيح من خلال صلوات قصيرة.

يمكنك أن تصلى صلوات بسيطة طوال اليوم ترفع بها قلبك لله…

  •  ياربى يسوع.. اكشف لى ذاتك. 
  •  متى تكشف لى ياربى يسوع عن حلاوة وجهك. 
  •  ياربى يسوع.. عرفنى محبتك ودوقنى نعمتك. 
  •  ياربى يسوع.. أنى لا أحبك بقدر ما أرغب ذلك… أعطنى الأمكانية أن أحبك أكثر.
  •  قلت اطلبوا وجهى… وجهك يارب اطلب.. 
  •  ياربى يسوع.. ساعدنى أن أقدم توبة تفرح قلبك. 
  •  ياربى يسوع.. علمنى كيف أشهد لك أمام زملائى.
  •  ياربى يسوع.. أحتاج إلى سلامك الذى يفوق كل عقل. 
  •  ياربى يسوع.. أشكرك على سترك علىّ وعلى ضعفي.

زر الذهاب إلى الأعلى