الافخارستيا دعوة للعُرس

“بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ”(مز 5:93)
إنها دعوة لعرس يومى.. ندرك فيه أن القداس هو انفتاح على السماء.. ننتبه إلى قدسية هذا المكان بكل تفاصيله وطقوسه.. نعيش الكنيسة ونتمتع بالحضور فيها، ونتمم دورنا تجاهها.
إذن… لماذا الكنيسة؟ وهل من الممكن أن نحيا بدون كنيسة؟
– ما موقع القداس فى الكنيسة؟.. وما موقعك أنت من ليتورجية القداس؟
أحضر مغناطيس قوى على شكل دائرة وكثير من دبابيس إبرة..
– ألقى بالدبابيس على الأرض.. ثم حاول لمها بيدك.
– ألقيها مرة أخرى واستخدم المغناطيس هذه المرة فى جمعها.
– ما هو الفرق بين التجميع فى المرة الأولى والمرة الثانية؟
– إن الكنيســـة هـــى المغنـــاطيس الـــذى يجمعنـــا ويوحـــدنا ً معـــا فـــى شـــخص ربنـــا يسوع المسيح من خلال ليتورجية القداس الإلهى..
أود – صديقى المحبوب – أن أنبه ذهنك إلى ملاحظة قد تفوت علينا دون أن ندرك قوتها.. وهى.. ملاحظة وجوه العابدين حين خروجهم من الكنيسة بعد القداس.. لو أنك أمعنت النظر فى وجوه الناس ستجد البشر والفرح يملأ عيونهم.. إن السر فى ذلك هو بهجة حضور المسيح فى القداس “وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ”يو 22:16
حتى ٕوان كان البعض لا يفهم مقاطع القداس اللاهوتية، وكذلك المعانى الطقسية.. وقد يظن آخرون أن تلاوة بعض الألحان باللغة القبطية يجعل المتابعة غير سهلة والإدراك غير كامل للمعنى.. ومع ذلك فالفرحة تملأ قلب الجميع بسبب حضور المسيح حسب وعده الصادق، فكم بالحرى حينما ندرك بعض المعانى الطقسية واللاهوتية فى طقس القداس المبدع، بلا شك ستزيد فرحتنا، وستنير حياتنا بقوة القصد الإلهى فى ترتيب القداس.
تعال معى نبحر فى خضم هذا البحر الجليل.. لعلنا نصطاد لآلئ كثيرة الثمن، تضاف إلى كنزنا الروحى؟ فنصير أغنياء حتى نعطى آخرين ً أيضا.


 1- طقس المزامير- الأجبية

الكنيسة تعلمنا الالتزام بالأجبية تحت أى ظرف.. فإذا كان وقت القداس سيقع فى الساعات التى نصلى فيها بالأجبية.. ولئلا يظن أن القداس بديل للمزامير، فالكنيسة تسبق وتصلى مزامير السواعى التى يقع فيها القداس.. ومن هنا جاء نظام الصلوات ففى أيام
الصوم حيث يجب أن ينتهى القداس فى ساعة متأخرة من النهار، حتى نستطيع أن نصوم ً صوما ً انقطاعيا.. فى هذه الأيام تصلى الكنيسة مزامير السواعى الثالثة والسادسة والتاسعة. أما فى غير أيام الصوم الانقطاعى حيث سينتهى القداس ًا مبكر فنكتفى بصلوات الثالثة والسادسة فقط وفى الصوم الكبير على وجه الخصوص تضاف  أيضا صلوات الغروب والنوم قبل القداس.
ويجب أن يكون قربان الحمل  موجودا بالكنيسة أثناء صلوات المزامير.. لأننا نعتبرها ً جزءا من صلوات تقديس القربان. ويشترك كل المؤمنين فى الكنيسة فى تلاوة مزامير الصلاة الواحدة.. برهان أننا ً جميعا جسد واحد.. فما تصليه أنت بمفردك فى البيت تصليه الجماعة المقدسة ً معا أيضا لأننا ً جميعا صرنا ً واحدا فى المسيح.

2- ماذا عن طقس تقدمة الحمل؟

كلمـة حمـل معناهـا خـروف صـغير.. ونحـن نسـمى الخبـز حمـلاً.. لأن المسـيح هو خبــز الحيــاة”أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ…أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ” يو6 :35-41
المســيح ً أيضــا هــو” حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!” يو29:1  فالخبز هو الحمل، هو المسيح.
ووجود عدد كبير من قربان الحمل فى الطبق رمز إلى تجسد المسيح بين البشر.. فهو فى وسطهم ولكنه “حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ. مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ.” نش 10:5أى أنه متميز ً جدا بين البشر.. لذلك فأبونا يختار أحسن القربان المقدسة أمامه ليكون ً جسدا للمسيح..
أما من جهة العدد، فيشترط أن يكون عدد القربان ً فرديا.. لأن المسيح أرسل تلاميذه
للخدمة “وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ” لو1:10  وهو فى وسطهم فيصير العدد فرديا َّ إما 3،5 أو ..7الخ، العدد الزوجى يرمز لتلاميذ المسيح والقربان الفردية رمز للمسيح نفسه.

3- شكل القربانة ومعناھا

عندما يختار أبونا قربانة للذبيحة يراعى أن تكون مستديرة رمز للأبدية التى بلا بداية ولا نهاية، وأنها بلا عيب من جهة الخبيز لأن المسيح حمل بلا عيب ولا يوجد فيها تشققات لأن جسد المسيح أصبح هو الكنيسة الذى بدون انقسامات.

ويكون الختم ً واضحا فى الوسط وهو يتكون من صليب كبير فى الوسط -الاسباديقون- يرمز إلى المسيح فى وسط الكنيسة اثنى عشر ً صليبا حول الاسباديقون. ترمز إلى الاثنى عشر رسولاً محيطين بالمسيح ويخدمونه.
باقى القربانة: ترمز إلى جمهور جماعة القديسين المعمدين باسم الثالوث والذين صاروا بسبب المعمودية أعضاء فى جسد المسيح الواحد.. يربطهم به فى المركز سر الكهنوت المقدس -الأثنى عشر ً صليبا-
كل مؤمن فى الكنيسة مرموز إليه بحبة حنطة نبتت من أجلنا الذى هو ربنا يسوع المسيح (بالمعمودية).. ويجمعون الحنطة فى جرن واحد( الكنيسة).. ثم تطحن الحنطة بالآم العمل الروحى سواء الاضطهاد أو النسك أو تعب الخدمة ثم يعجن الدقيق بالماء رمز المعمودية والروح القدس يضاف إليها الخميرة (رمز للخطية لأننا غير معصومين من الخطأ).. وكذلك لأن المسيح حمل خطايانا ثم تدخل فى النار (رمز لآلام صليب المسيح التى أماتت الخطية فى الجسد) وتقدم القربانة على المذبح وكأن الكنيسة تقدم ذاتها ذبيحة حب فيه المسيح ويحل فى القربانة ويتحقق حقًا المعنى اللاهوتى الرائع أن الكنيسة هى جسد المسيح.
هذا دون أن تتحول الكنيسة إلى إله يعبد.. ودون أن يفقد المسيح لاهوته فنحن جسده من لحمه ومن عظامه ولكن يظل المسيح هو االله المعبود وتظل الكنيسة هى الجسد العابد. كمثل ما يحدث فى سر الزيجة المقدسة حيث تتحد العروس بالعريس ويصير الاثنان  جسدا ً واحدا ومع ذلك يظل الرجل رجلاً، والمرأة امرأة.

4- ھل الصينية رمز للمذود أم للقبر ؟

هذا السؤال معناه سؤال آخر هل القربانة التى فى الصينية هى جسد المسيح فى حالة ولادته من العذراء (يسوع الطفل)، أم جسد يسوع الممزق على الصليب، أم جسد يسوع القائم من الأموات.
إن نص الاعتراف الذى يقوله الكاهن فى القداس يجيب لنا على هذا السؤال: هذا هو الجسد المحى (قائم ومحى) الذى أخذه ابنك الوحيد.. من سيدتنا.. القديسة (المولود من العذراء) وسلمه عنا على خشبة الصليب المقدسة (المصلوب).
فربنا يسوع لا يمكن تجزئته.. بل هو حاضر على المذبح بكل حياته.. لذلك فالقداس هو تذكار المسيح “ِاِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي” لو19:22 تذكاره فى كل مراحل حياته ً معا (ففيما نحن ً أيضا نصنع ذكرى آلامه المقدسة وقيامته من الأموات وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمينك أيها الآب. وظهوره الثانى الآتى من السموات المخوف المملوء ً ممجدا..) لاحظ هنا أننا ً أيضا نصنع ذكرى مجيئه الثانى.. بمعنى أن المسيح يحضر معنا على المذبح حاملاً كل حياته بما فيها مجيئه الثانى للدينونة.
لذلك فالصينية هى المذود وهى الصليب وهى القبر وهى العرش الإلهى وهى السحاب المقدس الذى سيجىء عليه المسيح إلهنا..
واللفائف التى حول القربانة هى الأقماط المقدسة التى لفت الطفل يسوع وهى ً أيضا الأكفان المقدسة التى كفنوا بها الجسد المقدس.

5- لماذا نسمى الخبز ً قربانا ؟
كلمة قربانة معناها تقدمة أو عطية.. فكل ما تقدمه للكنيسة من عطايا هو قرابين مقدسة (الخمر والزيت والبخور والعشور والكتب والأوانى والشموع والموال والعطايا الصينية بأنواعها)
والطقس القبطى مازال يحتفظ بتقليد كنسى قديم، أن ينادى الشماس ثلاث دفعات فيها الشعب أن يقدموا قرابينهم قائلاً: “قدموا، قدموا على هذا الرسم”.. أى بالرسم الذى سلمته الكنيسة منذ العصر الرسولى.
وذبيحة الافخارستيا فى جوهرها هى عمل حب، حيث قدم المسيح نفسه عنا الله أبيه ونحن إذ نتحد به فى المعمودية، نصير جسده، يليق بنا أن نقدم لا أموالنا ولا خبزنا بل نفوسنا بالكمال تقدمه مقدسة للمسيح “فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ” (رو1:12)
تقدمه القرابين تحمل إعلان الكنيسة قبولها صليب عريسها قبولاً ً عمليا.. فنحن نقدم قلوبنا فى الصينية، وحياتنا فى الكأس، نشاركه آلامه مذبحة.. ونشرب معه الكأس ونصطبغ معه بصبغة. اسمع ما قاله القديس أغناطيوس الأسقف الشهيد قبيل استشهاده: “أطلب إليكم ألا تظهروا لى عطفًا فى بغير أوانه، بل اسمحوا لى أن أكون ً طعاما للوحوش الضارية، التى  واسطتها يوهب لى البلوغ إلى االله، إلى خبز االله.. أتركونى أطحن بأنياب الوحوش ترسلوا إلى المسيح من أجلى حتى أعود بهذه الطريقة لأكون ذبيحة الله.”
فجوهر ذبيحتنا ليس أموالنا ولا ممتلكاتنا بل نفوسنا وحياتنا وتربيتنا وقلوبنا النقية.. لذلك لا تقبل الكنيسة قرابين الهراطقة ولا الأشرار ورد المؤمنين.. حتى يتوبوا عن طرقهم الرديئة حينئذ يقبلون.
جيد لنا أن نحضر القداس بقلب ٍ واع، ونفس مستعدة، وذهن مستنير.. وبنيه صافيه خالية من النفس والخصام.. حتى نتقابل مع المسيح ونتحد به.. ونصير به نور للعالم ً وملحا للأرض.

6- معنى قداس الموعوظين

كلمة “الموعوظون” تشير إلى فئة من الناس آمنوا بالمسيح وأحبوه ويريدون أن يعتمدوا باسمه ولكنهم لم يعتمدوا بعد. فكانت الكنيسة تسمح لهم بحضور الجزء التعليمى فى القداس ثم ينصرفون.. حتى تتأكد الكنيسة من صحة إيمانهم فتعمدهم ويسمح لهم بحضور كل القداس وبالتناول من الأسرار المقدسة. لذلك أطلق على الجزء الذى يحضره الموعوظون “قداس الموعوظين”، لا لأنه جزء خاص بهم وحدهم بل لأنهم يحضرونه مع المؤمنين ثم ينصرفون بعده، وقداس الموعوظين له دوره الكرازى والتعليمى ولكنه ً أيضا له البعد التعبدى فنحن نتعامل مع المسيح المعلم قبل أن نقابله كذبيح على المذبح.
ففى قداس الموعوظين تخطب النفس للرب يسوع المسيح، وفى قداس المؤمنين تدخل النفس معه فى وحده رباط الزيجة بالتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين.

7- الصلوات المصاحبة للقراءات

قبل وأثناء وبعد القراءة ترفع الكنيسة صلوات حارة نقية ليمنحنا الرب نعمة الفهم والاستنارة لنفهم أقواله المحيية المقدسة.
يرفع الأب الكاهن ًا بخور على المذبح ويطلب قائلاً: “أنعم لنا ولشعبك بعقل غير منشغل وفهم نقى لكى نعلم ونفهم ما هى منفعة تعاليمك المقدسة التى تقرأ علينا الآن.”..
“اجعلنا مستحقين أن نكون متشبهين به -بولس- فى العمل والإيمان.”..
“اجعلنا مستحقين نصيبهم وميراثهم، وأنعم لنا كل حين أن نسلك فى آثارهم -الرسل-
ونكون متشبهين بجهادهم.. ونشترك معهم فى الحق الذى قبلوه من أجل التقوى.”..
وفى أوشية الإنجيل يصلى أبونا: “فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة، بطلبات قديسيك”، “نسألك يا سيدنا أفتح آذان قلوبنا لكى نسمع أناجيلك المقدسة” أوشية أخرى للإنجيل: “وأفتح حواس نفوسنا، ولنستحق أن نكون ليس فقط سامعين، بل عاملين ً أيضا بأوامرك المقدسة كمسرة االله أبيك الصالح” أوشية أخرى للإنجيل.
أبونا يتوسل إلى االله أن تكون القراءة للبنيان وأن يفتح االله الأذهان لاستيعاب الكلمة والعمل بها، فى نفس الوقت يرتل الشعب بألحان شجية تهيئ النفس لسماع الكلمة  المقدسة وقبولها بالحب والفرح كرسالة شخصية من السماء إلى النفس منفردة والكنيسة مجتمعة.
وعندما يدور أبونا بالبخور فى الكنيسة قبل القراءات.. تكون دعوة للتوبة الجماعية حتى يتطهر القلب ويستعد لقبول الكلمة بنقاوة وطهر يليقان بها.

8- ترتيب القراءات

قد يتساءل البعض عن علاقة القداس الإلهى بالكتاب المقدس.. ولهم نقول: القداس الإلهى هو أمر كتابى عندما قال السيد المسيح: “أصنعوا هذا لذكرى” لو 19:22
ويحتوى كل قداس على 9 فصول من أسفار الكتاب المقدس تدور كلها حول موضوع واحد ويتم انتخاب هذه الفصول وتوزيعها كالآتى:

2 مزمزر وانجيل في العشية
2 مزموؤ إنجيل في باكر
الرسائل (البولس – الكاثوليكون – الابركسيس)
2 مزمور وإنجيل القداس
ويكون إنجيل القداس هو القراءة الرئيسية، وباقى القراءات تخدم شرح معنى إنجيل القداس والكتاب الذى يحوى هذه القراءات اسمه القطمارس وهى كلمة يونانية معناها حسب الأيام أى أن الكتاب مرتب ً تبعا لأيام السنة.
أ- القطمارس السنوى: يحوى أيام كل السنة ماعدا الصوم الكبير والبصخة والخماسين والآحاد وترتب فيه القراءات حسب قدسية اليوم. فلو كان القديس ً بطريركا تقرأ فصول الرعاية (أنا هو الراعى الصالح.)
ولو كان القديس ً شهيدا تقرأ فصل الاضطهاد والآلام… وهكذا.
ب- قطمارس الصوم الكبير: وتدور كل قراءاته حول التوبة والصوم إلى عهد المعمودية المقدس.
ج- قطمارس البصخة: يسير مع المسيح فى آلامه خطوة بخطوة.
د- قطمارس الخمسين المقدسة: يبرز حدث القيامة ويشرح لاهوت المسيح بالآب.
ه- قطمارس الآحاد: على مدار السنة، يشرح علاقتنا بالثالوث القدوس، ويشرح تجسد االله الكلمة وعمله فى البشر.

ماذا تعنى الكنيسة بھذا الترتيب؟
الكنيسة كأم رؤوم.. تهدف إلى إبراز جمال الإنجيل لأبنائها فتعطـيهم مزاقـة منـه فـى القـداس علـى أمـل أن يتـابع المؤمنـون قر اءاتــــه كلــــه فــــى البيــــت ســــواء ً فرديــــا أو مــــع الأســــرة أو مــــع مجموعــات درس الكتــاب بالكنيســة.. فقــر اءات القطمــارس هــى عينة تشجيعية لا تتضمن كل فصول الكتاب.. ولا تغنى عن قر اءاته بالتفصيل فى البيت.
لــذلك فالشـباب الكنسـى يفهــم الإنجيـل بـروح تطبيقيـه معاشــة ولـيس بـروح جدليـة منطقيــة..
وكذلك يجد مفردات حياته – كما القديسين – فى الآيات المقدسة “أجعل لك ً شاهدا من الكتب المقدسة على كل عمل تعمله.”

9- تنوع القراءات ومعناه

جيــد أن الكنيســة اختــارت فصــلاً مــن رســائل معلمنــا بــولس الرســول لســان العطــر واســمه البولس.. ثم يليه جزء مـن رسـائل بـاقى الرسـل واسـمه الكـاثوليكون أى الجامعـة لأن بـاقى الرسـل (يعقــوب – بطــرس – يوحنــا يهــوذا) كتبـوا رسـائلهم إلـى الكنيسـة الجامعـة ولـيس إلـى كنائس محلية كمثلما فصل بولس (أفسس – كورنثوس – رومية.. الخ.)
بعد الكاثوليكون يقـرأ جـزء مـن سـير أعمـال الرسـل -الابركسـيس- مرجعيـة قراءتـه هـو امتـداد الرسـل وبرهـان اسـتمرارية عمـل الـروح القـدس فـى الكنيسـة، فسـفر الأعمـال لـم ينتـه وليسـت لـه خاتمة.. ولكن ممتد فى السنكسار.
قــــراءة مزمــــور قبــــل قــــراءة الإنجيــــل.. معنــــاه إن الأنبيــــاء قــــد ســــبقت وأشــــار إلــــى المســــيح فكلمات المزمور ً دائما هى إشارة بنوية لعمل المسيح فى تجسده.
والكنيسـة باختيارهـا لقـراءة الفصـول المتنوعـة إنمـا تسـبق وتسـير بنـا فـى رحلـة خـلال أسـفار الكتـاب المقـدس لنكتشـف ترابطهـا والمعنـى الواحـد والـروح الواحـد.. ونـتلامس مـع المسـيح فـى رسـالته لنـا سـواء بلسـان الأنبيـاء أو تعلـم التلاميـذ الرسـل.. فالحقيقـة العظمـى أن الـروح القـدس هـو النـاطق فـى الأنبيـاء والعامـل فـى الرسـل ولـم يـأتوا مـن عنـدهم بشــئ بـل “أَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” 2بط 21:1
وكانت الكنيسة فى كل أجيالها منذ العصر الرسولى الأول تجتمـع لتصـلى سـر الافخارسـتيا إذ هو سر حياتنا ومسيحيتنا.
“المسيحيون يقيمون سر الافخارستيا والافخارستيا تقـيم المسـيحيين ولا أحـد يسـتطيع أن يعيش بدون افخارستيا.”
– جيد لنا أن نعرف كتابنا المقدس.. وأن نشـبع بـه وأن تسـكن فينا كلمة المسيح بغنى كقول بولس الرسول.
– وجيــد بـالأكثر أن تتحـول القـراءة فينا إلى مـنهج وحياة وتطبيق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى