لا نجهل أفكاره
من يفلت ؟!.
عندما رأى القديس أنطونيوس الشياطين وكأنها تحيط بأولاد الله، ومستعدة لرمى شباك أفكارهم وخداعهم الشرير عليهم، تنهد في قلبه، وسأل الرب قائلاً: من يفلت يارب من إبليس وجنوده ؟!.
فجاءه صوت الرب: ” إن الشياطين لا تقوى على أحد، لأني من حين تجسدت؛ سحقت قوتهم عن أولادي، ولكن كل إنسان يميل إلى الشهوات، ويتهاون بخلاصه فشهوته هي التي تصرعه وتجعله يقع ،، !.. فهتف أنبا أنطونيوس بفرح: طوبى لنا، لأن لنا سيداً هكذا رحيماً ومحباً للبشر.
نعم يا عزيزي …
” يحاربونك ولا يقدرون عليك لأني أنا معك. يقول الرب لأنقذك ” (إر 1: 19)،
“كالعدم .. كلا شئ يتلاشى كل من يحاربك” (إش 41: 12) !..
لقد ” نزع الرب الأقضية عليك [ ألغى عقابك – take away your punishment ] أزال عدوك ” ( صف 3: 15) !..
بل لقد فضح كل حيله وأفكاره وغشه وخداعه، ونشر هذه الحيل في كتابه المقدس؛ حتى ” لا نجهل أفكاره ” ( 2کو 2: 11) !..
إنه إلهنا القوى القدير ” المبطل أفكار المحتالين { المحبط والمخيب لآمال المحتالين – disappoint } “(أي 5: 12).
عزيزي…
إن إبليس محتال جداً، لا تظن أنه فقط يرمى خطية هنا أو هناك من كذب وشتيمة وسرقة وزني، ليس هذا فقط هو غرضه، وإلا كان غبياً جداً، لكنه يفعل هذا بكل خبث، إنه يعرف كيف يخطط جيداً لكي يحتال على أولاد الله لكي ما يحتل حياتهم، إنه يفعل مثلما يبكى طفل صغير بشدة، فتحاول أن تلهيه بميدالية مفاتيح أو أي شيء لكي يكف عن بكائه. إنه يفعل هكذا .. إنه يلهى الإنسان بأية خطية خارجية، ولكن غرضه الرئيسي والأساسي هو أن يبنى بداخل الذهن حصونا ( 2كو 10: 4) ، ليستقر فيها داخل الإنسان .. وبذلك يستطيع من خلالها أن يتحكم في الإنسان، وفي إرادته تماماً !..
لكن ” مبارك الرب صخرتي الذي يعلّم يدي القتال وأصابعي الحرب ” (مز 144: 1) !..
نعم … ” هكذا قال رب الجنود هم [ إبليس وجنوده ] يبنون [ حصون ] وأنا أهدم ” ( ملا 1: 4) .. إن الرب يعلّمنا كيف نقاتل إبليس وكل مملكته .. يقول لأولاده :
“قوموا ولنقم عليها للحرب ” ( عو 1: 1) !..
ولكن .. في حربك أنت تحتاج إلى أن تأخذ ليس فقط القوة من الرب، ولكن أيضاً أن تأخذ روح الحكمة والإفراز، لكي تحارب حروب الرب ضد إبليس وكل جنوده !..
فكلمة الرب تقول لنا : ” لأنك بالتدابير [ المشورة الحكيم wise counsel ] تعمل حربك ” ( أم 24: 6 ) .
نعم …
ففي حروبك المستمرة مع إبليس أنت تحتاج إلى : روح حكمة (خر 28: 3 ) ، لئلا يخدعك إبليس بمكره ( 2كو 11: 3) ، ولكيلا تجهل أفكاره ( 2كو 2: 11) !.
نعم .. أنت تحتاج في كل محارباتك مع إبليس أن تطلب من الرب بقوة واحتياج : ” أعطني الآن حكمة ” ( 2أخ 1: 10 ) … لأنه ” إذا دخلت الحكمة قلبك … فالعقل يحفظك والفهم ينصرك ” ( أم 2: 10 ، 11) !..