سر الميرون

اسماء السر :

سر الميرون أو المسحة المقدسة أو سر التثبيت أو ختم موهبة الروح القدس أو وضع الأيادي أو سر حلول الروح القدس.

 

تعريف السر 

هو سر حلول الروح القدس على المؤمن المعمد للتثبيت .

و هو سر مقدس به ننال ختم وحلول وسكنى موهبة الروح القدس عن طريق الرشم بزيت الميرون بواسطة کاهن شرعی

ترتيبه بين الأسرار : هو سر مرتبط بالمعمودية يتم مباشرة بعد التغطيس على اسم الأب والابن والروح القدس، فيه يُمسح المعمد بالميرون المقدس أو بتعبير ليتورجي ، يختم بالميرون المقدس .

الميرون

كلمة يونانية معناها دهن أو طيب أو العطر أو الزيت المعطر.
 وتطلق في الاصطلاح الكنسي: على المزيج السائل المركب من نحو 30 صنفاً من الأطياب و العطور كالمر والعود واللبان وزيت الزيتون ( حسب المكونات المذكوره في الكتاب المقدس لدهن المسحه) مضاف اليهم خميرة الميرون بعد تقديسه بالصلاه وقراءة الكتاب المقدس بحضور البابا والاساقفه..

كُلُّ ثِيَابِكَ مُرٌّ وَعُودٌ وَسَلِيخَةٌمِنْ قُصُورِ الْعَاجِ سَرَّتْكَ الأَوْتَارُ” ( مز 45: 8)

“وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «وَأَنْتَ تَأْخُذُ لَكَ أَفْخَرَ الأَطْيَابِ: مُرًّا قَاطِرًا خَمْسَ مِئَةِ شَاقِل، وَقِرْفَةً عَطِرَةً نِصْفَ ذلِكَ: مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَقَصَبَ الذَّرِيرَةِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَسَلِيخَةً خَمْسَ مِئَةٍ بِشَاقِلِ الْقُدْسِ، وَمِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ هِينًا. وَتَصْنَعُهُ دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ. عِطْرَ عِطَارَةٍ صَنْعَةَ الْعَطَّارِ. دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ يَكُونُ. وَتَمْسَحُ بِهِ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ، وَتَابُوتَ الشَّهَادَةِ، وَالْمَائِدَةَ وَكُلَّ آنِيَتِهَا، وَالْمَنَارَةَ وَآنِيَتَهَا، وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ،وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ آنِيَتِهِ، وَالْمِرْحَضَةَ وَقَاعِدَتَهَا. وَتُقَدِّسُهَا فَتَكُونُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ. كُلُّ مَا مَسَّهَا يَكُونُ مُقَدَّسًا. وَتَمْسَحُ هَارُونَ وَبَنِيهِ وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي. (خر 30: 22 – 30)

 

ملخص تاريخه :

استخدم رجال العهد القديم الزيت في تدشين المذابح والأواني والاشخاص وأول من فعل ذلك كان يعقوب حين صب زينأ لتدشين الحجاره وسمى المكان بیت ایل ای بیت الله (تك28 :18)

دهن المسحة صنعه موسي وهارون حسب أمر الرب له لكي بواسطة هذا الدهن (الزيت) يحل روح الله علي الكهنة والأواني المقدسة لخيمة الاجتماع (خر 22:30 – 30)

ثم استخدمه الكهنة والأنبياء في مسح الملوك مثل شاول بن قيس :”فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قِنِّينَةَ الدُّهْنِ وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقَبَّلَهُ وَقَالَ: «أَلَيْسَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَسَحَكَ عَلَى مِيرَاثِهِ رَئِيسًا؟” (1 صمو 10 :1)

داود بن يسي: “فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا.. ” (1صمو16: 13)

سليمان بن داود: “وقَالَ الْمَلِكُ دَاوُدُ: «اُدْعُ لِي صَادُوقَ الْكَاهِنَ وَنَاثَانَ النَّبِيَّ وَبَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ». فَدَخَلُوا إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ. فَقَالَ الْمَلِكُ لَهُمْ: «خُذُوا مَعَكُمْ عَبِيدَ سَيِّدِكُمْ، وَأَرْكِبُوا سُلَيْمَانَ ابْنِي عَلَى الْبَغْلَةِ الَّتِي لِي، وَانْزِلُوا بِهِ إِلَى جِيحُونَ، وَلْيَمْسَحْهُ هُنَاكَ صَادُوقُ الْكَاهِنُ وَنَاثَانُ النَّبِيُّ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَاضْرِبُوا بِالْبُوقِ وَقُولُوا: لِيَحْيَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ.(1مل 1 :32- 34)

وكذلك مسح الأنبياء وأواني الخدمه و هيكل سليمان.

وفي العهد الجديد : الرسل الأطهار أخذوا الحنوط الذي كان على جسد الرب له المجد مع الحنوط والأطياب التي ابتاعتها النسوة “فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ.” (لو23 : 56 )

” ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.” (لو24 :1)

وأضافوا عليها زيت الزيتون النقي و غيره من الأطياب العطرة المذكوره في (خر30 ) كمكونات للمسحة المقدسة. وقدسوها بالصلاة وكلمة الله وجعلوها ميروناً ( زيت ودهنة مقدسة ) لسر المسحة ووزعوه على الكنائس وكانوا يمسحون به المعمدين ومنحوا ذلك أيضا لخلفائهم وللقسوس في الكنيسة كما جاء في الأوامر الرسولية.

وعندما آتي مارمرقس لمصر أحضر معه الميرون وظل الى ان قارب على النفاذ في عهد البابا اثناسيوس الرسولي في القرن الرابع وكان قد نفذ في كنائس روميه والقسطنطينيه وانطاكيه فارسل اليه بطاركة هذه الكنائس يطلبون الميرون، فصنع الميرون حسب المكونات المذكوره في تكوين المسحة المقدسة في العهد القديم واضاف اليه الخميره المتبقيه عنده وكرسها بالصلاه والقراءات وارسله لهم مع الطقس الذي وضعه لتكريسه لكي يسيروا عليه ثم توالى تكريس الميرون في عهد الاباء البطاركه والى الان…

ومادة السر: زيت الميرون المقدس، ويرشم به أعضاء الجسم 36 رشمة.

 

فاعلية السر:

  1.  حلول الروح القدس بمواهبه ونعمه داخل الانسان المعمد.
  2.  يصير الانسان هيكلاً للروح القدس ومسكناً له. ” وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ. ” (رو 8: 9) ” أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم؟ ” (1كو 6: 19).
    وهي سکنی دائمه لا يفارق الروح فيها الإنسان مهما أخطأ حتى وإن أنكر الإيمان . بخلاف العهد القديم الذي كان الروح يحل فيه على أشخاص معينين لعمل معين وبشكل مؤقت مع إمكانية المفارقه أذا أخطأ ( شاول الملك ) “وذهب روځ الرب من علي شاول وبغته روح رديء من قبل الرب “(1صمو16 :13)
  3. يعطى استنارة وقوه للتغلب على الإنسان العتيق : “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ….وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَقٌ وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ.  ” (1 يو 2: 20 ،27 )
  4. قيادة الروح القدس للإنسان وتبكيته على خطاياه.
  5. يمنح كل بركات الروح القدس ( الحكمه – القداسه – المعرفه والافراز- المشوره والارشاد….) “وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. ” (اش 11 : 2)
  6. يعطى حسب مشيئة الله لكل واحد الموهبة التي تناسبه لاكمال جسد المسيح والخدمه” ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء ” ( 1كو12 : 11)
  7. يعطى الثبات في الله:“وَلكِنَّ الَّذِي يُثَبِّتُنَا مَعَكُمْ فِي الْمَسِيحِ، وَقَدْ مَسَحَنَا، هُوَ اللهُ 22الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضًا، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا.” (2 كو1: 21-22)
  8.  يعطى حمايه وتحصين من كل أعمال ابليس داخلنا.
  9. يشفع فينا “وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا” ( رو 8: 26 )

 

تأسيس السر

1. أسسه الرب يسوع :

“إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ.” (يو 7: 37- 39)

2. وعد به السيد المسيح تلاميذه :

“وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ. ” (يو14 : 16 -17)

“لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. ….وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ” (يو16 :7، 13)

3- وأوصاهم قبل صعوده ان لايبرحوا أورشليم حتى يأخذوه :

“وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي،”( اع 1: 4)

4- وحل عليهم مثل السنة نار من السماء

“وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ” (أع 2 : 3) وحل على الأمم ايضا بنفس الطريقه (اع10)

5- كان الروح القدس أولا يحل بوضع يد الرسل :

” فلما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بألسنة ويتنبأون ” ( أع 6:19)

“وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ، أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. ” (أع8 :14-17)

6- ثم تممة الرسل بالمسحه:

ولما كثر عدد المؤمنين وتعذر على الرسل الوصول لكل المعمدين لوضع اليد عليهم لإعطائهم الروح القدس، استخدموا بأرشاد الروح القدس نفس الطريقه التي وضعها الله في العهد القديم للتكريس والتقديس وحلول الروح القدس وهي دهن المسحه. فعملوا الميرون من مكونات دهن المسحه والأطياب التي كانت على جسد المخلص واعتمدوه لحلول الروح القدس بواسطته وسمحوا للكهنة بمسح المعمدين بالميرون لينالوا موهبة الروح القدس ليسكن فيهم ويصيرون هياكل للروح القدس

7- علم الرسل عن هذا السر :

” وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء” (1 يو 2: 20 )

“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَقٌ وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ” (1 يو2: 27)

8 – في العهد القديم :

استخدم الله دهن المسحة لتقديس وتكريس الكهنه والانبياء والملوك واواني الهيكل .

 

كيفية ممارسته ؟!

1- وقد مارسه الأباء الرسل الأطهار أولأ بوضع اليد :

كما لأهل السامرة ” وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ، فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.( أع19 :6)

2 – ثم بعد ذلك استخدموا المسحة المقدسة أي الميرون كما في رسالة معلمنا يوحنا الأولى (1يو 2:2 ، 27)

3 – وذلك لأن المسحة ووضع اليد في مقام واحد:

أ- فقد أستعمل الأباء الرسل والتلاميذ أو وضع اليد ، ثم لما انتشرت الكرازة بالإنجيل وكثر عدد المؤمنين رأوا بإرشاد الروح القدس إتمام هذا السر بالمسحة المقدسة ( الميرون )

ب – وقد أخذوا ذلك بإرشاد الروح القدس ، وإستنادا على تعليم الكتاب المقدس بخصوص الدهن المقدس الذي كان يمسح به الملوك والكهنة والأنبياء في العهد القديم

4 – ولذلك يتحدث سفر الأعمال عن ممارسة هذا السر بوضع اليد ويتحدث معلمنا يوحنا الرسول عن المسحة المقدسة (1 يو 2: 20، 27 )

وكذلك القديس بولس الرسول “وَلكِنَّ الَّذِي يُثَبِّتُنَا مَعَكُمْ فِي الْمَسِيحِ، وَقَدْ مَسَحَنَا، هُوَ اللهُ الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضًا، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا. ” (2 كو1 :21 ، 22 )

والاثنين في مقام واحد والغرض والهدف منهما واحدفوضع اليد مارسه الرسل .. والمسحه ايضأ مارسها الرسل .

5 – ثم اعطوا الكهنة حق مسح المعدين ومنحهم موهبة عطية الروح القدس بالمسح بالميرون

6 – وكنيستنا القبطية تمارس السر وتمنحه للمعمدين بالكيفية الاتية :

أ- بالمسح بالميرون في 36 موضع من أعضاء الجسد بالرشم بالميرون وبعلامة الصليب مع الصلوات الخاصة

ب – بوضع اليد على المعمد.

ج. والنفخ في فمه ومع القول { أيها الأخ والأبن فلان أقبل الروح القدس وكن إناء مختارة للرب يسوع }

سر الميرون سر مستقل عن المعمودية

من الأقوال الإلهية والتعاليم الإنجيلية والنصوص الكتابية أن سر الميرون شي خاص غير المعمودية (1 يو 2: 20، 27)

من ممارسة وتعاليم الأباء الرسل أيضا الرسل أتوا لمنح الروح القدس لشعب السامره رغم قبولهم المعموديه (أع8 : 14 – 17 )

بولس الرسول منح الروح القدس بوضع اليد لاهل افسس رغم معموديتهم ( أع19 :6)

ومن الممارسة والتعاليم الرسولية يتضح :

أ- أن الرسل كانوا يتممون هذا السر بوضع اليد بعد المعمودية .

ب – أنهم بوضع اليد يمنحون المؤمنين موهبة الروح القدس .

ج – ومن ذلك يظهر أنه عمل سری قائم بنفسه مستقل عن المعمودية

د- هكذا أسس الرب له المجد ، وهكذا تسلمه الأباء الرسل .

وهذا أيضأ ثابت من تعليم الكتاب المقدس بعهديه

والأباء الرسوليون الذين تسلموا التعليم من الرسل انفسهم يشيرون في أقوالهم على سر الميرون غير سر المعمودية .

کا ورد في الأوامر الرسولية !

” بعد هذا فليعمده الكاهن باسم الأب والروح القدس وليمسحه بالميرون

( كتاب7 : 43)

اعتبار هذا السر وبقية الأسرار السبعة عند جميع الكنائس الشرقية والغربية . شهادة التاريخ الكنسي والطقوس الكنسية .

 

لماذا الميرون ؟

1- لأن لكل سر علامة ظاهرية ومادة منظورة فالمسح إشارة إلى المسحة الروحية .. وهكذا المسحة علامة منظورة مشابهة لفظاً ومعنى للمسحة الداخلية التي من القدوس كما أن الميرون ( الدهن المقدس ) مادة مناسبة للمسح ، كما كان يمسح الملوك والكهنة والأنبياء في العهد القديم .

2 – إن إسم المسيح مشتق من كلمة مسح حيث كان رؤساء الكهنة والملوك يمسحون بالزيت قبل نوالهم رتبتهم الكهنوتية او الملوكية ( خر28 : 41،لا 6: 22، 1صم 1:10 ، 12 : 13).

3 – إن كلمة مسحة وردت في أقوال وتعاليم الأباء الرسل : ( 1يو2: 20 و 27 ) & ( 2كو1 :21 و 22)

4 – الأباء الرسل الأطهار الذين مارسوا السر أولا بوضع اليد ثم استعلموا المسحة بالدهن المقدس (الميرون ) في ممارسة هذا السر ومنحة للمعمدين لانتشار الكرازة بالإنجيل وامتدادها

5 – مما ورد في أقوال الأباء المجامع المسكونية يتضح أن ممارسة السر تتم بالمسح بالميرون

 

عدم إعادة السر:

لأنه يطبع في المعمد والممسوح بالميرون ختم موهبة الروح القدس ( 2كو1 : 22 ) فهو يطبع في النفس سمة لا تمحي وختمأ لا ينفك ، مثل المعمودية والكهنوت .. فلا يتمم إلا مرة واحدة ..

 

حق إتمام السر :

1 – حق تكريسه وطبخه وصنعه فللآباء الأساقفة ورؤساء الأساقفة فقط . وكذلك تكريس المذابح وأواني الخدمه والأيقونات.

2 – أما حق إتمامه وممارسته للمؤمنين المعمدين فلا يختص بالأساقفة وحدهم بل بالقسوس أيضا :

أ- ورد في أوامر الرسل :

” أيها الأسقف أو القس قد رتبنا سابقا والآن نقول .. ينبغي أن تدهن أولاً بزيت ثم تعمد بماء وأخيرا تختم بالميرون

ب – والقديس أمبروسيوس يؤكد أن مسحة الميرون تتم من القس( في الأسرار فصل 7)

ج – والقديس يوحنا ذهبي الفم كذلك ( مقاله 10 : 1 على 1تی).

د- وكذلك قال القديس ايرونيموس : ” ما الذي يصنعه الأسقف ولا يصنعه القس غير الشرطونية” ( رسالة 145 :1)

ه – أما الذين يعترضون بخصوص إرسال بطرس ويوحنا إلى أهل السامرة لوضع أيديهما عليهم (أع8 : 14 – 17 ) فنجيب بأن ذلك كان بسبب أن فيلبس الذي عمدهم كان شماساً ولم يكن قساً على حسب قول القديس يوحنا ذهبي الفم ولان الرسل كانوا حتى هذه اللحظه يعطون الروح بوضع اليد قبل استخدام المسحه.

 

رموزه في الكتاب المقدس:

الحمامة : وقد ورد هذا الأمر في قصة عماد السيد المسيح له المجد ، إذ قيل عن يوحنا المعمدان إنه “فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، ” (مت 3 : 16)
وقد قيل في البدء ” وروح الله يرف علىوجه المياه ” ( تك1 :2) ….. وكذلك حمامة نوح

الماء: يرمز الماء إلى الروح في أنه سبب الحياة ، أو لأنه غذاء ضروری ولازم للحياة

النار: واضح في يوم البندكستی أن حل الروح القدس على التلاميذ كألسنة كأنها من نار ” (أع 2 : 3)

الزيت: بالمسحة المقدسة كان الأنبياء قديماً يمسحون الكهنة والملوك والأنبياء ، فيحل عليهم روح الرب ويعطيهم الروح مواهب . كذلك الزيت في مثل العذارى يرمز للروح القدس

الريح العاصف : حلول الروح القدس في يوم الخمسين ، قيل في مقدمته” وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.” (أع 2 : 2 – 4)

ملاحظات هامه :

هناك فرق كبير بين حلول الروح على الانسان بعد معموديته (الميرون) وبين حلول الروح على الانسان لنوال موهبة الكهنوت

فرغم أن كلاهما يتم بوضع اليد والنفخه الا ان هناك فروق عديده مثل

1 – حلول الروح على المعمد بالمسحه والنفخه ووضع اليد اما الكهنوت فلا يستخدم فيه المسحه بل وضع اليد والنفخه

2- الكهنوت يمنح من الأسقف فقط اما الميرون فمن الكاهن والاسقف

3 – الميرون لكل من اعتمد اما الكهنوت فللمختار من الله لهذا العمل فقط

4 – الروح في الميرون للسكنى والثبات اما في الكهنوت فهو لموهبة سلطان غفران الخطايا والحل والربط واقامة الأسرار

5 – السيد المسيح اعطى الرسل الروح القدس مرتين

مره للكهنوت بعد قيامته (يو20) ومره للسكنى والمواهب في العنصره ( اع2 )

6- كذلك الرسل اعطوا الروح للجميع بعد المعمودية بوضع اليد ( اع17:9 )

7- و للمختارين للخدمه بوضع اليد مرة أخرى للكهنوت ( اع 13 :2-3) وكذلك السبعة شمامسه .

ملحوظه:

السيد المسيح اعطى الرسل الكهنوت بعد قيامته وقبل صعوده وقبل حلول الروح عليهم في العنصره لانه اذا صعد من سيسلمهم الكهنوت وينفخ فيهم لقبول مواهب وسلطان الكهنوت ؟

فيجب ان يكون كهنوت الرسل منه مباشرة بدون وسيط .

ارسل السيد المسيح الروح القدس على كرنيليوس ومن معه قبل أن يعتمدوا لكي يثبت للرسل واليهود انه يقبل الأمم في شركة الكنيسة والإيمان كما قبل اليهود أيضا (أع 10: 44 – 48)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى