طرق دراسة الكتاب المقدس

دراسة الكتاب المقدس عمل مرتبط بالروح فينبغي أن ندرسه بالروح . وتعنى كلمة الروح أن يكون لنـا فـي الدراسة روح الصلاة وروح الاختبـار وروح الاتـضاع الذي يجعلنا نشعر باحتياجنا الى كل كلمة نقرأها.

كلمة الرب ينبغي أن تتجسد في داخلنا . ان كان الرب هو الذي نطق بهذه الكلمة فلا نستطيع فهـم عمقهـا إلا بواسطته ان كان هوالحياة فهو الطريق أيضا الـى هـذه الحياة . ان كان هو الغاية فهو الوسيلة أيضا . وإن كـان هو الهدف . فهو الذي يستطيع أن يقربنا إلى هذا الهدف ، ففي المسيحية هو أيضاً الوسيلة .

أنا أحتاج أن أرفع قلبي إلى الرب أولا في صلاة يتهيأ بها القلب لكي يكشف لي أعماق كثيرة في كلمته.

ونحن نحتاج عندما نفتح الكتاب المقدس لنقرأ كلمة الرب أن نقول له : ” اكشف عن عيني فـأرى عجـائـب مـن شريعتك (مز119: 18) .

“لكل كمال رأيت حداً. أما وصيتك فواسعة جداً “(مز 96:119). كلمة الرب لها أعماق كثيرة جدا . نحن نحتاج أن نرفـع قلبنا الى الرب ونقول له اعطنا يارب أن ندخل الى هذه الأعماق . ولكي نستطيع أن نصطاد لابد أن نقول علـى كلمتك نلقى الشبكة ونحن نسكب أنفسنا ونقول له سـوف ندخل يارب إلى العمق وعلى اسمك نلقى الشبكة . حتـى نستطيع أن نجده.

هناك فصول نقرأها ونقول لا نجد فيها تعزية مثلا .. مثل الانساب المقدسة ، فنجد تأملات لكثير من القديسين فـي الانساب المقدسة معزية جدا ومشجعة للسعي في طريـق ربنا وتسند التائبين بقوة عجيبة .

ولكن عندما نرى قديسا يقـرأ هـذه الكلمـات بـالروح وينسكب امام الرب ، يكشف له الرب هذه الكلمات التـي ربما تكون في ذهن البعض خالية من المنفعة وبلا جدوى نجد انها مثمرة ومشجعة للانسان في طريق محبته للرب وفي طريق تقدمه ونموه الروحي .

أولاً : دراسة الكتاب المقدس بروح الصلاة :

عندما تجد كلمات تبدو صعبة الـرب هـو الكاتـب والرب هو المفسر . قل له يارب فهمنى حقوقك . اكشف عن عيني لأرى ، وعندما أجد هناك وصية لمست القلب ارفع قلبك في التو واللحظة . وقل له يارب اننى محتـاج لأحيا في هذه الوصية . انني محتاج أن تعلمنـي كيـف أكمل هذه الوصية .. بدونك يارب لا استطيع أن أعمـل شيئا. ان كانت تبدو بعض الوصايا صعبة وتظهر بالفكر البشرى انها ربما لا تتناسب مع روح العصر لكن كلمـة الرب تأخذ من أبدية الرب أبدية . ومن قوة وجوده قـوة عمل. وان كانت تبدو مستهزأة من الناس الذين لا يعرفون عمقها لكنني أؤمن انك تستطيع أن تعطيني قوة فأحيا بها. الكتاب المقدس في حياتي هو مخدع . روح المخـدع مرتبطة ارتباط كامل بالوصية وينبغي أن يكون الكتـاب المقدس في حياتي مخدعاً انـسكب فيـه ويبـدأ درسـى بالصلاة وتمتزج قراءاتي بالصلاة ويختتم فصل القـراءة بالصلاة .

ويرتبط الكتاب المقدس في حياتي بروح الصلاة الحقيقية ونحن نحتاج أن يكون الكتاب المقدس مدروسـا بـروح الاختبار.

نحن لا نقرأ الكتاب المقدس لكيما لايمتلئ ذهننا بالمعرفة ، ولكن لكي يمتلئ قلبنا بالحـب . ومـشكلة هـذا الجيـل الحاضر الآن كثيري القراءة وقليلي الاختبار .. فاذا امتلأ الفكر بالمعرفة يمتلئ القلب كبرياء . ونحن لا نريد أن نقرأ فقط ولكن نريد كتابا نعيشه . نحن لا نريد وصـية نعرفها ولكن نريد وصية نختبرها .. نريد مسيحية تعلـن ربنا يسوع المسيح الذي تجهله القلوب الكثيرة.

نحن لا نقرأ لكي نُعلم بل نقرأ لكي نعيش ونريد أن نصل بالناس للمسيح . ليس بالقراءة ولكن بالحياة .

كثيراً ما نقرأ لكيما نظهر لمن هم حولنا اننا صـاحبوا فكر ومدارس . صرنا في جيلنا المعاصر نبتكر مـدارس بينما ليست هناك مدرسة إلا مدرسة ربنا يسوع المسيح . وليس هناك من منهج إلا منهج الكلمة … وليس هنـاك فكر إلا فكر المسيح .. نحن محتاجون أن ندرس الكتـاب المقدس بروح الاختبار وليس بروح الفكر والمعرفة فقط نقرأ لكيما نختبر ونتذوق حلاوة الاختبـار وقبـل أن انتهى من دراستي أسأل نفسي : ما هو الاختبار الجديـد الذي يريدني الرب أن أعيشه في هذا اليوم ؟

نحن نحتاج أن نقرأ الكتاب المقـدس بـروح الخشوع والاتضاع والاحساس بالاحتياج الى الرب .

فمهما كنت قارئاً ومهما كنت ذو معـارف .. وان كنـت مرموقا في فكرك أو في وعظك أو في قيادتك . ينبغـ أن تعرف ما هي حقيقة نفسك ؟

انت انسان محدود وكل مالك هو أيضا محدود وعندما تجلس تحت قدمي الرب هو كامل المعرفة .. قل له يارب أنا محتاج أن أتعلم لن أتركك إن لم تباركني ! .

ثانياً : نقرأ بروح الاتضاع والخشوع :

عندما أدرس الكتاب المقدس أو أسمع كلمة الرب أحتـاج أن يكون في قلبي روح الخشوع والاتضاع .. نحتاج الى كلمة الرب المعاشة بروح الاتضاع والخشوع ، لذلك في مخدعك احرص أن تقرأ بخـشوع حتـى فـي جلوسك تجلس في وقار.

ثالثاً : العمق في الدرس :

دراستك للكتاب المقدس دراسة سطحية ، لا تجعلك تنهل من كل ما هو جديد وعتيق … فمهما كنت بسيطا … الله يعطيك اختبارا جديدا فيه .. وإذا قرأ الكتاب المقدس عشر أشخاص في وقت واحد الله يرسل لكل شخص رسـالة خاصة به ، بينما الآية المقروءة آية واحدة.

الله يرسل لك ما تحتاجه أنت شخصيا .. يعطيك اختبـاراً جديدا لذلك لا تعيش على العتيق بل تعيش على الجديـد أيضا . فلا تظن أنك صغير وليس لك القدرة علـى أن تنهل تأملا جديداً ، لأن الرب يعطيك حسب قلبـك بقـدر حبك له . نحن نحتاج أن ندرس الكتاب المقدس ونتعلم كيف أن ندخل في أعماقه .

 لدراسة أي سفر من أسفار الكتاب المقدس يتبع الآتى :

1- أقرأ مقدمة السفر وكاتب السفر
2- أين كتب السفر ؟ .
3- ظروف كتابة السفر
4- ما المشكلة التي يعالجها السفر ؟
5 ما هي أهم الموضوعات التي يحتويها السفر وهذه توضح الى حد كبير كيف نستفيد من السفر الـذي نقرأه .
فمثلا لو قرأت الرسالة إلى رومية ولم تعـرف لمـاذا كتبت ستقول ” أما البار فبالايمان يحيا ” (رو۱: ۱۷( ولكن معلمنا بولس كان يعالج مشكلة كانت تعيشها الكنيسة إن التبرير ليس بأعمال الناموس بسبب المشكلة التي أثيرت بين اليهود المتنصرين والأمم المتنصرين
6- حاول ان تستفيد بكتب رئيسية في دراسـة الكتـاب المقدس مثل قاموس الكتاب المقدس . فهرس الكتـاب وهذا سيساعدك في الدراسة
7- كتب التفاسير والتأملات يجب أن تكون ارثوذكسية فكرا وروحا .

لا تعتمد على كتب الآخرين اعتماداً كليا ، حاول أن تأخذ لنفسك رسالة شخصية من الرب ، يمكنك أن تقرأ تأملات وتفاسير لكن احرص على أن تنال رسالة شخصية يريـد الرب أن يعلمك إياها كلما تقرأ .

وهذه الرسالة سوف تفرحك وتضمد جرحاً لك وتعطيـك تعزية خاصة وتستطيع أن تنال بركات روحية كثيرة

طرق مختلفة للدراسة

القراءة العامة مقبولة لكنها ليست الوضع الأمثل لأنها ربما لا تعطى فرصة للتأمل لكنك تستطيع أن يكون لك تأملات سفرية .

[1] الطريقة التأملية :

يمكن ان تدرس أسفار العهد الجديد وتتأمل سـفـر سـفر وأصحاح أصحاح . ولكي ما تستفيد بـالأكثر حـاول ان تكتب تأملا في كل يوم وكتابة التأمل كصلاة تعطيـك تعزية كبيرة

[۲] الطريقة الدراسية :

تستطيع أن تتأمل في الكتاب المقدس بطريقة أخرى وهي أن تدرس موضوعات في أسفار معينة . .. أمثلة لهذه الموضوعات

( أ) الخدمة في سفر الأعمال أو البشائر الأربعة
(ب) الكهنوت في رسالة العبرانيين
(جـ) ملامح الأبدية في سفر الرؤيا .
( و) طاعة الايمان في سفر التكوين .
(هـ) قيادة الرب لشعبه في سفر الخروج .

وفهرس الكتاب المقدس يساعدك في هذه الموضوعات

مثال (۱) : في سفر العدد لم تتضح خطية بلعام كما ذكرت في رسالة يهوذا وحينما نضع ما ورد في الاثنين معا ندرك ما هـي أعماق الخطية وثمرتها ولماذا غضب الـرب مـن هـذه الخطية ؟!

مثال(۲) : حياة ابراهيم تحدث الكتاب المقدس عنها ليس فـي سـفر التكوين فقط لكن في اسفار أخرى ذكر ابـراهيم . لـذلك عن طريق الفهرس تستطيع أن تدرس موضوعا أو سفرا معينا وتخرج بموضوعات وتأملات تستطيع أن تعطيـك اختباراً جميلاً ودرساً روحياً في حياتك تستطيع أن تدرس الصوم والتوبة والصلاة فـي الكتـاب المقدس . وتدرس الفداء والذبائح في الكتاب المقدس ولكيما تستطيع أن تستفيد سواء مـن دراسـة الـسفر أو الموضوعات أو الشخصيات بروح التأمل فكتابة تأملاتك وأفكارك تكون مفيدة لك فالدراسة المتجددة تعطيك تذوق وطعام جديد ولكي تستفيد من الكتاب المقدس يكون لك دراسة مستمرة وفي كل مرة تقرأ الكتاب المقدس بروح الصلاة والخشوع والاتضاع وكتابة التأملات نحن نحتاج أن نقدم الكتاب المقدس المعاش والمختبـر والمتجسد فينا .. لكي ما نقدم للجماعة المسيح ولكيمـا يظهر رب المجد يسوع المسيح في حياة أولادنا

[۳] الطريقة العملية :

هذه هي أهم الطرق وتناسب العالم والانسان البسيط نقرأ الاصحاح ببساطة ، ونفهم الوصـايا الالهيـة التـ وردت فيه ونطلب من الرب نعمة لكي ننفذها فعلاً .

مثال: حين أقرأ الآية : ” إن أخطأ اليك اخـوك فاذهـب وعاتبه بينك وبينه وحدكما .” [مت18: 15] اسرع الى صديقي الذي كان قد أخطأ الى وأعاتبـه فـي محبة وأكسبه من جديد .وحين أقـرأ الآيـة :” اسـهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة ” (مت26: 41) .

انظم حیاتی فعلا وأبدأ أن أواظب على الصلاة بأمانة حتى لا أقع في تجربة . هذه كانت طريقة آبائنا القديسين بسبب طاعة الوصية صاروا قديسن .. أناجيل مقروءة وبـشارة حية .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى