لا تستغربوا البلوة

 

“لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة” (1 بط 4 : 12)

إن الآلام المعروضة علينا بأنواعها المختلفة التي يقدمها العالم لم تعد للمسيحي مصدر تساؤل . وليس من المقبول أن يقول المسيحي : لماذا أتألم ؟ ولماذا يتركني الله هكذا مظلوماً مهاناً ؟ أو لماذا يسمح لي الله بكل هذه الأمراض والضيقات ؟

الآلام ، وإن كانت طريق الناس كلها ، وهي أمر طبيعي على كل ذي جسد أن يتألم ويحزن ، إلا أن المسيحي – بنوع خاص ۔ قد صارت له هذه كلها وسائل إظهار حبه وطاعته وأمانته وصبره ورجائه ، هذه التي بها ينال الملكوت .

إن آلام المسيح وموته هو الرد على السؤال : لماذا أوجد الله الآلام ، لماذا سمح بالأحزان والأمراض ، لماذا حكم بالموت على الإنسان ؟؟

سيظل أمامنا الألم والحزن لا معنى لهما ، وسؤال لا يمكن أن نجد له حلاً إيجابياً أو حتى تعريفاً أو شرحاً؛ إلى أن نتقبلهما وترحب بهما على نمط المسيح . وحينئذ ينكشف لنا معنى جديداً للألم ، ولا نعود نبحث عن حل له . بل نجد أن قبولنا للألم برضا قد صار هو الحل العجيب الذي يوصلنا إلى الشعور بالسعادة والتلذذ بمعنى جديد من معاني الحب .

وحينئذ سوف ندرك أن الألم وما يصاحبه من الحزن والمرض والضيق والظلم ، ليس من ثمن أو جزاء نناله من احتماله ، أعظم من الشعور بالنصرة على الألم كمشكلة ، والذي هو صورة العالم الحاضر .
و ففي الحقيقة إن الذي يستطيع أن يحتمل الألم بشكر وفرح ، يكون في الواقع قد انتصر على العالم كله . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى