أختلافك دليل تميزك
هل أنت مختلف عن الآخرين؟ ما هو وجه اختلافك من وجهة نظرك؟
هل في طريقة حديثك – ملابسك – تصرفاتك – تفكيرك – علاقاتك….
اعلم أن اختلافك لا يعني أنك أقل بل أفضل… فاختلافك هو دليل تميزك ..
- أنت مختلف هل ستتحمل ثمن أو تكلفة هذا الاختلاف من تجنب الناس لك؟
- ماذا يمكن أن تتعرض له بسبب تميزك أو اختلافك؟ هل اختلافك سر سعادتك أم سبب حيرة وتعاسة لك؟
- يمكنك أن تختار إما أن تكون ترمومتر أو ترموستات… هل تعرف ما الفرق بين الاثنين؟
نتقابل اليوم مع شخصية استطاعت أن تكون مختلفة رغم صعوبة الظروف والبيئة المحيطة بها: كان دانیال النبي وأصدقائه الثلاثة من الذين سبوا من بني يهوذا إلى بابل، وكانت أسمائهم تذكرهم بانتسابهم لإلههم، ووجودهم في حضرته.
ولكن.. لماذا غير الملك أسماء دانيال والثلاثة فتية أصدقائه؟
قد أتواجد في مكان وأحتاج بدل أن أغير اسمي، أن أغير سلوكي … ما رأيك هل هذا يمكن أن يحدث في مجتمعنا الآن؟؟
“لقد علموا أنه ليس اللحم الأرضي هو الذي يهب الناس جمالاً وقوة، إنما نعمة الله التي يمنحها الكلمة”
القديس هيبوليتس الروماني
مبادئ في حياة دانیال :
المبدأ الأول : دانیال وما في قلبه…(دا 1: 8- 9)
أما دانیال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك… ماذا ترى في عبارة ” جعل في قلبه”… أن دانيال لم يمارس صومه بمجرد الامتناع عن الطعام فحسب، وإنما جعل في قلبه، فالحياة الروحية الصادقة هي تمتع بكنز داخلي في القلب، وتبدأ من القلب، بحيث يتحول ما في القلب إلى عمل.
ماذا كان رد فعل الله على ما جعله دانيال في قلبه… كيف كافأه الله؟ هكذا يقول الكتاب :” وأعطى الله دانیال نعمة ورحمة عند رئيس الخصيان “، فكما كان دانيال أميناً مع الله، أعطاه الله نعمة في عيني رئيسه، هكذا نحن في حياتنا على مدى أمانتنا في علاقتنا مع ربنا يعطينا نعمة وسلام ورحمة ونجاح. “كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة” (رؤ10:2).
المبدأ الثاني: كن سمكة حية سابحاً ضد التيار (رفض أن يتنجس بأطايب الملك)
مع إن موطنه تغير لكن مبدأه لم يتغير… مع أن ظروفه تغيرت لكن علاقته وأمانته مع الله لم تتغير… مع أنه تعلم وتكلم لغة جديدة، لكن لغة إيمانه لم تتغير…
إسأل نفسك: ما مدى تأثيري وتأثرى بالمحيط الذي أعيش فيه…؟
سؤال للحوار والمناقشة: أذكر 3 تحديات تواجهك في مجتمعك أو في يومك، تكون ضعيف أمامها، وتؤثر فيك، ويصعب عليك الوقوف أمامها..
هل تخضع للضغوط المحيطة بك، وتقول الكل بيعمل كده؟!..
ما رأيك في عبارة كل الناس بتعمل كده؟ .
“دانيال النبي العظيم الذي فضَّل الموت على التوقف عن أداء الصلاة لحظة واحدة ، يعلمنا ان تعبير الامتناع عن الصلاة اسوأ حالاً من الموت.”
القديس ما إسحق السرياني
المبدأ الثالث: تعلم فن الحوار
دخل دانيال في حوار فيه شجاعة وجرأة مع دالة ولطف، وبروح الإتضاع لا البر الذاتی، وكأن الحياة الدينية الحقة هي ممارسة الاعتدال، فلا يعيش الإنسان خانعاً في مذلة، ولا أيضاً عنيفاً لا يحترم الغير، فإتسم حواره بالحكمة والوقار، مع إيمان بأن الذي يحرك قلب الغير هو الله، وكأن يلزمنا أن نضع عنصراً خفياً في الحوار، وهو تدخل الله لخيرنا الروحي، فواضح أن ثمرة الحوار ونتائجه لم تكن من فعل شخصية دانيال وحدها، إنما من نعمة قدمها الله بمراحمه له، في عيني رئيس الخصيان، فإن قلوب المتولين علينا – حتى إن كانوا غير مؤمنين أو ربما قساة – هي في يد الله، يحركها لحسابنا عندما نكون أمناء له… فدانیال وأصدقائه الثلاثة إذ كانوا جادين في أمانتهم الله في كل شئ، بالرغم من الظروف القاسية، وخاضعين لوصية الله مهما كلفهم الأمر، استحقوا تسجيل أسمائهم في الكتاب المقدس، ونقشها في سفر الحياة الأبدية.
أمانة دانيال
كان دانیال نموذج للأمانة، ليس فقط لإلهه، ولكن أيضا لتعاليم الشريعة، وكما كان أميناً لمجتمعه اليهودي، كان متفاعلاً مع المجتمع الجديد الذي سُبی إليه، فتعلم لغة المجتمع الجديد، وكان أميناً في عمله، وأمانة دانيال كانت مبدأ في حياته مهما كلفته هذه الأمانة من عناء أو شدة أو تجربة…
الوصية تقول: “لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.” (خر3:20)… نتناقش اليوم في مدي تطبيق هذه الوصية في حياة دانيال..
“فَفَاقَ دَانِيآلُ هذَا عَلَى الْوُزَرَاءِ وَالْمَرَازِبَةِ، لأَنَّ فِيهِ رُوحًا فَاضِلَةً. وَفَكَّرَ الْمَلِكُ فِي أَنْ يُوَلِّيَهُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ كُلِّهَا.” (دا 6: 3).
لماذا فاق دانيال كل الوزراء والمرازبة حتى أن الملك فكر أن يوليه على المملكة كلها؟
والإجابة بسيطة… لأن فيه روحاً فاضلة، كان أميناً مع إلهه، وكان أميناً في عمله، وفي مجتمعه، ولأنه: أدرك كيف يمكنه أن يتفاعل مع المجتمع الجديد وفي نفس الوقت يشهد لإله إسرائيل، ويحتفظ بمبادئه وقيمه.
“ثُمَّ إِنَّ الْوُزَرَاءَ وَالْمَرَازِبَةَ كَانُوا يَطْلُبُونَ عِلَّةً يَجِدُونَهَا عَلَى دَانِيآلَ مِنْ جِهَةِ الْمَمْلَكَةِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَلاَ ذَنْبًا، لأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ. فَقَالَ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ: «لاَ نَجِدُ عَلَى دَانِيآلَ هذَا عِلَّةً إِلاَّ أَنْ نَجِدَهَا مِنْ جِهَةِ شَرِيعَةِ إِلهِهِ». “(دا 6: 4، 5).
ماذا نحتاج حتى نصل إلى مثل هذا الشهادة، وهل هذا ممكناً في عصرنا هذا أن يوجد إنسان لا يوجد فيه خطأ أو ذنب… أين يكمن السر في هذه الشهادة…. هل يمكن ألا يرى فينا الآخرين علة إلا من جهة علاقتنا بربنا !!
ماذا فعل دانیال عندما عرف بأمر الملك؟
“فَلَمَّا عَلِمَ دَانِيآلُ بِإِمْضَاءِ الْكِتَابَةِ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ، وَكُواهُ مَفْتُوحَةٌ فِي عُلِّيَّتِهِ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَصَلَّى وَحَمَدَ قُدَّامَ إِلهِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذلِكَ.” (دا 6 :10).
كان أمام دانيال أن يتوقف عن الصلاة لمدة ثلاثين يوماً، حتى تنتهي مدة القرار، مع قيامه بالصلاة خفية في منزله والنوافذ مغلقة، وتجاهل وجود التمثال، لكن وجد دانیال فرصته لإعلان إيمانه ففتح النوافذ، وتحدى الشر ليس استعراضاً لقوته، وإنما شهادة لإيمانه.
لاحظ هنا عدة أفعال قام بها دانيال بعدما عرف بأمر الملك:
1- ذهب إلى بيته… فلم يذهب يستعطف الملك أو يحاول إيجاد محاولة بشرية للخروج من هذا المأزق، إنما لجأ إلى بيته حيث يوجد مخلصه الحقيقي.
2- وكواه مفتوحة نحو أورشليم… لم يخاف ولكنه آثر أن يقوم بما إعتاد عليه في علاقته بربنا، مع إيمان وثقة أنه قادر أن ينجيه، كيف …؟ لا يعلم!! ولكنه يعلم أن هناك إله قوى في السماء، قادر أن يُنجيه… هذا هو إيمانه وسر نصرته.
3- جثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلى وحمد: يمكن لإنسان أن يصلي ويحمد وقت الفرج والنجاح، ولكن وقت الضيقة.. على ماذا يمكنه أن يقدم الحمد، إنه كان يشعر بأن الله يجب أن يحمد في كل وقت، وتحت أي ظرف، فهو الإله الأقوى من كل الظروف… فهو يشكر مقدماً على ما يقدمه إلهه، حتى لو لم يكن يراه.. فهذه ثقته في الله.
4- كما كان يفعل قبل ذلك: فعلاقته بربنا ليست وليدة ظروف صعبة، ولكنه إعتاد على الوقوف أمامه في كل وقت، فالعلاقة مع الله هي جزء من حياتنا، لا نستطيع أن نحيا بدون هذه العلاقة، وهذا الحوار اليومي المُشبع. نعم الله يدعونا أن نطلبه وقت الضيق، ولكن لا يجب أن تستمر علاقتنا بربنا وليدة ظروف صعبة نمر بها، ولكن يجب أن تصل في وقت ما إلى علاقة يومية حية، لا تخضع للظروف التى نمر بها…
سؤال للحوار
أليس من الحكمة أن يصلي دانيال في الخفاء، حتى لا يثر الأعداء، وربنا كان سيقدر أمانته في علاقته به، حتى أنه في العهد الجديد الوصية تدعونا للصلاة في الخفاء…
العجيب أن الملك كان حزيناً على دانيال وطار النوم من عينيه تلك الليلة، لأنه فشل في إنقاذ دانیال، بسبب قرار قد سبق فوقعه ولا رجعة فيه، لكن الله بنفسه قد خلص دانيال، ولكن الجميل أن الملك كان حريص أن ينقذ دانيال، واعترف الملك بإله دانیال وهذا هو أعظم ما في الأمر، أن تستطيع أن تجعل الآخرين يعترفون بقوة إلهك، فقال : “مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلهِ دَانِيآلَ، لأَنَّهُ هُوَ الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى. 27هُوَ يُنَجِّي وَيُنْقِذُ وَيَعْمَلُ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ. هُوَ الَّذِي نَجَّى دَانِيآلَ مِنْ يَدِ الأُسُودِ».” (دا 6: 26، 27).
إسأل نفسك
هل معرفتك بإلهك مثل معرفة هذا الملك الوثني، أم مثل دانيال، يمكنك أن تقول كما قال، أن إلهي قادر أن ينجيني وينقذني من كل ما يحيكه لى الأشرار لأني وُجدت أمين أمامه..
هل تعتقد أنه لو رجع الزمان بدانیال، وكان أمامه فرصة للخروج من هذا المأزق، هل كان سيرفض الإلقاء في جب الأسود…
نموذج من عدم الامانة : تجده في يشوع 7…
طوال تاريخ شعب بني إسرائيل، كانت البركة تحل عندما يتخلص الشعب من خطاياهم، ونحن لابد أن ننتصر عندما نتخلص من خطايانا.
– عندما تخطئ.. احذر من مضاعفة الخطية بخطايا أخرى، فعخان بن کرمی عندما سرق كان يمكنه أن يتوب ويرجع عن خطئه، ولكن عخان سرق ثم خبأ ما سرقه ثم كذب.
– عندما نخطئ.. تأكد أن الشجاعة والتوبة تخلصك من الخطية.
– القوة في إعلان الضعف.
– عندما يقف الإنسان أمام المرآة يرى صورته كما هي، ولكن عندما نقرأ الكتاب المقدس يری صورته كما ينبغي أن تكون .
– الخطية كانت خطية فرد واحد، لكن الهزيمة كانت للشعب، فالشعب جسد واحد، فإذا أخطأ عضو في هذا الجسد، جاءت العقوبة على الجميع، وعاي تمثل الخطايا الصغيرة التي يستهين بها الإنسان القوي (الذي هزم خطايا كثيرة مثل أريحا) فتسقطه ويتحطم بسببها لأن هناك حراماً تسلل إلى قلبه.
لاحظ طول المدة التي أعطاها الله، ليعرف بها الشعب الإنسان المخطئ، ليعطى لعخان فرصة للتوبة والندم، لكنه لم يستفيد بها.. (يش7: 16- 18).
سمح الله بعقوبة الرجم على عخان وذلك:
1- درس يبرز بشاعة الخطية وضرورة بترها في بداية مرحلة جديدة.
2- تعجل عخان للمكسب المادي، بينما لو انتظر لكان الله أغناه كثيرة .
3- مع طول فترة القرعة لم يعترف، أي لم يبادر بالاعتراف من نفسه.
المسروقات هي:
1- رداءً شنعارياً نفيساً: يشير لشهوة الجسد والتنعم والملذات.
2 – 200 شاقل فضة: تشير لمحبة المال.
3- لسان ذهبي: يشير للسان الذي لا يسبح الله.
4- خمسين شاقلاً: رقم خمسين يشير للحرية (سنة اليوبيل) ويوم الخمسين، وكأن عخان طمع في التراب أي لم يستفيد من حريته.
ما هي نتائج خطية عاخان بن کرمی؟ وما هي نتائج نزع الخطية من بني اسرائيل؟
ضرب أهل عاي نحو 36 رجلاً من الشعب، وهو ذات رقم الرشومات بسر الميرون، حيث يدهن الكاهن كل أعضاء المُعمد، وكأن عای الضعيفة استطاعت أن تقتل كل أعضاء الجسد، بسبب الحرام الذي دخل القلب، إن فكرة شريرة نظنها بسيطة وهينة، إذ نستسلم لها تفقدنا طهارة كل الجسد، بل وتفقدنا كل حياتنا.
لم تكن الهزيمة لتخطر ليشوع ولا للشعب على بال، ولهذا
- مزق ثيابه: إشارة إلى الحزن المفرط.
- سقط على وجهه إلى الأرض أمام تابوت الرب إلى المساء هو وشيوخ إسرائيل : أي أنهم سجدوا إلى الأرض أمام التابوت بصلوات وأصوام.
- وضعوا التراب على رؤوسهم: علامة للانسحاق والتذلل أمام الله.
- من ثم شرع يشوع يعبر عن دواخل قلبه بصلاة روحية عميقة.
ثلاث أشياء مهمة ننتصر بها على الشيطان
الشيطان حربه معنا ومهمته هي جذب أنظارنا للأرض.. وعندما ننظر إلى الأرض كثيراً نتعلق بها وبمقتنياتها لذلك :
- أي كلام من الشيطان مرفوض. (سرق الغنائم والذهب).
- ارفع عينيك للسماء. لكي لا تتعلق بالأرضيات.
- اعلن إيمانك من خلال كلمة الله. (لا تسرق).
من خلال قصة عاخان ما هي مراحل الخطية التي مر بها؟ وما دلالتها في حياتنا؟
الطموح واجب.. ولكن الطمع مرفوض.. لذلك لابد من
- اعرف قدراتك وإمكانياتك المادية والعقلية و …..
- اقبل ظروفك لأنها جزء من خطة الله لخلاصك.
- احلم بغد أفضل ومشرق في رضا ربنا يسوع.
- اعمل واجتهد لتصل لأحلامك وطموحك.
- ارفض الطرق الملتوية والغير مشروعة للوصول للهدف.
من المسابقة الدراسية – المرحلة الثانوية- مهرجان الكرازة 2010