المسيحي وحياة الفرح
فى وسط عالم متغير.. يسوده القلق والاضطراب والهم.. يبرز سؤال يلح على أذهاننا هو: كيف أقتنى حياة الفرح الثابتة التى لا يشوبها تردد ولا نقصان؟! لماذا نفقد أحيانًا إحساس الفرح وننحصر فى ألم وندم أو قلق أو مخاوف؟!
فما هو الفرح المطوب وكيف نقتنيه؟!
أولاً: مفاتيح حياة الفرح
1- مفتاح التوبة:
هل اختبرت بالفعل لحظات إنسكبت فيها عند قدمى المسيح تعلن ندمك عن ماضٍ متعثر حزين، وتصميمك على أن تحيا بطريقة أقدس؟
– إن خبرة سقطاتنا المؤسفة هى النشاز الأساسى فى لحن حياتنا الجميلة؟ فما من مرة إنحدرت حياتى فيها إلى هوة الخطية، إلا وشعرت بالألم يمزقنى، والندم يهدنى، والخوف يملأنى!. ولو أننا بحثنا عن أسلوب سليم نتعامل به مع طاقة الندم الهائلة التى تجتاح حياتنا عقب السقوط ، فلن نجد ذلك إلا فى نور الإنجيل.
– المسيح يسوع ينير قلوبنا ويدعونا قائلاً: “وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً” (يو 6: 37) المسيحية تحول طاقة الندم إلى طاقة توبة، وأحزان الخطية إلى فرحة صلاة وإتحاد بالله. المسيح يفتح قلبه المحب، للخاطىء النادم ويجعله ينزل إلى بيته مبرراً.
أخى الحبيب / أختى المباركة.. فتش وأنظر، لعل خطية محبوبة هى التى منعت سكيب الفرح السماوى من أن يغمر حياتك. هيا يا أخى الحبيب، نقضى لحظات قليلة نفحص فيها أنفسنا، لنسلمها للرب فى توبة صادقة وعهد مقدس!
2- مفتاح إكتشاف معنى الحياة:
لعل الآفة الأساسية الكامنة وراء متاعب هذا الجيل – فى العالم كله – هى: إما الإحساس بتفاهة هذا العالم لدرجة الملل والسخط، وإما الاحساس بمجد هذا العالم لدرجة التعبد والتأليه.
يبرز هذا السؤال لماذا أنا موجود؟ سؤال يتدارسه فلاسفة العصر وأدباؤه. وما لم يعثر شبابنا على جواب مشبع لهذا السؤال، فحتمًا سيتردى فى مهاوى الإنحلال والإلحاد والقلق المربك.
ليست الحياة عبئًا ولا الوجود زائدًا عن الحاجة. كما يتصور الوجوديون الملحدون وبعض أدباء العصر. وليس مجرد وجود ضيقات طاحنة أو آلام مرة أو مظالم مؤسفة دليلا على إنعدام معنى الوجود. فاللحظات القليلة التى نقضيها بجوار مريض نبثه الحب والتشجيع، واللحظات التى نقف فيها بجوار متألم حزين نسنده بالحنان والصلاة والأخوة العملية، واللحظات التى نختطف فيها رفيقًا من نيران الخطية أو هوة اليأس.. هذه جميعًا تشعرنا بأن الحب هو الحل الأساسى لمشكلة الوجود، وأننا مخلوقون من فرط الحب الإلهى، وليس ذلك فحسب بل حينما أخطأنا تألم الرب عنا ليخلصنا، فأعلن لنا بذلك حبه، وبقى أن نتألم نحن أيضًا من أجل إسمه، ومن أجل أخوته المطحونين علامة حبنا له ولهم.
هنا نكتشف رسالتنا، وخدمتنا، ومعنى الحياة والوجود: أن نخدم من كل قلوبنا فنفرح ونسعد، أن نخرج من أنانيتنا وعزلتنا لننسكب على مذبح الحب ذبائح خدمة مقدسة توحد البشرية وتجليها.
هيا نقدم الحب لكل بعيد أو منبوذ، أو محروم، أو مخدوع، أو تائه، فهذا مفتاح أساسى لأفراحنا وأفراحه! فيفرح بنا المسيح.. فنحن “بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ.“ (أع 17: 28).
3- مفتاح التسليم:
صعب أن يفرح الإنسان وهو فى عمق التجربة والضيقة، لكن الرسول بولس يتحدى المشاكل قائلاً: “الآنَ افرحُ فِي آلاَمي” (كو 24:1)، “لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ والضرورات وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ” (2كو 10:12).
متى يفتح الرب أعيننا فنكتشف سر التسليم الواثق ونتخلى عن همومنا الطاحنة؟!
مشكلتنا الحقيقية أننا نضع المشاكل بيننا وبين المسيح، فلا نراه من خلالها، وتختفى من أمامنا صورة وجهه المحب، وفعل يمينه المقتدرة. الأجدر بنا أن نضع المسيح بيننا وبين المشاكل فنراها – من خلاله – هينة، وبسيطة مسبقًا.
– قال ألبير كامى مرة: “هذه الحياة تستحق الإنتحار، ولكنى لا أفضل ذلك” ولكننا نقول لأمثاله: مرحبًا بالألم، مادمنا فى حضن الله ودائرة المسيح، مرحبًا بمخاوف المستقبل ومجهولات الحياة، وأتعاب الخدمة والجهاد فيها، فكل شىء يسطع نورًا إذ ندخله معنا إلى حضرة المسيح.
4- مفتاح النظرة الأبدية:
– قال فولتير قديمًا: “الإنسان يولد ويعذب ثم يموت” وقال بيكيت: “الإنسان يخرج من ظلام الرحم، ويمضى إلى ظلام القبر، عابرًا ظلمات الحياة”، وقال فرويد: “فلنترك السماء للملائكة والعصافير!”.
– أما نحن البسطاء، فنقول لهم بملء الثقة: هيا خذوا من المسيح نورًا يكشف لكم معالم الطريق، فها الأبدية تسطع أمامنا بكل أفراحها، والسماء تشدنا إليها بكل أمجادها.. هناك شىء آخر بعد القبر! وفى هذا قال الحكيم: “جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ الَّتِي بِلاَهَا لاَ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللَّهُ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ” (جا 3: 11).
حقًا… إذ كيف وقفت بوتامينا العفيفة أمام الزيت المغلى، تفقد حياتها الأرضية فى فرح واثق؟!
وكيف إنطرحت بربتوا أمام الوحوش الكاسرة، مشتهية ذلك المصير المرعب؟!
وكيف صار موكب الثلاثين ألف شهيد من دمنهور إلى الإسكندرية يرنمون ترانيم الظفر، وهم فى طريقهم إلى القبر؟!
إذن فهناك شىء ما بعد القبر؟! هناك الوجود الحق، والفرح الحق!
إن تطلعاتك الأرضية، نحو الجسد والمادة والمركز والإسم الحسن لن تزيدك فرحًا بل قلقًا، ولكن لحظات المخدع والسجود الصامت بين يدى الله تسكب فى قلبك نورًا وتعرفك الطريق.
– هل هناك خطية تحتاج إلى توبة؟- أم هناك مشاكل تحتاج إلى تسليم واثق؟
ثانياً: دعوة للفرح
الانسان مدعو لمشاهدة عمل الله والتمتع بخلاص النفس.. والاشتراك مع صفوف الملائكة فى الفرح بخاطئ واحد يتوب، فحياة الفرح إنما تعبر عن حضور الرب الدائم فى حياة الانسان:
1- الفرح بالرب وبالعشرة الاختبارية، والشركة مع الله، حيث (صدق كلمة الله، وصدق مواعيده ، وبركة الانجيل كرسالة شخصية لكل إنشان، وعمل الله اليومى فى حياتنا).
2- الفرح بتكملة الآم المسيح فينا (أكمل نقائص شدائد المسيح فى جسمى من أجل جسده الذى هو الكنيسة) الآلم كصديق للعريس، والاهانة من أجل اسمه “مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهارِ” (رو 8: 36) “اِحْسِبُوهُ كل فرح يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ في تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ” (يع 1:2) “مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ” (2كو 11: 29) “إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ“(رو8: 17)
3- الفرح بمجد المسيح واستعلانه: فأكون بحياتى سبب بركة لمجد السيد المسيح حتى لا أسمع قوله: “لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ” (رو 2: 24) أو قوله: “وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ” (مت 18: 7 ).
4- الفرح بالأبدية: نتطلع إلى الأبدية ونحن بعد فى الجسد من خلال الصلوات والتسابيح ولسان حالنا: “لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا” (فى 1: 23 )، “لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ” (فى 1: 21).
5- الفرح بعضويتنا مع الأخرين: فى شركة جسد المسيح الواحد، ودعوة كل واحد ليقترب من الله ويحيا معه فى إيمان واثق، وتوبة حقيقية، ورؤية الناس والإلتقاء بهم حول الهدف الأعلى وهو خلاص النفس والتمتع بالمسيح الفادى فى الأبدية السعيدة.
6- الفرح مع الأخرين: “فَرَحاً مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ” (رو 12: 15) فالانسان الأمين هو يقتسم مع المحيطين حالتهم سواء فى الفرح أو الألم جاعلاً أمامه مبدأ: “لأَنِّي لِهَذَا خَرَجْتُ“ (مر 1: 38) “لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ” (أش 61: 1).
7- الفرح بتوبة الخطاة ورجوع الضالين (الفرح بالخروف الضال): “لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ” (لو 15: 24)، والفرح بالدرهم المفقود حين نبحث عنه ونجده..
8- الفرح بالخدمة والتكريس: لانه مجند تحت لواء ملك الملوك ورب الأرباب، ويستخدمه الرب لخلاص النفوس، وكم من النفوس كانت على حافة الهاوية والرب استخدمه لخلاصها، وقبول توبتها.
9- الفرح بتتميم الوصية “أِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً افْرَحُوا” (فى 4: 4). إنه فرح ثابت بسبب إيماننا بالمسيح الفادى صانع الخيرات، لهذا نحن فرحين كل حين، واثقين فى رعاية الرب ومحبته لنا “وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ” ( يو 16 : 22).
10- الفرح رغم الآلام: لا يعبأ بالآلام، ولا بالطريق الكرب، لكنه بالرجاء يرتفع إلى حيث المجد العتيد “فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَـانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا” (رو 8 :18)، “لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضاً” (2كو 1: 5)، لانه “بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ” (1بط 4: 13).
11- الفرح ببيت الرب: “فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ” (مز 122: 1)
– وفرح بالحياة مع الرب “أِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا” (فى 4: 4)
– وفرح بعبادة الرب “اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ” (مز 100: 2)
– وفرح بلقاء الرب يسوع وصحبة أهل بيت الله والملائكة والقديسين.
12- الفرح بالمكافأة الأبدية: “وَلَكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهَذَا أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ” (لو 10: 20) هنا سيأخذ فى الأبدية عوضاً ماقدمه فى حياته من عطاء فى الخدمة.
ثالثاً: علامات حياة الفرح الحقيقى
1- السلام الداخلى: فالقلب الفرحان ينضب فرحاً يظهر فى كل جنبات حياته.. وعلى وجهه ابتسامة تعبر عن فرحه الداخلى، فمصدر فرحه هو الصلة القويه بإله الفرح ومصدره.
2- الاستعداد للبذل: كل وقت وفى أى مكان، وتحت أى ظروف، لا يتعب ولايكل ، ولايطلب مالنفسه، بل ما للخدمة فهو “لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ” (مز121: 4).
3- الثقة والثبات: لديه ثقة فى الرب وثبات لا يتزعزع، مهما هاجت الأمواج ولسان حاله يتلو: “وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ” (مز 27: 4) وعندما قالوا لأثناسيوس: (العالم ضدك يا أثناسيوس) رد قائلاً: (وأنا ضد العالم).
4- العشرة الدائمة مع الرب: الممارسات الروحية بالنسبه له هى ينبوع عجيب للفرح “فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ” (يو 20 : 20) ومعناه أن رؤية الرب من خلال العشرة المقدسة تعطينا فرحاً ينسينا الآم الصليب والجهاد، ويمتعنا بأفراح القيامة.
5- القيادة بالرب: فى تسليم وخضوع كامل لقيادة الروح القدس فى طريق الحياة، كما قاد المجوس إلى بيت لحم.. وقيادة الرب له سر النجاح والفرح الحقيقى.
6- الدعوة للفرح: قائلاً: “ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ” (مز 34: 8) “كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضاً وَافْرَحُوا مَعِي“ (فى 2: 18)، اخيراً يا أخوتى افرحوا فى الرب ” فهذه علامة أنه خادم حقا يعيش الفرح الدائم، لأن فاقد الشئ لايعطيه.
رابعاً: الفرح.. من ثمار الروح القدس
فهو فرح روحى كثمر لعمل الروح القدس فى الإنسان، وبالأولى فى حياة الانسان المقود بروح الله القدوس، ودائماً نفرق للشباب بين ثلاث كلمات:
1– اللذة = Pleasure:
من كلمة Please أى يسّر أو “يبسط” شخصاً ما… ومن أمثلتها لذة الأكل أو المال أو الجسد… وكلها “ملذات” كثيراً ما نخطئ فى الحصول عليها بطرق غير سليمة, فنحصل على لذة مؤقتة، سرعان ما تنقلب إلى ما يسمى “الإحساس بالذنب” (Sen of Guelt)، وهو إحساس مؤلم للغاية، بسبب تعب الضمير والندم على الخطيئة التى ارتكبناها.
لهذا قال لنا السيد المسيح عنه: “مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا” (يو 13:4)، فماء الخطيئة مالح، لا يروى الإنسان، بل يزيده عطشاً، فيتكرر سقوطه، ويتحول الفعل إلى عادة، والعادة إلى جزء من الشخصية… فقديماً قالوا: “الشخصية مجموعة عادات تمشى على قدمين!!”.
2- السعادة = Happiness:
وهذه الكلمة بالإنجليزية مأخوذة من كلمة “Happens” أي “يحدث”… لهذا فالسعادة هى إحساس طيب، لكنه مبنى على “الأحداث التى حولى”… فإن كانت مفرحة أفرح، وإن كانت محزنة أحزن!! إنه فرح قادم من الخارج، إن توفر حدوثه تمتعت به، وإن جاءت أحداث مؤلمة، حلّ الحزن بدلاً منه!
3- الفرح = Joy:
وهنا يكمن الفرق الهائل بين “السعادة” و”الفرح”… فالسعادة مبنية على الأحداث من حولي، لكن “الفرح” هو ثمرة من ثمار الروح القدس، ينبع من داخلى إلى الخارج… فمهما كانت أحداث الخارج المحيط بى… أستمر فرحاً بالرب… لأننى واثق أنه سيتحوَّل الحزن إلى فرح، والظلمة إلى نور، وحتى اللعنة إلى بركة.
الفرح معناه أننى أواجه العالم بالمسيح الساكن داخلى، وهو القدوس القادر على كل شئ، والحكيم حكمة لا نهائية، والقدير قدرة غير محدودة، والمحب محبة مطلقة!!.
إنه فرح بالرغم من القلق، والاضطرابات المحيطة، إنه فرح الشعور بالحفظ الإلهى وبالمعية الإلهية والتسليم الكامل للرب
إذن… تعالوا نقتنى الفرح… فالفرح هو من الرب، وبالرب، وفى الرب…
من الرب… أى أنه مصدر هذا الفرح.
وبالرب… أى أننى فرحان به شخصياً وليس بعطاياه.
وفي الرب… الذى يحوِّل الشر إلى خير، وفيه أنا واثق أنه سيصنع كل خير.
أحبائى… مسيحنا “هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ” (عب 13: 8) فكما كان بالأمس معنا نثق أنه سيكون معنا فى المستقبل يدبره ويضمنه ويأمر بالبركة لكل من يخدمه، فلا ننزعج من جهة المستقبل بل نضعه فى يده الحافظة.
من مسابقات الحرفيين – مهرجان 2013