غاية إرسال الله الكتب المقدسة
العظة التاسعة والثلاثون من العظات الخمسون للقديس أنبا مقار
[لماذا أعطيد لنا الكتب الإلهية من الله ]
١- كأنما ملك يكتب رسائل للذين يرغب في أن يغدق عليهم امتیازات وعطايا خاصة ، فيشير للجميع أن “اجتهدوا أن تأتوا إلى سريعاً، كي تنالوا مني عطاياي الملوكية” . فإذا لم يمضوا ويأخذوها ، فما استفادوا شيئاً من قراءتهم الرسائل، بل بالحري باتوا مستوجبين الموت لأنهم لم يشاءوا أن يمضوا ويُؤهَّلوا للكرامة من يد الملك ؛ هكذا أيضاً الله ، الملك ، أرسل الكتب الإلهية للبشر ، كمثل رسائل ، قاصداً بها أن يطلبوا إليه ويسألوه مؤمنين فينالوا عطية سماوية من جوهر لاهوته ، لأنه مكتوب : « لكي نصير شركاء الطبيعة الإلهية » ( 2 بط 1: 4 ) . أما إذا لم يتقدم الإنسان ويسأل وينل ، فما استفاد شيئاً من قراءة الكتب المقدسة بل بالحري بات مستوجباً الموت ، لأنه لم يشأ أن ينال من لدُن الملك السماوي عطية الحياة ، التي بدونها لا يمكن الحصول على الحياة ، التي هي المسيح ، الذي له المجد إلى الأهور .
- من كتاب العظات الخمسون للقديس أنبا مقار
- لقراءة العظات كاملة في مقالات منفصلة إضغط هنا – العظات الخمسون للقديس أنبا مقار