قصة أبن آوى الجاحد
نظر ابن آوي وهو واقف علي ضفة النهر الصغير فرأى مجموعة من الدجاج على الجانب الآخر من النهر، فبدأ لعابه يسيل مشتهيًا أن يأكل منهم دجاجة. فكر ابن آوي كيف يعبر إلى الشاطئ الآخر. تطلع من هنا ومن هناك فرأى جملًا يأكل عشبًا جافًا.
– لماذا أراك تأكل عشبًا جافًا؟!
– هذا ما أملكه.
– أتريد أن تأكل سنابل قمح؟
– ومن أين أحصل على سنابل القمح؟
– أنظر إلى الضفة المقابلة لنا، فإنه يوجد حقل قمح.
– إن عبرت إليه سيمنعني الفلاحون من الاقتراب إليه.
– لا تخف هذا الحقل هو ملكي. هيا بنا نعبر معًا وأنا أعطيك ما تريد من سنابل القمح.
– هيا بنا وسأحملك على ظهري، و أعبر بك النهر.
ركب ابن آوي على ظهر الجمل وعبر الاثنان النهر. وإذ رأى ابن آوي الدجاج اختطف دجاجة سمينة وأكلها. أما الجمل فوقف يتطلع نحو الحقل، وقد أدرك أن ابن آوي قد خدعه. أراد ابن آوي أن يرجع إلى حيث كان، وإذ طلب من الجمل قال له: “لقد تعبت وحملتك وعبرت بك النهر، وها أنت قد أكلت دجاجة سمينة ولم تقدم لي سنبلة قمح واحدة”.
قال له ابن آوي: “انتظر قليلًا”.
بينما كان الجمل منتظرًا ذهب ابن آوي إلى أصحاب الحقل وقال لهم: “انظروا لقد جاء الجمل من الضفة المقابلة لكي يأكل من سنابل حقلكم. إنه يريد اقتحام الحقل وأكل ما يريد من سنابل القمح”.
خرج الفلاحون بالعصيّ وضربوا الجمل وبالكاد هرب من أيديهم حيًا. أسرع إليه ابن آوي يسأله: “لماذا أنت حزين؟”
لقد كذبت عليّ وقلت أن الحقل ملكك. وقد قام الفلاحون بضربي بالعصي حتى كدت أن أموت.
– هل تشعر بألم شديد.
– كيف لا وقد انهالوا عليّ بالضرب.
ضحك ابن آوي وهو يقول: “ألا تعلم إنني ذهبت إليهم وأخبرتهم بأنك تريد اقتحام حقلهم؟”
في مرارة عاتبه الجمل: “هل هذا جزاء تعبي معك، فقد حملتك وعبرت بك النهر. عِوض أن تشكرني وتساعدني تجحدني وتهيج الفلاحين عليّ”.
في سخرية قال: “هذا هو مزاجي! ما أريده أفعله. لتحملني إلى حيث كنا وإلا أثرت الفلاحين عليك فيقتلوك”.
لم يكن أمام الجمل إلا أن يحمل ابن آوي على ظهره ويسبح به. لكنه إذ بلغ منتصف النهر بدأ يغطس في الماء، فصرخ ابن آوي: “ماذا تفعل إنني سأغرق!” ضحك الجمل وهو يقول: “هذا هو مزاجي، ما أريده أفعله”. وبدأ ابن آوي يشرب من جحوده، فغرق وقذفته الأمواج على الشاطئ.
+++
كن مُضطهَدًا ولا تكن مُضطهِدًا.
كن مصلوبًا لا صالبًا.
كن مظلومًا لا ظالمًا.
كن تحت الضيق ولا تضايق أحدًا.
كن رقيقًا لا حاسدًا.
تمسك بالصلاح والعدل.
اقرأ أيضاً