أوسطاثيوس الأنطاكي
وُلد حوالي 257م ورسم بطريركاً 323م وتنيح حوالي 337م.
ولد في سيدا ببمفيلية، وصار أسقفا لحلب في سوريا. جاهد جهادا حسناً في سبيل الإيمان أثناء اضطهاد دقلديانوس، حتى سماه القديس أثناسيوس الرسولی “المعترف”، ونحو ۳۲۳م أقيم بطريركا لأنطاكية خلفا لبولينوس.
كان أوسطانيوس بطريركا على أنطاكية أثناء انعقاد المجمع المسكوني الأول فينيقية ۳۲۰م. ونظرا إلى قدرته اللاهوتية العظيمة وغيرته التي تميز بها، احتل بين الأساقفة المجتمعين مركزاً متميزاً .
كان هو المتحدث أولاً في ذلك المجمع، فعندما دخل الإمبراطور قسطنطين إلى مجمع الآباء الأساقفة المجتمعين قام هو بتحيته بخطاب ترحيب. وهذا هو نفس الإمبراطور الذي نفاه في عام ۳۳۰م إلى مدينة ترایانوبوليس (ثراکي) بعد أن عزله ظلماً المجمع الآريوسي الذي عقد بأنطاكية في ۳۲۲م. وقد مدحه ذهبی الفم قائلا: “إن أوسطاثيوس قبل أن يغادر أنطاكية (إلى المنفي) أوصى المؤمنين أن يبقوا على إيمانهم الأرثوذكسي.
و يعتقد أنه مات قبيل العام ۳۳۷م عندما طلب الإمبراطور قسطنطين إعادة الأساقفة المنفيين. وقد أنهى حياته في فيلبي ذلك المجاهد عن حسن العبادة والنقاوة، بعد أن قاسي كثيراً من مكائد الآريوسيين ومؤامراتهم.
اتهم أوسطاثيوس من جهة فكرة الكريستولوجي أنه كان خلفاً لبولس الساموساطي وسلفاً أو سابقاً لنسطور. وعلى الرغم من أن المقتطفات القليلة من أعماله التي وجدت، من الصعب أن تعطي صورة كاملة عن تعليمه، ولكنها تكفي لدحض هذا الإتهام. فقد استخدم بلا تحفظ لقب “ثيئوطوكوس” أي “والدة الإله” للعذراء مريم. وإن كان هو أول من استخدم كريستولوجي “الكلمة- الإنسان” ضد العقيدة السائدة وقتئذ “الكلمة-الجسد” (حسب المفهوم الخاطيء لأبوليناريوس). فإذا نظرنا فقط إلى هذه الكلمات بمعزل عن باقي كتاباته – وهذا أمر غير مقبول – يمكن عندئذ أن يصير موضع شك لاتهامه بالنسطورية”.
كتب كثيراً من الرسائل ضد آريوس :
- النفس العاقلة في جزئين، الجزء الأول: دحض آراء الفلاسفة. الجزء الثاني: مهاجمة الآريوسيين.
- في عرافة عين دور (اصم ۲۸). وفيها يسخر من أوريجانوس بشدة ويهاجم تفسيراته الرمزية.
- ضد آريوس: في ۸ كتب على الأقل وهي تعتبر من أهم كتاباته.
- مقالات تفسيرية عن المزامير وبصفة خاصة مزمور 15ومزمور ۹۲ وأمثال ۸: ۲۲.
- خطاب إلى البابا ألكسندروس الإسكندري فند فيه ما يدعيه البعض من أن ملكي صادق الكاهن وملك ساليم أعظم من السيد المسيح. وهو ما يسمى بدعة الملك صادقيين.
- وضع ليتورجيا مطولة حسب ما ذكر العلامة ابن كيفا.
كان خصما لدودا لتعاليم اوريجانوس فأبغضته قيصرية فلسطين المتمسكة بهذه التعاليم وعلى رأسها أسقفها يوسابيوس، وتبادل الاثنان رسائل قاسية اللهجة. اتهم أوسطاثيوس يوسابيوس بخيانته للمعتقد النيقاوي، واتهم يوسابيوس أوسطانيوس ببدعة سابیلیوس. ولما كانت أنطاكية مقرا للآريوسية بما نشرته مدرستها من مباديء توافق هذه الهرطقة، انقسم اكليروسها إلى جزئين: أوسطاثي ومعارض، ودام هذا الشقاق في الكرسي الأنطاكي ثلاثا وثمانين سنة؟
الكنيسة الجامعة | |||
آباء وكتاب أنطاكية وسوريا | |||
تاريخ الكنيسة |