ختم الروح القدس (سر التثبيت)

 من كتاب المعمودية: الأصول الأولى للمسيحية 
للأب متى المسكين

الفصل الثاني
الجزء التقليدي

أ المعمودية من واقع الإنجيل وسفر الأعمال والرسائل 
7 – ختم الروح القدس
(سر التثبيت)

 

  • بينما في المعمودية ينال المعَمَّد هبة مغفرة الخطايا والتجديد لحياة مسيحية قائمة مع المسيح بواسطة حلول الروح القدس الملازم لمعمودية الماء؛ إلاَّ أنه في سر التثبيت بالميرون المقدَّس تنال النفس عطية الروح القدس للسكنى والإقامة في هيكل الإنسان الجديد لملء حياة المعمَّد بمواهب الروح.
  • ومعلوم أنه في الكنيسة الأُولى كان سر التثبيت، الذي يُجرى على المعمَّد في هذه الأيام الأخيرة بزيت الميرون، كان يُجرى ويُمارس على المعمَّد برسم الصليب على الجبهة ثمَّ بوضع يد الأسقف أو الكهنوت حيث يُعطَى الروح القدس بكل مواهبه، حتى أنه بوضع اليد كان يحصل المعمَّد على التكلُّم بالألسن في الحال.
  • ويُلاحَظ أن وضع اليد إجراء سرِّي كان منفصلاً عن المعمودية ولكن مُكمِّلاً لها، كما هو ظاهر في (أع 14:8-17): » ولمَّا سمع الرسل الذين في أُورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا اللذين لمَّا نزلا صلَّيا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس، لأنه لم يكن قد حلَّ بعد على أحد منهم. غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس «
  • كذلك يمكن أن نجيز في (2تي 6:1) أنها حالة وضع يد لقبول الروح القدس: » فلهذا السبب أذكِّرك أن تضرم أيضاً موهبة الله التي فيك بوضع يديَّ « ويُلاحَظ أنها وضع اليدين.
  • ولكن يوجد شواهد كثيرة تثبت أنه كانت هناك مسحة أو ختم بالروح القدس التي تشير إمَّا إلى وضع اليد فقط أو معها المسحة بالميرون.

+ » ولكن الذي يثبِّتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله. الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا. «(2كو 1: 21و22)

ومعروف منذ العهد القديم أن المسحة كانت بقرن الدهن وحلول الروح القدس، ولو أن
المسيح قد قبل مسحة بالروح القدس فقط.

+ » وأمَّا أنتم فلكم مسحةٌ من القدوس وتعلمون كل شيءٍ … وأمَّا أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتةٌ فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلِّمكم أحدٌ، بل كما تعلِّمكم هذه المسحة عينها عن كل شيءٍ، وهي حقٌّ وليست كذباً. كما علَّمتكم تثبتون فيه «(1يو 2: 20و27)

+ » الذي فيه أيضاً أنتم، إذ سمِعتُم كلمة الحقِّ، إنجيل خلاصِكُم، الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتِمتُم بروح الموعد القدوس. «(أف 13:1)

+ » ولا تُحزِنُوا روحَ الله القدوس الذي به خُتِمْتُم ليومِ الفداءِ. «(أف 30:4)

والمعروف أن طقس المسحة unction كان يُجرى في الكنيسة الأُولى منذ الأيام الأُولى. وهناك إشارة ضمنية على أن قبول الروح القدس كان له إجراء خاص بعد المعمودية وذلك من قول بطرس الرسول: » توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس «(أع 38:2). كذلك نجد في كلام بولس الرسول تفريقاً بين المعمودية وقبول الروح القدس فيها وسقي الروح القدس بعدها (1كو 13:12): » لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد، يهوداً كنَّا أم يونانيين، عبيداً أم أحرار. وجميعنا سقينا روحاً واحداً «

فاصل

ملخَّص تعاليم العهد الجديد عن المعمودية كتب الأب متى المسكين معمودية الأطفال – شهادة الآباء 
كتاب المعمودية الأصول الأولى للمسيحية
المكتبة المسيحية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى