تفسير سفر إشعياء 62 للقمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثاني والستون

الآيات 1-3

آية (1)  من اجل صهيون لا اسكت و من اجل أورشليم لا اهدأ حتى يخرج برها كضياء و خلاصها كمصباح يتقد.

المسيح هو المتحدث، وهو لن يهدأ حتى يتمم الخلاص فيخرج نور الكنيسة بحلوله فيها ويهيأهاكعروس له.المسيح راحته في خلاص كنيسته.

 

آية (2)  فترى الأمم برك و كل الملوك مجدك و تسمين باسم جديد يعينه فم الرب.

ما هو الاسم الجديد = كما تسمى باسم عريسها، هكذا ستسمى الكنيسة جسد المسيح وعروسه، فهي أصبحت منسوبه له. ستصير خليقة جديدة ( 2كو 5 : 17 ) والاسم يعبر عن الشخصية.

 

آية (3)  و تكونين إكليل جمال بيد الرب و تاجا ملكيا بكف إلهك.

شبهت الكنيسة بإكليل لأنها أجمل وأمجد شيء من خلائق الله، وهى في يد الرب لأنه أشتراها بدمه، وفى يده يحفظها ولا يخطفها منه أحد. ولكن فلنلاحظ أن الإكليل في يد الرب وليس على رأسه، فنحن لا نضيف لأمجاده شيئاً بل هو سر جمال كنيسته، وهى عمل يديه، هو رأسها وهى جسده.

الآيات 4-11

آية (4)   لا يقال بعد لك مهجورة و لا يقال بعد لأرضك موحشة بل تدعين حفصيبة و أرضك تدعى بعولة لان الرب يسر بك و أرضك تصير ذات بعل.

مهجورة = قيل سابقاً أن الرب ترك شعبه لحيظة ولكن من الآن فالرب في وسط كنيسته وتسمى حفصيبة = أي مسرتي بها. وحفصيبة هو أسم إمرأة حزقيا الملك (2 مل 21 :1) ولأن في إطالة عمر حزقيا 15 سنه كان حزقيا رمزاً للمسيح القائم من الأموات، فالكنيسة التي يسر بها الله هي عروسه، عروس المسيح القائم من الأموات ويعطى حياة لكنيسته، ويقيمها من موت الخطية. و لذلك تسمى أيضاً بعولة أي ذات بعل أي متزوجة من زوج يحبها ويسر بها ويعولها ويحميها ولا يتركها للأبد ونلاحظ أن الكنيسة خارج المسيح هي مهجورة وموحشة.

 

آية (5)  لأنه كما يتزوج الشاب عذراء يتزوجك بنوك و كفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك.

التشبيه هنا أنه كما يتزوج الشاب عذراء = والشاب هنا هو أبناء الكنيسة وقيل شاب بالمفرد فالكنيسة في وحدة. والعذراء هي الكنيسة. فالكنيسة هي عذراء عفيفة (2 كو 11 : 2) وفى نفس الوقت هي أم المؤمنين، والعذراء مريم عذراء وأم. والشاب حينما يتزوج من عذراء يأخذها ويحبها ولا يقدر أن يتركها، هكذا يتزوجك بنوك = بمعنى أن أبناء الكنيسة الذين ولدتهم في المعمودية سيلتصقون بها وهم سيحبونها ويثبتوا على إيمانها حتى النفس الأخير، وبمثل هؤلاء البنين يفرح الله كفرح العريس بالعروس، ويعود التشبيه بأن العريس هو المسيح والعروس هي كنيسته. و قوله يتزوجك بنوك = لا يفهم حرفياً فالشاب لا يتزوج أمه ولكن المقصود من التشبيه تعلق أولاد الكنيسة بالكنيسة.

 

آيات (6، 7) على أسوارك يا أورشليم أقمت حراسا لا يسكتون كل النهار و كل الليل على الدوام يا ذاكري الرب لا تسكتوا. و لا تدعوه يسكت حتى يثبت و يجعل أورشليم تسبيحة في الأرض.

المتكلم هو الرب الذي أقام حراساً لحراسة أورشليم (الكنيسة) وهم الملائكة والسمائيين في السماء والأنبياء والرسل والكهنة والخدام على الأرض، ينذرون ويعلمون ويصلون عن الكنيسة. يا ذاكري الرب لا تسكتوا = هذا نداء من الله لنا لنصلى بلا انقطاع، علامة على محبتنا في الله وثقتنا فيه، وأنه هو ملكنا وليس آخر، ندعوه ليخلصنا. وهذه الآية تدل على أهمية الصلاة حتى يتدخل الله ويحرس بالرغم من أنه أقام حراساً. وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنون تنالونه.

 

آيات (8، 9)  حلف الرب بيمينه و بذراع عزته قائلا إني لا ادفع بعد قمحك مأكلا لأعدائك و لا يشرب بنو الغرباء خمرك التي تعبت فيها. بل يأكله الذين جنوه و يسبحون الرب و يشربه جامعوه في ديار قدسي.

نفس المعنى الذي سبق في حراسة الله لكنيسته.واليمين والذراع = يدلان على القوة، فالله يحلف بقوته أن لن يترك شعبه بعد للأعداء. ومن هو الله؟ هو المسيح (1 كو 1 : 24) والمسيح هو الله. فكأن الله هنا يقسم بذاته (عب 6 : 13) وكل التشبيهات مستعارة من كنيسة العهد القديم. والمعنى أن الذين يعملون في كرم الرب سيفرحون بثمار تعبهم. مثل خادم يتعب في خدمته.وسيفرح بنتاج عمله في ديار قدس الرب = أي وسط كنيسته.

 

آية (10) اعبروا اعبروا بالأبواب هيئوا طريق الشعب اعدوا اعدوا السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الرآية للشعب.

ما هو المطلوب الآن من شعب الله ؟ الإجابة أن يتركوا بابل بعد كل ما هيأه الله لهم، أي يتركوا أرض العبودية والخطية ويسيروا وراء المسيح. وكما هيأ يوحنا المعمدان الطريق أمام الرب، هكذا يهيىء خدام الله قلوب الشعب ليأتي السيد ويسكن فيها.

 

آية (11)  هوذا الرب قد اخبر إلى أقصى الأرض قولوا لابنة صهيون هوذا مخلصك آت ها أجرته معه و جزاؤه أمامه.

قد يكون المتكلم هنا هو أشعياء بعدما إبتهج بهذه الأخبار يصرخ قائلاً إن الرب قد أخبر إلى أقصى الأرض أي الإيمان وصل لأقصى الأرض. ويبشر صهيون بان مخلصها آت = وسيخلص ويحصل على أجرته من المؤمنين الذين سيعتبرهم أجرة تعبه، فإنه بذل نفسه حباً لهم وإذ نجح عمله وجد أجرته في ازدياد عدد المؤمنين.

 

آية (12)

و يسمونهم شعبا مقدسا مفديي الرب و أنت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة.

الكنيسة تسمى شعباً مقدساً وهى مطلوبة فكثيرين يطلبون الإيمان بها وهى غير مهجورة ففاديها وعريسها فيها دائماً.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى