تفسير المزمور 4 للقديس أغسطينوس
عظة في المزمور الرابع
السعادة الحقيقية
في هذا النشيد، يبين النبي الروح التي تتسامى فوق الخيور الأرضية، لتجد في الله الراحة والسعادة.
۱ – «للغاية، نشید مزمور لداود » (٤: ١) “غاية الشريعه هي من المسيح لتبرير كل المؤمنين به” (رو ۱۰: ٤)؛ لكن هذه الغاية تحمل معنى الكمال لا الدمار. بوسعنا أن نتساءل إذا كان كل نشيد مزمورا ؛ أو بالأحرى إذا كان المزمور ليس بنشيد ؛ أو إذا كان ثمة أناشيد لا ينطبق عليه اسم المزمور، ومزامير لا تجوز تسميتها بالأناشيد. لكن، الفائدة أن نرى، في الكتب المقدّسة، إذا كانت صفة النشيد. تدلّ على الفرح، وصفة المزمور تدلّ على أناشيد تُرنّم على المزمار الذي استعمله داود، بحب رواية التاريخ، ليُصوّر سرًّا عظيما، لن نتعمق هنا في هذا الموضوع ؛ فإنّه يتطلب أبحاثا طويلة، ونقاشا مستفيضا. ولنصغ اليوم إلى كلام الإنسان – الإله بعد قيامته أو إلى كلام تلميذ الكنيسة الذي يؤمن به ويتوكل عليه .
٢- «دعوت فاستجابني إلهُ بِرِّي» (٤: ٢). يقول : صلاتي استجابها الله ، إله بري . في الضيق فرّجتَ قلبي»، عبرت بي من الشدّة إلى رحب الفرح ؛ فالشدّة نصيب نفس كل امرئ يصنع الشر» (رو ٢: ٩). لكنّ الذي يقول : “لا بل نفتخر بشدائدِنا لعلمنا أن الشدّة تلد الصبر”. إلى أن يقول : “لأنّ محبّة الله أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وهب لنا” (رو ٥: ٣-٥) ؛ إنّ الذي يقول هذا، لا يُقاسي شدائد القلب، مهما ضايقه أعداء الخارج. بصيغة الغائب، يقول النبي «استجابني إله برّي»، وبصيغة المخاطب يعود فيقول: «في الضيق فرّجتَ قلبي». إذا لم يكن تبدّل الصيغة هذا بهدف التنوع أو الزخرفة في الخطاب، فبوسعنا أن نعجب أن يكون أراد، أوّلا، أن يُعلن أمام الناس أنه استجيب، ثم يعود فيُخاطبُ المُحسن إليه. لا شك في أنه بعد أن قال إنّه استُجيب بانفراج قلبه، آثر أن يُكلم الله، لكي يُثبت لنا أن الله ، إذ فرّج القلب، أفاض نفسه في الروح التي تُخاطبه في الداخل. وهذا ينطبق بصورة كاملة على المؤمن بيسوع المسيح، المستنير به؛ لكنّي لا أرى كيف يمكن أن نطبقه على ربنا يسوع المسيح، ما دامت الحكمة الإلهية المتحدة بإنسانيته، لم تفارقه لحظةً . ومع ذلك، كان يُبرِزُ، في الصلاة، ضعفنا لا ضعفه؛ كذلك فإنّ ربّنا الذي فرج قلبنا ، بوسعه أن يتكلّم باسم المؤمنين الذين يتلبس دورهم حين يقول: «جعت فلم تطعموني ؛ وعطشتُ فلم تسقوني» (مت ٢٥: ٤٢). كذلك، بوسع ربّنا أن يقول : فرّجتَ قلبي»، عندما يتكلّم باسم مؤمن وضيع يُكلّم الله الذي يشعر بمحبته تفيض في روحه، بالروح القدس الذي وهب له فارحمني واسمع صلاتي». لم هذا الدعاء الجديد، ما دام سبق أن استجيب وفُرّجَ قلبه؟ أيكون ذلك بسببنا نحن الذين قيل فينا : إذا كنا نرجو ما لا نراه فبالصبر ننتظره» (رو ۸: ٢٥) . أم لعلّه يسأل الله أن يُكمل ما بدأه في من آمن؟
٣- يا بني البشر، حتّامَ تثقُل قلوبكم؟ (٤ : ٣ السبعينية). أقله، إذا طال ضلالكم إلى حين مجيء ابن الله ، فلِمَ تُطيلون سُبات أرواحكم؟ متى تكفون عن خداع أنفسكم، إن لم تكفّوا عن خداعها أمام الحقيقة؟ تحبّون الباطل وتبتغون الكذب. لم تطلبون في الأمور الزهيدة سعادة لا توفّرها إلا الحقيقة، التي توفّر المنعة لكلّ ما تبقى؟ «باطل الأباطيل كلّ شيء باطل، أي فائدة للبشر من جميع تعبهم الذي يُعانونه تحت الشمس؟» (جا ۱ : ۲-۳) لماذا تتركون أنفُسَكم فريسة حب الخيور الفانية؟ لم السعي وراء خيور لا قيمة لها؟ باطل هذا وكذب! لأنكم تزعمون أنكم تطيلون فيكم عمر ما لا يلبث أن يعبر كالظل.
٤ – “إعلموا أن الربّ مجّدَ صفيه” (٤: ٤). وأي صفي، إن لم يكن ذاك الذي أقامه من بين الأموات، وأجلسه عن يمينه في السموات؟ هنا، يحثّ النبي البشر على الإنسلاخ عن العالم للإلتصاق بالله . إذا كان هذا الأسلوب في الكلام يبدو مستغربا، لكنه مألوف في لغة الأنبياء في الكتب المقدّسة. فغالبًا ما ترونهم يبدأون على هذا النحو: «يقول الربّ…»، «كانت إلي كلمة الربّ . . .»؛ ولعلّ هذا الأسلوب الذي لا تسبقه أية فكرة ولا تتبعه الفكرة التالية، يُظهر لنا الإنتقال الرائع بين نقل الحقيقة بفم النبي، والرؤية التي يمتلكها في روحه. إلا أن بوسعنا أن نقول إنّ الفكرة الأولى «لماذا تحبّون الباطل وتبتغون الكذب تعني : إحترزوا ألّا تحبّوا الباطل وتسعوا وراء الكذب؛ وبعدها تأتي في محلها المناسب عبارة «واعلموا أنّ الرّبّ مجد صفيه». لكن هناك فاصلا «سلاه»، بين الآيتين، يحول دون ربطهما معا . يرى بعضُهم أنه بوسعنا أن نعتبر لفظة «سلام» كلمة عبرية تعني «آمين»، فيما يرى آخرون أنّها لفظة يونانية تدلّ على استراحة في ترنيم المزمور، فنُسمّي النشيد مزمورا، و«سلاه» مسافة الصمت في الترنيم، أو نُسمّي التنغيم اتحاد الأصوات في سنفونية، و«سلاه» تفككها أو استراحتها أو عدم تواصلها. وأيا يكن المعنى الذي نعتمده، ينتج عنه أقله هذا الإحتمال بأنّ المعنى ينقطع بعد «سلاه» ولا يعود متصلا بما قبله.
ه – “الرب يستجيبني إذا دعوتُ إليه” (٤: ٤). هذا القول يبدو لي حضًا على طلب معونة الله ، بكلّ ما في قلبنا من قوة، أو بالأحرى بنواح داخلي لا يُسمع له صخب وكما أنّ شكر الله واجب على عطية النور في هذه الحياة، فواجب أيضًا أن نسأله الراحة بعد الموت. فإذا وضعنا هذه الكلمات على فم الواعظ المؤمن، أو على لسان الرب يسوع، فإنها تعني : يستجيبك الرب عندما تدعوه».
٦ – «إسخطوا ولا تخطأوا» (٤: ٥) . كان بوسعنا أن نتساءل : من يستحق أن يُستجاب وكيف لا يفيد الخاطئ أن يُخاطب الله؟ يُجيب النبي: «إسخطوا ولا تخطأوا». وهو جواب يمكن أن يُفهم على نحوين. فإما : لا تخطأوا حتى في سُخطكم»، أي: إذا ثارت فيكم حركة الروح التي لا تُكبَح بمعاقبة الخطيئة، فلنندّد بها، على الأقل، بواسطة العقل، أي بتلك الروح التي جدّدها الله في داخلنا، لكيما نخضع، أقله بالروح، لشريعة الله، إذا كنا لا نزال نخضع بالجسد لشريعة الخطيئة (رو ٧: ۲٥) ؛ وإما : توبوا واسخطوا على أنفسكم، بفعل ما مضى من فسادِكم ولا تخطأوا في المستقبل». «تكلّموا في قلوبكم : تضرّعوا واسألوا ؛ فتكون الفكرة الكاملة على الشكل التالي: قولوا في قلوبكم ما تقولون ولا تكونوا شعبا قيل عنه: “هذا الشعب يُكرمني بشفتيه وقلبه بعيد منّي” (إش ۲۹: ۱۳). وفي خفاء مضاجعكم كونوا صامتين (٤: ٥) سبق أن قال النبي بالمعنى نفسه : في قلوبكم، أي في تلك الأماكن الخفيّة التي يدعونا الربّ إلى الصلاة فيها بعد أن نكون أوصدنا أبوابها (مت ٦: ٦) . هذه النصيحة : “كونوا صامتين”، إمّا أنّها توصي بألم التوبة الذي يحملُ النفس على التفجع، وعلى تأديب نفسها، لكي تنجو من حكم الله الذي قد يقضي عليها بالعذاب، وإما أنّها تشكّل حافزا يُبقينا يقظين، لكي نتمتع بنور المسيح. وبدل عبارة «توبوا»، يُفضّل آخرون عبارة «إنفتحوا» بسبب الكلمة اليونانية التي يتصل معناها بفُرجة القلب الضرورية لإفاضة المحبّة بالروح القدس.
٧- «ذبيحة بر اذبحوا، وارجوا الربّ» (٤ : ٦). قال صاحب المزامير في مكانٍ آخر: «الذبيحة التي يستسيغها الله قلب منسحق» (مز ٥٠: ١٩). وهكذا فإنّ ذبيحة البرّ يُمكن فهمها على أنها الذبيحة التي تُقرّبها نفس تائبة. وأيّ شيءٍ أبرُّ من أن يسخط المرء على خطاياه لا على خطايا الآخرين، وأن يُقرّب نفسه ذبيحة الله بتأديب نفسه؟ أم أنّ علينا أن نفهم بذبيحة البِرّ الأعمال الصالحة بعد التوبة؟ ذاك أن الـ «سلاه الموضوعة هنا يُمكن أن تشير إلى الإنتقال من الحياة الماضية إلى حياة جديدة، حتى إذا دُمّر الإنسان العتيق، أو أعنته التوبة، قرّب الإنسان المتجدّد لله ذبيحة برّ، إذ يُقرّب نفسه المطهرة ذبيحة على مائدة الإيمان، لتأكلها النار الإلهية، أي الروح القدس. وعليه فإن عبارة «ذبيحة بر اذبحوا وارجوا الربّ»، يُمكن أن تُقال: عيشوا في القداسة، وانتظروا عطيّة الروح القدس لكي تستنيروا بتلك الحقيقة التي بها آمنتُم.
– لكن عبارة أُرجوا الربّ لا تزال غامضة. ما ترانا نرجو سوى الخيور؟ لكنّ كلاً منا يُريد أن ينال من الله الخير الذي يُفضّله، ونادرا ما نجد إنسانًا يطمع في خيور غير منظورة، خيور الإنسان الداخلي التي وحدها تستحق أن نتعلّق بها، من حيثُ أن الخيور الأخرى لا نطلبها إلا في العوز. فبعد أن قال النبي: «أُرجوا الربّ»، أضاف، بملء الحق : «كثيرون يقولون : من يُرينا الخير» (٤ : ٦) . وهذا ما نسمعه يوميًا من أفواه الحمقى والأشرار الذين يريدون التمتع في هذه الحياة الدنيا بسلام وسكينة يمنعهم عنهما خبتُ البشر. وفي عمههم يتجرأون على اتهام العناية الإلهية ويتمرّغون في آثامهم، ويحسبون أنّ الحاضر أسوأ من الماضي. أو أنّهم يُقابلون وعود الله بالحياة المقبلة بالشك واليأس، ولا ينفكون يُردّدون من لنا بمن يطمئننا إلى صحة هذا القول، أو من ذا عاد من بين الأموات ليكلمنا فيه؟ وهنا، يعرض النبي، بشكل رائع وبكلمات قليلة، لكن فقط بعيني الإيمان، الخيور التي ينبغي أن نطلبها . أما الذين يسألون : من يُرينا الخير؟»، فيُجيبهم : “نور وجهك منطبع فينا ، أيها الربّ” ( ٤ : ٧). ذاك النور الذي يُشع في الروح لا في الأعين هو الخير الحقيقي للإنسان. إنّه منطبع فينا، يقول النبي، كما صورة الملك على الدينار فالإنسان خُلق على صورة الله ومثاله (تك ١: ٢٦)، وتلك الصورة شوّهتها الخطيئة؛ وبالتالي فإنّ الخير الحقيقي الثابت هو في أن يكون الإنسان موسوما بالولادة الجديدة. ذاك هو، برأيي المعنى الذي أعطاه المفسرون الحكماء لما قاله الربّ، عندما رأى عملة قيصر : “أوفوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله” (مت ۲۲: ۲۱)، كمن يقول : إنّ الله يطلب أن تكون صورته مطبوعةً فيكم كما هي حال صورة قيصر على عمليه، فإن أوفيتُم قيصر عملته، أوفوا الرب نفسكم الموسومة بنور وجهه. “أنشأت فرحًا في قلبي” (٤: ۸). ليس على الفاتري القلوب أن يسعوا في طلب الفرح في الخارج، بل في الداخل، حيث طبع الله علامة نوره لأنّ الرسول قال : “المسيح يسكن الإنسان الداخلي ” (راجع أف ۳: ١٧)، الذي يعود إليه أن يرى تلك الحقيقة التي قال عنها المخلّص : «أنا الطريق والحق والحياة» (يو ١٤: ٦) . تكلّم المسيح بفم بولس حين قال: «ألعلكم تبتغون أن تختبروا إن كان المسيح هو الذي يتكلّم في؟» (۲كو ۱۳: ۳). هذا ولم يكن خطابه خارجيًا بل في أعماق القلب، في ذلك المخدع الخفي الذي يجب أن ندخل إليه لنصلي. (مت ٦: ٦).
۹ – لكن، كثيرون هم الناس الذين تفتنهم الخيور الزمنية، لأنهم عاجزون عن رؤية الخيور الحقيقية الثابتة في قلوبهم، وما عرفوا سوى أن يسألوا : «من يُرينا الخير؟» بحقِّ، إذًا، نستطيع أن نُطبق عليهم الآية التالية : «تكاثروا على جمع حنطيهم وخمرتهم ودهنهم» (٤ : ٨). وليس عبثًا أن يجري الكلام عن حنطيهم وخمرتهم ودهنهم»؛ فهناك حنطة الله «الخبز الحي النازل من السماء (يو ٦: ٥١)، وهناك خمرة الله لأنهم يرتوون من فيض بيته (مز ۳۵: ۹)؛ وهناك أيضًا دُهِنُ الله الذي قيل فيه: «دهنك عطّر (رأسي» (مز ٢٢: ٥). الناس الكثيرون الذين يقولون: «من يُرينا الخير؟»، ولا يرَوْنَ ملكوت الله الموجود في نفوسهم (لو ۱۷: ۲۲)، «تكاثروا على جمع حنطتهم وخمرتهم ودهنهم». قد لا تعني الكثرة الفيض أحيانًا، بل الشح، حين تضطرم النفس حبا بالشهوات الزمنية، ولا يرتوي ظمأها، فتغدو فريسة للإفكار المضطربة التي تنهشُها وتمنعها من إدراك الخير الحقيقي البسيط. في نفس على هذه الحال قيل : “الجسد الفاسدُ يُنقلُ النفس، وهذا المسكن الأرضي يُرهق العقل بكثرة الهموم” (حكمة ٩: ١٥). والنفس التي تتنازعُها كثرة الأوهام التي تتسبب لها بها الخيور الأرضية، باقترابها منها وابتعادها عنها بلا هوادة، أو يتسبب لها بها جمع حنطتها وخمرتها ودهنها، أبعد من أن تُتِمّ هذه الوصية: أحبّوا العدل يا قضاة الأرض، واعتقدوا في الربّ خيرًا والتمسوه بقلب سليم» (حكمة ١: ١). سلامة القلب هذه لا تتوافق مع همومه الكثيرة. لكن، في مقابل كثرة الناس هؤلاء الذين يتهافتون على مغريات الخيور الأرضية ويقولون : من يُرينا الخير؟»، الذي لا نراه قط بالأعيُن، بل ينبغي التماسه بالقلب السليم، يقول الإنسان المؤمن بوجدٍ : بالسلام أضجعُ في الرب وأستريح» (٤ : ۹). والحال، فإنّ له الحق في أن يأمل بأن يتغرّب قلبه عن الأشياء الفانية، وينسى شقاء هذا العالم وهمومه، وهذا ما يسميه النبي، بحق، نوما وراحةً وصورة لذاك السلام الذي لا يعتريه قلق. لكن خيرًا كهذا لا يكون في هذه الحياة، وعلينا أن ننتظره بعد الموت، كما تُخبرنا كلمات النبي التي تُفهم بصيغة المستقبل (سأضجع وسأستريح)، لا بصيغة الماضي ولا الحاضر. فيلبس الجسد الفاسد عدم الفساد، وتبتلعُ الغلبة الموت (۱كو ١٥: ٥٤) من هنا كلمة الرسول: ««إذا كنا نرجو ما لا نراه فبالصبر ننتظره» (رو ٨: ٢٥).
۱۰ – وأصاب النبي حين أضاف: «لأنك أنت وحدك يا ربّ خصصتني فثبتني على الرجاء (٤: ٩) لا يقول : سوف تُثبتني، بلّ ثبتني. فمن أدرك رجاءً كهذا سوف يتمتع بالتأكيد، بما رجاه. وكلمة «خصصتني» ملأى بالمعاني، لأنها تتعارض مع ذلك الحشد المتألب على جمع حنطيه وخمرته ودهنه، والذي يصرخ: «من يُرينا الخير؟» هذا الحشد سيهلك، أما الوحدة فباقية في القديسين الذين قيل فيهم في أعمال الرسل : وكان لجمهورِ المؤمنين قلب واحد ونفس واحدة» (٤ : ٣٢). إذا ، ينبغي اعتناق التميّز والبساطة، أي الإبتعاد عنذ ذلك الحشد الذي لا يُحصى من الخيور الأرضية التي ما إن تولد حتى تموت؛ والتعلق بالواحد الأزلي، إن كنا راغبين في الاتحاد بالله ربنا.