الإيمان بدون أعمال ميت
” الإيمان بدون أعمال میت” (یع ۲ : ۲۰)
الإيمان هنا هو الإيمان بموت المسيح الكفاري عن الخطاة وقيامته لتبريرهم أمام الله الأب . وأما العمل هنا فهو الجهاد ضد الخطية للسلوك بحسب القداسة. الإيمان والعمل لا يمكن فك ارتباطهما ببعض ، ولكن الإيمان بما عمله المسيح من أجلنا يتحول تلقائياً إلى عمل وجهاد ضد الخطية لبلوغ القداسة .
الروح القدس يستخدم إيماننا بشخص المسيح لينفذ إلى أعماق كيان الإنسان الفكري والإرادي ، فيجعلهما في حالة خضوع شديد لفكر المسيح وإرادته ، فيبدأ الإنسان في الدخول إلى حالة تغيير شديد ليصبح قادراً في الحال على العمل ضد الخطية بسهولة وبقوة فائقة على إمكانياته السابقة ، مما يكشف حالة حلول للمسيح بالإيمان داخل القلب ، وعن سيطرة الروح القدس على الفكر والإرادة .
وما على الإنسان بعد ذلك إلا الخضوع المتواصل والطاعة المذعنة لعمل الروح القدس ، حتى يكمل الإنسان بإرادته وفكره الجديدين عمل الخلاص ضد كل خطية وشبه خطية : « تمموا خلاصكم بخوف ورعدة ، لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة » ( في ۱۲:۲ ) .
أخيرا ، فإن المسيح جاء ليعطينا كل ما كان له في الجسد من نصرة ضد الخطية ، عطاءً سرياً بحلوله فينا ، بواسطة عمل روحه القدوس داخلنا ، وذلك برفع إرادتنا إلى مستوى إرادته ، ورفع الفكر لمستوى فكره .
إذن ، فعطاء الله بالمسيح ليس هو عطاءً إيمانياً فكرياً أو إيمانياً نظرياً فقط ، بل هو إيمان عملي ضد الخطية .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين