الكنوز السماوية

القديس إكليمنضس السكندري

 

“لذلك لا نفشل، فإن كان إنساننا الخارجي يفنى، فالداخل يتجدد يوماً فيوماً” (٢ كو 4: 16).
يتمرغ البعض مثل الدود في المستنقعات والطين في مجاري الشهوات، ويقتاتون على الملذات الفاسدة غير المفيدة. مثل هؤلاء يشتهون كالخنازير. إذ يُقال أن الخنازير تحب الوحل أكثر من الماء النقي.
لهذا لا نصير مُستعبدين أو مثل الخنازير، بل على العكس كأولاد للنور نرفع أعيننا وننظر إلى النور لئلا يحسبنا االله شكليين…
لنتب، وننتقل من الجهل إلى المعرفة، ومن الحماقة إلى الحكمة، ومن إطلاق العنان لأهوائنا وشهواتنا إلى ضبط النفس، ومن الإثم إلى البر، ومن الإلحاد إلى االله.
عندما نجاهد في الطريق إلى االله نظهر جسارة نبيلة. يدرك محبو البر التمتع بالكثير من الأمور الصالحة؛ هؤلاء الذين يناضلون من أجل الحياة الأبدية يحظون على وجه الخصوص بالأمور التي أشار إليها االله في سفر إشعياء، إذ يقول: “يوجد ميراث لمن يخدمون الرب”.
كم هو نبيل وشهي هذا الميراث، فإنه ليس من ذهب أو فضة ولا من ثياب يأكلها العث، ولا من أمورٍ أرضيةٍ يهاجمها اللصوص، إذ ينبهرون بالغنى الأرضي.
بالحري يلزمنا أن نسعى بالأكثر نحو كنز الخلاص، فنصير محبين الله الكلمة. حينئذ تهبط علينا أعمال ممدوحة، وترتفع بنا بجناح الحق. هذا هو الميراث الذي يمنحنا االله إياه بعهده الأبدي الذي من خلاله نبلغ هبة النعمة الأبدية. وهكذا لا يكف الآب المحب، الآب الحقيقي، عن تشجيعنا وحثنا وتدريبنا وحبه لنا.

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى