كتاب توجيهات في الصلاة للأب متى المسكين

المسيح ينتظرنا

 

+ كل مرة نقف فيهـا أمـام المسيح لنصلي بحرارة وتوسل، تتلاقى حينئذ مشيئتنا مع مشيئته فننال رحمة؛ وبكثرة الصلاة وإخلاصها تتقارب المشيئتان .

المسيع يتقابل معنا في الصلاة، ونحن نتعرف على مشيئته:

+ لا يمكن أن يتقابل معنا المسيح أو نتعرف على مشيئته إلا بالصلاة.

+ المسيح ينتظر صلاتنا ويترقبها «هنـذا واقف على الباب وأقرع» (رؤ3: 20). وهو أعلن لنا في الإنجيل أهمية وضرورة الصلاة، ملحاً أن نصلي في كل حين وباستمرار وبشرط أن لا نمل من الصلاة؛ لماذا؟ لأنه في الصلاة يستطيع أن يتصل بنا ويعلن لنا مشيئته ويعطينا نعمته.

+ الخطية مكروهة لدى الآب ومحزنة للمسيح، لأنها تسببت في الصليب والآلام الفادحة التي عاناها الرب بدون رحمة من بني البشر . ولكن بمجرد وقوف الخاطئ أمام الله الآب متمسكاً بالصليب متوسلاً بدم المسيح، تسقط عنه الخطيئة ويرفع عنه حكمها وتزول لعنتهـا مـن عليه؛ لذلك جيـد أن يحمـل الإنسان الصليب ويقبلـه كثيراً وقـت الصلاة.

+ المسيح احتمـل الصـليـب مـن أجـل السـرور الموضوع أمامه، أي سروره بخلاص الناس وتصالحهم مع الآب.

والمسيح لا يزال يحتمل خطايانا بسرور فهو مستعد أن يغفر الخطيئة حتى ولو تكررت في اليوم كثيراً، طالما في كل مرة نتوب إليه بانسحاق نفس، لأن الآلام التي احتملها وجازها حتى الموت تعبر عن استعداده الفائق لاحتمال الخطايا بلا حدود، لأنه مكشوف أمام قلبه ضعف طبيعة البشر وهوان الإرادة وذلة الإنسان.

لذلك جيد للإنسان أن يتقـدم أمام المسيح للصلاة بوجدان الخطـاة ومذلتهم وهو مطأطئ الرأس وقارع الصدر ومعفر الجبين بتراب الأرض؛ ولكن وفي نفس الوقت بضمير واثق من غفران المسيح وصـفحه وحنانه الشديد وسروره بنا الذي يشتد بالأكثر في حالة الضعف الكثير.

 

طقس صلاة الروحانيين كتب القمص متى المسكين في الحضرة الإلهية
كتاب توجيهات في الصلاة
المكتبة المسيحية

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى