تفسير سفر يونان أصحاح 3 للقمص مكسيموس صموئيل

الإصحاح الثالث
توبة أهل نينوى

(1) دعوة يونان ثانية ( يون 3: 1-4 ) :-

دعى الرب يونان ثانية للكرازة بالتوبة في نينوى المدينة العظيمة.

عظمة نينوى في وجهين :-

أولاً : في توبتها.

ثانيا : في عظمة المدينة :-

– إذ كان محيط سورها 60 ميلاً، وطولها 20 ميلاً وعرضها 10 أميال.
– ارتفاع سورها 100 قدم. بني سورها بأحجار عريقة تسع 3 عربات حربية متجاورة، وعلى سورها 1500 برج، غير عظمتها
في ثروتها وغناها.
لكن الله يرى عظمتها في
توبتها.

 عاد الله دون عتاب منه ودعى يونان ثانية، فقد تعلم يونان أن يطيع من درس السفينة والنوء والحوت فصار مختبراً للصليب والقيامة، حيث اختبر الصليب والقبر حيث صلى في بطن الحوت، واختبر القيامة عندما قذفه الحوت إلى البر، وهذا يذكرنا بأن الأنبياء والرسل لهم ضعفاتهم وقد ذكرها الكتاب المقدس لكن الله يسند ضعفهم مثلما عمل ربنا يسوع مع بطرس وعاتبه عتاباً رقيقاً ثم أعاد له رسوليته في ( يو21: 15-17)

 لكن يونان أطاع في الغالب ليس فرحا بالكرازة في هذه المدينة التي تعتبر بالنسبة له كيهودي مملوءة أصنام إذ نراه تحتد روحه فيه مثلما صار معلمنا بولس في كورنثوس فهو يطيع خوفا من أن تكون له عقوبة ثانية.

كانت كرازته هي بالتوبة والتهديد بالعقوبة أنه بعد 40 يوم تنقلب المدينة فلم تكن في كرازته رجاء ولا غيره.

وإذ كانت المدينة كبيرة يقطعها الإنسان في 3 أيام لكن نعمة الله العاملة معه جعلته يقطعها في يوم واحد.

ولكل هذا معنى روحي لنا :-

– فالمدينة هي نحن وهي الناسوت الذي اتخذه ربنا يسوع من العذراء وصلب بهذا الجسد لكي يقتل الموت.

إذ كانت المدينة عظيمة يمتلكها إبليس أصبحت يمتلكها الله.

أما رقم 40 يشير إلى الحياة فكأن الحياة الأرضية قد أزيلت لتصير الحياة الأبدية وهي السماء الجديدة والأرض الجديدة.

(2) توبة أهل نينوى ( يون 3: 5-10 ) :-

  1.  صارت التوبة بأمر الملك أن لا يذق الناس ولا البهائم شيئاً !!
  2.  كانت أسلحتهم في التوبة الصوم أولاً ثم لبس المسوح.
  3. إيمانهم بالإله الحق وليس بآلهتهم الوثنية.
  4. عجيب جداً أن نبي الله لم يكلمهم كيف يتوبوا ولم يكلمهم عن الرجاء لكنهم قالوا لعل الله يرجع ويندم !!
  5. رجوعهم عن طرقهم الرديئة.
  6. وهذا كله له معنى رمزي روحي جميل هو :-

هو إرادة الإنسان التي تخضع الله وتخلع عنها أعمالها النجسة فتصير عارية أمام الله ليلبسها الله ثوب بره.

هم طاقات ومواهب الإنسان التي قبلاً كانت تستخدم للشر أما الآن فللخير.

 البهائم : هم الجسد الذي بدلاً من أن كان آلات للشر أصبح آلة للخير.

(3) غفران الله لهم :-

+ ندم الله :

 أولاً : الله لا يتغير لكن الذي يتغير هو الإنسان فبدلاً من أن يكون خاطئ يستوجب حكم الموت والهلاك يصبح تائب يستوجب الغفران.

 ثانياً : الله يستخدم في الكتاب المقدس تعبيرات بشرية لكي نفهمها. : هو التجارب وليست هي شر إن كانت تؤدي إلى خير الإنسان وأيضا الله لا يصنع شرا فالمقصود به هنا هو العقوبة.

تفسير يونان 2 يونان 3  تفسير سفر يونان
تفسير العهد القديم تفسير يونان 4
القمص مكسيموس صموئيل
تفاسير يونان 3  تفاسير سفر يونان تفاسير العهد القديم

 

زر الذهاب إلى الأعلى