مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح

 

“مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح” (أف 4 : 3)

الروح القدس يجمع ويوحد .

إذا لم تخضع النفس للروح القدس يستحيل أن تتجمع أو تتحد بنفس أخرى .

ليس في المسيحية انفصالية أو فردية ، الكنيسة جماعة ، والجماعة وحدة جسد وروح . الكنيسة كلها عروس واحدة .

الإنسان في الروح القدس يتنازل عن فرديته وينجمع بالآخرين بفعل المحبة ، والمحبة تنسكب دائماً من الروح القدس في القلب المفتوح على الآخرين .

إذا انغلق قلب إنسان في وجه إنسان ما انقطع عنه تيار الحب الآتي من الروح القدس وتوقف عنه عطف الله .

وكلما باشرنا فعل المحبة اتسع قلبنا بالأكثر واكتسبنا عطف الله .

المحبة انفتاح ، وهي قوة تجميع ، والفردية الانفصالية عداوة وتنافر . التحزب روح فردية في صورة جماعية ، وهو انفصالية على مستوى متسع!

ليس في المسيحية فردية شخصية ولا انفصالية جماعية ، المسيحية عدوة التحزب لأنها حب ، والحب انفتاح على الجميع . والكنيسة تسعى للملء ، والملء لا يتم إلا بالانفتاح الكلي .

انفتاح الفرد بالحب للآخرين شهادة على بلوغه كمال المسيحية . وانفتاحه بالحب للأعداء شهادة على بلوغه ملء قامة المسيح .

يستحيل أن يتقابل إنسانان معاً في الروح القدس على سبيل الاتحاد ؛ – إلا إن كان فيهما واحد على الأقل قد أخلى نفسه . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى