المسيح يقود النفس في موكب نصرته
العظة السابعة والأربعون من العظات الخمسون للقديس أنبا مقار
[تفسير رمزي للأمور التي قد صارت تحت الناموس]
[أ] الناموس رمز وظل للحقيقة
1- إن مجد موسى ، الذي كان له في وجهه ، كان رمزاً للمجد الحقيقي ، لأنه كما كان الحال هناك إذ لم يكن اليهود يستطيعون أن يُحدقوا في وجه موسى[1] ، هكذا الآن يقبل المسيحيون في نفوسهم ذلك المجد المنير ، بينما تفر الظلمة هاربة إذ لا تحتمل شعاع النور الذي يعميها تماماً. فأولئك كانوا يُظهرون أنهم شعب الله من الختان ، أما ههنا فالذين هم شعب الله الخاص[2] يقبلون علامة الختان في الداخل في قلوبهم[3] لأن سكيناً سماویاً يقطع فضله الذهن ، أي غرلة الخطيئة النجسة . فعند أولئك : معمودية تقدس الجسد، أما عندنا فهي معمودية الروح القدس والنار، لأن هذا هو الذي كرز به يوحنا : « هو يعدكم بالروح القدس ونار » ( مت ۳ : ۱۱ ؛ لو 3 : 16 ) .
۲ – هناك كان يوجد مسكن داخلي وخارجي ، « فإلى الأول كان يدخل الكهنه كل حين مُكملين الخدمة ، أما إلى الثاني رئيس الكهنة فقط ، مرة واحدة في السنة، بدم ، مُعلناً الروح القدس بهذا أن طريق الأقداس لم يُظهر بعد »[4] ، أما ههنا فالمستحقون يدخلون إلى المسكين غير المصنوع بيد[5] “حيث دخل المسيح كسابق لأجلنا”[6] . فإنه مكتوب في الناموس إن الكاهن يأخذ حمامتين ، فيذبح واحدة منهما ويرش الأخرى الحية من دم تلك ثم يطلقها لتطير حرة[7]. فهذا الذي صار إنما كان رمزاً وظلاً للحقيقة ، فإن المسيح « قد ذُبح »[8] ودمه المرشوش علينا قد أنبت لنا أجنحة ، لأنه أعطانا أجنحة الروح القدس لكي نطير في أجواء اللاهوتية بلا عائق .
٣- فلأولئك أُعطي ناموست مکتوب « في ألواح حجرية »[9]، أما لنا فنواميس روحية محفورة « في ألواح قلب لحمية »[10] ، لأنه يقول : « أُعطي[11] نواميسي في قلوبهم ، وأنقشها في أذهانهم » ( عب 10 : 16 ) . وكل تلك الأمور كانت زائلة وإلى حين ، أما الآن فجميعها تُكمل بالحق في الإنسان الباطن، لأن العهد هو في الداخل والحرب في الداخل ، وبالإيجاز « فكل الأمور التي تحدثت لأولئك صارت مثالا ، وكُتبت لإنذارنا »[12]. فإن الرب سبق وقال لإبراهيم ما سوف يكون : « إن نسلك سيكون غريبا في أرض ليس له ، فيسيئون إليه ويستعبدونه أربع مئة سنة » ( تك 15 : 3 س – حسب النص). فهذا كان يُتمم صورة الظل ، لأن الشعب صار غريبا واستعبد تماماً من المصريين وأسيء إليه « في الطين واللبن »[13] ، فقد جعل فرعون عليهم رؤساء عمل ومسخرين لكي يعملوا عمله قسراً. وحينما تنهد بنو إسرائيل من أعمالهم إلى الله[14] افتقدهم حينئنذ بواسطة موسى ، وبعدما ضرب المصريين بضربات كثيرة في شهر الزهور – حيث تلوح بشائر الربيع الجزيل العذوبة فيما تمضي عُبوسة الشتاء – أخرجهم من مصر.
4 – وقال الله لموسى أن يأخذ خروفاً بلا عيب ويذبحه ويمسح بدمه على الأبواب والأعتاب[15] « لئلا يمسهم الذي يُهلك أبكار المصريين »[16]. فإن الملاك المُرسل كان يرى علامة الدم من بعيد ويرحل ، بينما كان يدخل إلى البيوت التي لم يكن لها العلامة ويقتل كل بكر فيها[17]. بل إن الله قد أمر أيضاً بأن يُعزل الخمير من كل بيت ، ورسم بأن يؤكل الحروف المذبوح مع فطير وأعشاب مرة، على أن يأكلوه وأحقاؤهم ممنطقة وأحذيتهم مشدودة في أرجلهم وعصيهم في أيديهم ، وهكذا أمر بأن يأكلوا فصح الرب بكل عجلة عند المساء ، وعظماً لا يكسروا من الخروف[18].
5- وأخرجهم بفضة وذهب ، إذ أمر بأن يستعير كل واحد من جاره المصري أمتعة ذهب وفضة[19]، فخرجوا من مصر فيما كان المصريون يدفنون أبكارهم. فبينما كان هناك فرح لأولئك بالعتق من العبودية القاسية ، كان هناك في المقابل حزن ونوح لهؤلاء على هلاك الأولاد ، لأجل هذا يقول موسى: ” هذه هي الليلة التي وعدنا بها الله ليفتدينا”[20] . فكل هذه الأمور إنما هي سر النفس التي افتُديت بظهور المسيح، لأن تفسير كلمة إسرائيل : “العقل الذي ينظر الله “[21]، فيُفتدي من عبودية الظلمة أي من أرواح المصريين .
[ب] المسيح يعتق النفس من عبودية الشيطان
6 – فإن الإنسان ، بالمعصية ، قد مات موت النفس الرهيب ، وقبل لعنة فوق لعنة : «حسكاً وشوكاً ستنبت لك الأرض» ( تك ۳ : ۱۸ س – حسب النص ) ، ومرة أخرى : « ستفلح الأرض ولن تعود تعطيك ثمرها » ( تك 12:4 س – حسب ، النص ) . وهكذا فقد طلع شوك وحسك ونبت في أرض قلبه ، ونزع عنه الأعداء مجده بغوايتهم وألبسوه الخزي فانتُزع نوره وأُلبس الظلمة ، وقتلوا نفسه وشتتوا أفكاره وقسموها ، وأحدروا عقله من العلاء ، وأمسى إسرائيل إنساناً عبداً لفرعون الحقيقي . فجعل الأخير عليه رؤساء عمل ومُسخرين ، أي أرواح الشر التي تجبره – شاء أم أبى – أن يصنع أعماله الشريرة ويُكمل « مقدار الطين واللبن »[22] ، والتي بعد أن تفصله أيضا عن الاهتمام السماوي ، تُحطه إلى الفعال الشريرة المادية الأرضية المُوحلة وإلى الكلمات والخواطر والأفكار الباطلة. لأن النفس لمَّا هوت من علوها وجدت مملكة مبغضة للبشر ورؤساء قساة يجبروها قسرا على أن تبني لهم مدن من الشر والخطايا .
۷- لكن إذا ما تنهدت النفس وصرخت إلى الله[23]، يرسل إليها موسی الروحاني الذي يفتديها من عبودية المصريين. غير أنها تصرخ وتتنهد أولاً، وحينئذ تنال تباشير الفداء . فإنها هي نفسها أيضا تُفدى « في شهر الزهور الجديدة »[24] في زمان الربيع ، حيث يمكن لأرض النفس أن تخرج أغصان البر الناضرة المُزهرة ، وحيث تمضي العواصف المُرة – عواصف الجهالة والظلمة وكثرة قساوة أعمال الخزي والخطايا. حينئذ يأمر الله بأن يُعزل الخمير العتيق من كل بيت ، أي بأن تطرح النفس بكل ما في وسعها أعمال “الإنساني العتيق الفاسد»[25] ومقاصده وأفكاره الشريرة وخواطره الأثيمة.
۸- فيلزم أن يُذبح الخروف ويُنحر[26] وتمسح الأبواب بدمه، لأن المسيح ، الخروف الحقيقي الصالح الذي بلا عيب، قدذُ ذبح ومسحت بدمه أعتاب القلب ، لكي يصير دم المسيح المسفوك على الصليب حياة وفداء للنفس ، أما للمصريين أي الشياطين فيصير حزناً وموتاً؛ فإنه حقاً قد صار دم الخروف الذي بلا عيب حزناً لهم ، أما للنفس فصار فرحاً وتهليلاً. ثم بعد مسحة الدم أمر الله بأن يأكلوا الخروف عند المساء مع فطير وأعشاب مُرة ، وتكون أحقاؤهم مُمنطقة وأحذيتهم مشدودة وعصيهم في أيديهم . فما لم تر النفس أولاً مستعدة من كل جهة بالأعمال الصالحة ، بكل ما فيها من قوة، فلا يُعطى لها أن تأكل من الخروف. أما أن يكون الخروف لذيذاً والفطير حلواً بينما الأعشاب مُره ولاذعة ، فلأنه بضيق شديد ومرارة تأكل النفس من الحروف والفطير الطبيب ، إذ تُضيق عليها الخطيئة الملازمة لها.
9- وهو يقول : « عند المساء تأكلونه» ( راجع : خر 12: 6 ) ، لأن وقت المساء هو زمان ما بين النور والظلمة ؛ هكذا النفس أيضاً، وقد دنت من هذا الفداء، تصير ما بين النور والظلمة، في حين تقف قدرة الله ولا تأذن للظلمة بأن تأتي إلى النفس وتبتلعها. وعلى غرار ما قاله موسی :”هذه هي ليله موعد الله[27]، هكذا المسيح أيضاً، لما أعطي له السفر في المجمع – كما هو مكتوب – دعاها « سنة الرب المقبولة »[28] و « يوم الفداء »[29]. فهناك : ليلة المجازاة ؛ وهنا : يوم الفداء . ولا عجب ، فكل تلك الأمور كانت مثالاً وظلاً للحقيقة ، وكانت تسبق وترمز في سر، مشيرة إلى الخلاص الحقيقي للنفس المغلق عليها في الظلمة والمكبلة خفية « في الجب الأسفل »[30] والمحبوسة خلف « أبواب النحاس »[31] ، لا قدرة لها أن تُعتق بدون فداء المسيح .
۱۰ – فإنه هو يخرج النفس من مصر ومن العبودية التي فيها ، بينما تُقتل أبكار مصر عند الخروج ؛ لأن جزءاً من قوة فرعون الحقيقي يسقط في ذلك الحين ، فيستولي الحزن على المصريين إذ يئنون آسفين على خلاص أسراهم. والله أيضاً يأمر بأن يستعيروا من المصريين آنية ذهب وفضة وعندما يأخذوها يخرجون ، لأن النفس – حال خروجها من الظلمة – تسترد آنية الذهب والفضة ، التي هي أفكارها الخاصة الصالحة ، « مُصفاة بالنار سبعة أضعاف »[32]، والتي بها يُخدم الله ويستريح ، لأن الشياطين جيرانها[33] كانوا قد أمسكوا بأفكارها وبددوها وشتتوها . فطوبى للنفس التي افتُديت من الظلمة، وويل للنفس التي لا تصرخ وتتنهد للقادر أن ينقذها من أولئك المُسخرين الأفظاظ القساة .
۱۱ – فارتحل بنو إسرائيل بعدما صنعوا الفصح، وكذلك النفس تتقدم بعدما تنال حياة الروح القدس وتتذوق الخروف وتُمسح بدمه وتأكل الخبر الحقيقي أي الكلمة الحي. وكان يتقدم أولئك عمود ناړ وعمود سحاب[34] أي إن الروح القدس حارسهم كان يعدضهم ، وكذلك أيضا هو يُدفئ النفس ويقودها بفهم . فلما علم فرعون والمصريون بهروب الشعب وفقدانهم لاستعباده ، تجاسر – حتى بعد قتل الأبكار – وسعى في إثره ، فشد مركباته بسرعة ومعه كل شعبه وانطلق نحوهم ليقتلهم . ولما كادوا أن يدركوهم وقفت السحابة في الوسط ، تعوق هؤلاء وتُظلمهم بينما تنير لأولئك وتحرسهم[35]. ولئلا أطيل الحديث باسطاً كل التاريخ ، هلم معي بهذا المثل – بكل ما فيه – إلى المرامي الروحية.
[ج]العدو يتعقب النفس، والرب ينقذها
۱۲ – فحينما تهرب النفس أولاً من المصريين ، تتقدم قوة الله وتعينها وتقودها إلى الحق. وعندما يعلم فرعون الروحي ملك ظلمة الخطيئة أن النفس تركته وفرت من مملكته آخذةً معها الأفكار التي كانت قبلا في قبضته – إذ إن هذا هو مقتناه – يظن الخبيث ويحدوه الأمل أنها تعود إليه مرة أخرى. لكن لما يعلم أن النفس تهرب بالكلية من طغيانه، وأن جزءاً من قوته قد أبيد بالفعل بقتل الأبكار وسرقة الأفكار، فإنه ، بفرط وقاحته ، يسرع خلفها، خائفا لئلا بعدما تهرب النفس تماماً لا يوجد من يُگمل مشيئته وعمله . فيتعقبها بإصرار[36] بشدائد وتجارب وحروب غير منظورة ، فهنا تُمتحن وهنا تجرب وهنا تظهر محبتها للذي أخرجها من مصر ، لأنها تُسلم لتُمتحن وتُجرب بكل نوع.
۱۳ – فإنها تنظر قوة العدو آتية عليها مُريدة أن تميتها إلا أنها لا تستطيع لأن الرب واقف بينها وبين أرواح الشر[37] ، لكنها تنظر أيضا أمامها بحر المرارة والضيق واليأس؛ فلا هي تستطيع أن تعود أدراجها إلى الوراء إذ تبصر أعداءها متأهبين ، ولا هي تستطيع أن تمضي قدماً إلى الأمام لأن « فزع الموت»[38] وضيقات رهيبة شتى تكتنفها تجعلها تبصر الموت . فتيأس النفس من ذاتها ويكون لها في ذاتها «حكم الموت »[39]، لأجل حشد الشرور المُحدق بها . وحينما يرى النفس وقد سقطت في فزع الموت ، والعدو على أهبة استعداده لابتلاعها ، حينئذ تحديداً يهبها معونة يسيرة ، إذ يطيل أناته على النفس ويمتحنها ، أثبت في الإيمان ويكون لها محبة من نحوه. فإن الله قد رسم هذا الطريق « الذي يؤدي إلى الحياة »[40] بأن يلازمه شدة وضيق وامتحان كثير وتجارب مرة جداً، لكي تبلغ النفس ههنا أخيراً الأرض الحقيقية – أرض « مجد أولاد الله »[41]. فعندما تيأس النفس وتقنط من ذاتها بسبب فداحة شدائدها والموت الماثل أمام عينيها، عندئذ «بید قوية وذراع عالية»[42] وبواسطة إنارة الروح القدس ، تُمزق النفس قوة الظلمة وتجتازها ، هاربة من مواضع مخيفة ، وعابرة بحر الظلمة والنار الأكلة.
14 – هذه هي أسرار النفس ، الأسرار الصائرة حقاً في الإنسان الذي جادَّا ليأتي إلى موعد الحياة ، والذي يُفتدي من مملكة الموت وينال العربون من الله ويصير شريك الروح القدس. ثم إن النفس لا تُنقذ من أعدائها وتعبر البحر المر بقوة الله وتبصر أمام عينيها أعداءها هالكين[43] أولئك الذين كانت مُستعدة لهم قبلاً، فإنها « تبتهج بفرح لا ينطق به ومجيد»[44] ، ظافرة بعزاء من الله وبراحة في الرب. حينئذ يُنشد الروح الذي نالته نشيداً جديداً لله بالدف أي بالجسد ، و بأوتار القيثار الروحية أي بأوتار النفس ، وبالأفكار الأشد لطافة ، وبعزف النعمة الإلهية ، ويرسل إلى فوق تسابيح للمسيح المُحيي. فكما أنه بواسطة المزمار تصدر النسمة صوتاً عند مرورها فيه ، هكذا بواسطة القديسين ولابسي الروح يكون الروح القدس مُسبحاً ومرتلاً ومصلياً لله في القلب النقي. فالمجد لمن أنقذ النفس من عبودية فرعون ، وجعلها له عرشاً خاصاً وبيتاً وهيكلاً وعروساً نقياً، وقادها إلى ملكوت الحياة الأبدية وهي بعد في هذا العالم!
[د] المسيح يُحول مرارتنا إلى حلاوة
15 – إبان الناموس كانت تُقدم حيوانات غير عاقلة ذبيحة، وإذا لم تُذبح فما كانت تُحسب التقدمات مقبولة ؛ والآن أيضا ما لم تُذبح الخطيئة فلا تكون التقدمة مقبولة عند الله وحقيقية.
ثم إن الشعب جاء إلى مارة ، حيث كان هناك تبع ينبع ماء مراً لا يصلح للشرب ، فأمر الله بأن تلقی شجرة مقطوعة في الماء المر ، وهكذا لما ألقت الشجرة حلي الماء وتحول من مرارته وأصبح صالح للشرب ونافعاً لشعب الله[45] على نفس المنوال أيضاً قد باتت النفس مُرة لما جرعت سُم الأفعى وشابهت طبيعتها المُرة وصارت خاطئة ، لهذا يلقي الله « شجرة الحياة »[46] في نبع القلب المر نفسه ، فيحلی ويتحول من الحرارة وتمتزج النفس بروح المسيح، وهكذا تصير نافعة وتتقدم خدمة سيدها . إذ تغدو روحاً لابساً جسداً، فالمجد لمن يُحول مرارتنا إلى حلاوة الروح القدس وعذوبته! وويل لذاك الذي لم تُلق فيه ، أي في قلبه ، « شجرة الحياة » ، فإنه يقبع في مرارته إلى النهاية . فلأنه لم ينل « شجرة الحياة » ، لا يمكنه أن يظفر بأي تحول صالح.
16- فعصا موسی كانت تحمل صُورتين ، فبينما كانت تبدو للأعداء كحية تلدغ وتقتل، كانت للإسرائيليين عصا يتشددون بها؛ هكذا أيضاً خشبة الصليب الحقيقية، التي هي المسيح ، فهي موت للأعداء أي لأرواح الشر ، بينما لنفوسنا عصا وعضد لا يُنال وحياة تستند عليها نفوسنا. فإن ما كان يجري قبلاً هو رموز وظلال هذه الأمور الحقيقية ، لأن العبادة القديمة هي ظل وصورة للعبادة الحاضرة. والختان ، والخيمة ، والتابوت ، والقسط ، والمن ، والكهنوت ، والبخور ، والغسلات ، وبالإجمال كل ما قد صار في إسرائيل وفي ناموس موسی أو في الأنبياء ، إنما قد صار من أجل هذه النفس التي كُوَّنت على صورة الله وسقطت تحت نير العبودية وتحت مملكة الظلمة والمرارة .
۱۷ – فإنه مع هذه النفس أراد الله أن تكون له شركة ، وإياها خطب لنفسه عروساً للملك ، وإياها يطهر من الدنس ويغسلها ويجلوها من سوادها وقباحتها ، ويُحييها من مواتها ويشفيها من گسرها ، ويهبها سلاماً مصالحاً إياها من بعد العداوة . فرغم كونها مخلوقة ، فقد خُطبت عروساً لابن الملك ، والله بقدرته الخاصة بقبلها إليه ويُغيرها قليلاً قليلاً، إلى أن ينميها إلى قامته الخاصة ، فيمتد بها ويوسعها إلى نمولا حدود له ولا قياس ، إلى أن تصير عروساً بلا عيب قمينة به . فإنه أولاً يلدها في نفسه ويُنميها بواسطة نفسه إلى أن تنال قامة حبه الكاملة، فحيث إنه عریس کامل فهو يأخذها عروساً كاملة إلى شركة العرس المقدسة المستيكية فائقة التقاوة ، وحينذاك تملك معه إلى الآباد التي لا نهاية لها ، آمین .
- انظر : خر 34 : 30.
- =خاص ، وقد وردت مرة واحدة في العهد الجديد كصفة لشعب الله : “شعباً خاصاً ” ( تي 2 : 14 ) ، كمقابل لإطلاقها على شعب الله في العهد القديم ( انظر مثلاً : خر 5:19 ؛ تث 7: 6 ).
- انظر : رو 29:2.
- عب 9: 6-8- حسب النص.
- انظر : عب 11:9
- عب 6 : 20- حسب النص .
- انظر : لا 4:14 – 7
- 1کو 5: 7
- 2 کو 3: ۰3
- 2 کو 3 : 3 .
- = يُعطي ، وأحياناً يأتي بمعنى يجعل ( كما ورد في هذه الآية الترجمة البيروتية ) ، وقد آثرنا المعنى الأول لوروده في أول الفقرة ومناسبته أكثر للسياق .
- 1کو 11:10 .
- خر 14:1 .
- انظر : خر 2 :23
- انظر : خر 3:12-۰7
- عب 11: 28 – حسب النص
- انظر : خر 12:12 ، 13 .
- انظر : خر 10:12س ، 46 .
- انظر : خر 3 :22 ، 12 : 30 .
- انظر : خر 6 : 6 س ۔
- كلمة ” إسرائيل ، وقد وردت أول ما وردت في الكتاب المقدس في تك ۳۲ : ۲۸ في صراع يعقوب مع الله ، يمكن تعني ، بحسب أصلها العبري ، ” يجاهد مع الله ” ، أو ” أمير الله ، أو ” الناظر إلى الله” . وتفسير اسم ” إسرائيل بمعنى الناظر إلى الله تجده عند فيلو الإسكندري ( عن إبراهيم ۵۷ – ۵۹ ) ، وعنه أخذ معظم الآباء ، حتی اننا نجد هذا في رسائل ق . أنطونيوس أيضا ( انظر : الرسالة 3 : 1 ؛ 8:17 )
- قا : خر 5: 8 ، 14 ، 18.
- انظر : خر 2 : 23 .
- = شهر الزهور الجديدة ، وهذا هو ترجمة النسخة السبعينية لشهر أبيب في العبرية ، وهو الشهر الذي خرج فيه شعب إسرائيل من مصر أرض العبودية ( انظر : خر 4:13 ، 23: 15، 34: 18س – عن هذه التسمية ، انظر : کتاب سفر الخروج يوناني – عربي ، حاشية 144 – ص 97 – الراهب إبيفانيوس المقاري – الطبعة الأولى2013).
- أف 4 : 22
- الفعلان الواردان هنا بمعنی يذبح ، ينحر ، استخدما بالتبادل في معرض الحديث عن ذبح خروف الفصح ( انظر للفعل الأول : خر 6:12 ؛ وانظر للثاني : خر 21:12 ؛ مر 12:14 ؛ لو 22: 7) ، وكذا عن ذبح المسيح ( انظر للأول : رؤ 5 : 6 ، 9 ، 12 ؛ 13 :8 وانظر للثاني : 1کو 7:5 )
- انظر : خر 6:6 س .
- لو 4 : 19.
- أف 4 : 30.
- مز 7:87؛ مرا 3 : 55 .
- مز 106: 16.
- مز 11: 7 س . وتشبيه أفكار النفس بالآنية هو من التشبهات المألوفة عند القيس أنبا مقار ، سواء في عظاته ( عظة 3:11) ، أو في بستان الرهبان ( قول 199) ، أو في فضائل أنبا مقار – فقرة 69 ) .
- امتداداً واستكمالاً لتشبيه النفس بشعب إسرائيل الخارج من مصر ، والشياطين بالجيران المصريين الذين أخذت منهم آنية الذهب والفضة قبيل الخروج ( انظر : خر 3: 22) .
- انظر : خر 21:13
- انظر : خر 19:14
- = يعقب بجد ، بعناية ، عن كثب ( وليس مجرد يتعقب ) ، وهو الفعل المستخدم في وصف تعقب فرعون لبني إسرائيل إبان خروجهم ( انظر : خر 14 : 4 ، 8، 9، 23 س).
- حرفيا : = أرواح المصريين ، والمراد طبعاً : أرواح الشر.
- مز 54 : 5 س .
- 2 کو 9:1
- مت 7 : 14 .
- رو 8: 21 .
- تث 4 : 34 ، 5 : 15 س ؛ 21:6 س ؛ 7 : 8 س، مز135 : 12 س ؛ إر 21:39 س .
- انظر : خر 14 : 30
- ابط 1 : 8
- انظر : خر 15: 23 – 25 .
- رو 2 : 7 ، 14:22
- من كتاب العظات الخمسون للقديس أنبا مقار
- لقراءة العظات كاملة في مقالات منفصلة إضغط هنا – العظات الخمسون للقديس أنبا مقار