قاوموا إبليس فيهرب منكم

 

” قاوموا إبليس فيهرب منكم” (يع 4: 7)

أما كيف يكون هذا فهو على وجهين : الأول سلبي والثاني إيجابي :

السلبي : هو ألا نسمع لمشورته ولا نقبل منه نصيحة . لا نغضب لأنه أبو الغضب . لا نحقد لأنه سيد الحقد . لا نعادي لأنه هو العدو وأبو العداوة . لا نكذب لأنه هو الكذاب وأبو كل كذاب . لا نسرق لأنه اللص ومعلم اللصوص . لا نشتهي النجاسة لأنه هو النجس ومصدر كل نجاسة . لا نحسد لأنه هو الحسود، الذي بحسده أدخل الموت إلى العالم.

الشيطان هو القطب السالبي في العالم الذي يقبض على كل مظاهر العالم. وهو يعرض عليك أمجاده من جمال ومال وعظمة ومجد وفخامة ورئاسة وعز ، كل هذا على أساس مقايضة ؛ هو يأخذ منك المسيح والإيمان والرجاء والإنجيل والحب والطهارة والصليب وكل ما هو حق وصدق ، ويعطيك كل ما تريده وأكثر ، فقط اسجد له ، أو قل له : نعم.

وهنا يجيء العمل المسيحي القاطع حين تقول لا! حينئذ يهرب الشيطان ولا يبقى فيه قوة على النقاش ولا منفذ يدخل منه إليك ، وهو يكرر رجاءه وإغراءاته وأنت تكرر لاءاتك لا . لا . لا . لن أفرط في طهارتي ، لن أفرط في إنجيلي ، في مسيحي ، في حياتي الأبدية . مستحيل ، يستحيل!!

هذا هو الشق الإيجابي في مقاومة الشيطان ، إنه سهل للغاية وقوي للغاية وفعَّال للغاية ومختصر للغاية، ولا يحتاج إلى أي عراك أو جهد ، أن تقول من أول نظرة لا ، من أول فكرة لا ، من أول عرض أو إغراء لا . وهنا تُشل حركة الشيطان ويتوقف عن المحاولة ، وحالاً تذوق النصرة وتُمجد الله وتفرح بالمسيح.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى