هؤلاء عاشوا مع الرب فشهدوا له

“الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ…” (1يو1 :1-2).
ولكي نستطيع أن نشهد ونخبركم نحتاج إلى قوة.. كيف؟
“َلكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ” (أع8:1).
 المقصود بعبارة (شهد) أي من سمع ورأى وتلامس مع الرب يسوع، ومن ثـم أخبـر بمـا رأى وسمع وتلامس، بتقديم القدوة فى السلوك، وكذا التصرفات، وبالأعمال الصالحة، وذلك بعـد أن تأثر وتغير هو نفسه، ومن ثم يسـتطيع أن يـؤثر ويغيـر في الآخـرين.. مستمداً القوة من الرب يسوع ومــن الــروح القــدس العامــل فيــه، حيــث عاصــر التلاميــذ والرســل، وكثيــرين أيــام التجســد الإلهي للـــرب يســـوع وآلامـــه وصـــلبه وموتـــه وقيامتـــه وظهوراتـــه وصعوده، ووعـــده لهـــم بالروح القدس، وحــدوث هــذا الوعــد فعــلا والمــلء بــه، وكــل هــؤلاء شــهدوا لأنهــم رأوا وســمعوا وتلامســوا وعاشوا مع الرب يسوع.

تعــالوا بنــا نتأمل، لأمثلــة عاشــت قريبة جد ًا من الرب يسوع، وشهدت له لفائدتنا وتغييرنا لنثمر ” مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين” (مت 13 :23)


 1- السامرية المرأة (يو 4: 5-26)

تلـك المـرأة الخاطئـة التي كانـت تتعمـد المجيء إلى البئـر وقـت الظهيـرة حتـى لا يراهـا أحـد مـن النـاس، لمـا يعرفونه عنها من الشرور، ولكن حينما تقابلت مـع رب المجـــد تغيـــرت كـــل حياتهـــا، فتركـــت جرتهـــا ومضـــت إلـــى ِ المدينة وقالت للناس: ” هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.” (يو 30-29 :4). 

2- المرأة نازفة الدم (مت 9: 20-22):

نازفة الدم كان لها أثنى عشرة سنة تحاول العلاج ولـم تســـتطيع، لجـــأت للـــرب يســـوع وكانـــت تـــؤمن بـــأن مجـــرد لمــس طــرف هــدب ثوبــه سيشــفيها، وفعلــت هــذا وشــفيت، وأراد الســيد المســـيح تجديـــد إيمـــان هــذه أ المرة، فـــأعلن مـــا فعلته أمام الجموع.
 وتعلمنا الكنيسة عند دخولنا وبعد سـجودنا أمـام الهيكـل، نّقبـل سـتر الهيكـل لتشـفى أمراضـنا  كما لمست نازفة الدم هدب ثوبه فشفيت تماماً.


3- لونجينوس الجندى:

كـــان يوناني الجـــنس مـــن أحد بلاد كبادوكيا. ولما ملك طيباريوس قيصـر وعـين بـيلاطس البنطى والياً على أرض اليهودية، كان لونجينوس أحد الجنود الذين رافقوه. فلما أتى الوقـت الـذى شاء فيه الرب يسوع أن يخلص الخليقة، كان لونجينوس أحـد الجنـود الـذين تولـوا أمـر صـلب رب المجد.

وحــدث أنــه بعــد أن أســلم الســيد المســيح روحه، أن طعنه لونجنيــوس بحربــة فــى جنبــه فخــرج منــه دم ومــاء فتعجــب مــن ذلــك (يو 34:19), وزاد عجبــه لمــا شــاهد أن الشــمس أظلمــت, وانقســام حجــاب الهيكــل, وتشــقق الصــخور, وقيــام المــوتى مــن القبــور, ولمــا أخــذ يوســف الرامــى جسد المخلص وكفنه ووضعه في القبـر, كـان لونجنيـوس حاضـراً وقـت خـتم القبـر, فـأمن علـى يد الرسول بطرس وترك الجندية وذهب إلى بلده الكبادوك وبشر فيها بالسيد المسيح.
ولما سمع بيلاطس كتب عنه إلى طيباريوس، فأمر بقطع رأسه ونال إكليل الشهادة.

4- اللص اليمين :

ذاك اللص والسارق الذى كانت حياته بعيدة عن كل عمل صالح، وبعيـدة عن وصايا الناموس, وكان يرافقه لص أخر(مت 38:27)، فكانا اللصان يعايرانه، ولكن عنـدما نظـــر إلـى رب المجد ورأى حنانه وصمته وطلبـه الغفـران لصـالبيه, فكانـت هي السـبب في تغييـر حياتـه وطلـب الصـفح والغفـران من الرب يسوع قائلاً أمام الجميـع : “اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك” (لو 42:23), فنال الخلاص حينما نظر إليه رب المجد نظرة الأب الحاني المملوء بالحب لكـل العـالم، قـائلاً لــه: ” إنك اليوم تكون معي في الفردوس” (لو 43:23) وفــى هــذه اللحظــة افترق اللصين، فقد أصبح اللص اليمين مع المختارين.

5- القديسة مريم المجدلية:

? يذكر البشــير مارمرقس أن الـرب يسـوع قــــد أخـــرج منهــــا سبعة شياطين (مر 9:16).
? وقـد أحبـت المسـيح وتبعتـه أينما ذهـب لتسـمع منه كلمات النعمة.
? كانـت محبتهـا للـرب يسـوع مصـحوبة بمحبـة عمليـة أى بتقـديم المـال وخدمتـــــه، وكانـــــت تلـك الأعمـــــال قـــــد قربتهـــــا مــن القديســــات الأخريــــات: مثــــل ســــالومى والعــــذراء مــــريم، ومـريم زوجة كلوبـا
,(مر 15: 40) ,(يو 19:25) ,(لو23: 49) , (مت 27: 55-56)
ً ? سارت مع الرب يسوع في طريق الآلام حتى الصليب, ,وعند القبر أيضا باكراً يوم الأحد مع المريمات حاملات الأطياب.
ورأت القبر فارغاً  كما رأت الملاكين المباركين اللذين أعلنا لها حقيقة القيامة (مت 5:28) ,  ورجعت بمفردها للقبر حين رأت الرب يسوع وظنته البستاني، فناداها باسمها فقالت له: ” مُعلم”، ودار حوار مع يسوع، ثم ذهبت وأخبرت التلاميذ بكل ما رأت وسمعت (يو20: 11-18).
ويـذكر تقليـد قـديم أن الوالي بـيلاطس سـألها: كيــف قـام المسـيح والحجــر علـى القبـر فقالت: وكيف يخرج الكتكوت من البيضة.
? ورقدت فى الرب بسلام بعد خدمة حافلة فى كرم الرب يوم 28 أبيب.

6- القديس بطرس الرسول:

? وكان هـذا التلميـــذ يسـمى سمعان، واسـم أخيه أنـدراوس، وهـو من بيـت صـــيدا، وكانـــت مهنته الصيد (مت 17:16).
? وبطرس هو اسم يونانى معناه (صخرة) يقابلها في العربية (صفا).
? رأى ســلطان الــرب يســوع علــى شــفاء الأمــراض، عنــدما شــفى حماتــه (لو 38:4-39). ورأى سلطانه على إقامة الموتى عندما أقام ابنة يايرس (مر 5: 22 ، 35-43), وسـلطانه على الطبيعة عندما مشى على الماء (مت 39:14).
? اسـتخدم العنـف للدفاع عن الرب يسوع لحظة القبض عليه، بأن اسـتل سـيفه وضـرب عبـد رئـيس الكهنـة “ملخــس” فقطــع أذنــه (يو 10:18), ولكــن الــرب يســوع قــال لــه: ” رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ ” (مت 26: 52) , ولمس الرب يسوع أذنه وأبرأها (لو 51:22).
? فــى لحظــة ضــعف أنكــر ســيده ثــلاث مــرات، ولكــن نظــرة العتــاب مــن الــرب يســوع جعلتــه يخرج إلى الخارج ” وبكى بُكاءً مُراً” (لو62:22). 
? بعد حلول الروح القـدس نـراه يتحـدث فـى عظـة عـن رب المجـد يسـوع، فينضـم للكنيسـة ثلاثـة آلاف (أع41:2) , ومرة أخرى ينضم خمسة آلاف (أع 4 :4) وفتح باب الخـلاص للأمـم فـى موضــوع كرنيليــوس (أع 10), وشــفى اينيــاس (أع9: 33-35 ), وأقــام طابيثــا مــن المــوت (أع 9: 36-42).

? كتــب رســالتين الأولــى:لتشــديد الإيمــان وســط التجــارب وإنعاش روح الرجــاء , أمــا الرســالة الثانية فلتحذير من التعاليم الزائفة والتمسك بالإيمان.


نريد أن نرى يسوع:
نحن لم نرى السيد المسيح بالجسد، فكيف يمكن تحقيق هذا الهدف؟
ْ يبدأ ذلــك بــالإيمــان، فالكتــاب يقــول: “‘طوبى للذين آمنوا ولم يروا” (يو 20: 29). فسماع صوته من كلام الإنجيل، وحفظ وصاياه وذلك بالقراءة اليومية.
أما التلامس مع الرب يسوع فيكون من خـلال سـر التنـاول، والحضـور المنـتظم للكنيسـة، فيؤثر كـل ذلـك فـى الأقـوال والأعمـال والسـلوكيات التي نشـهد بهـا للسـيد المسـيح فـى كـل جوانب الحياة, مع الأسرة والكنيسة والمجتمع والوطن. 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى