لقد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح

 

“لقد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح” (يو1: 41)

لابد من المقابلة الشخصية للتعارف بيسوع . لا يكفي أن نعرف عن يسوع ؛ ولكن يلزم أن نعرف يسوع شخصياً وأن نتقابل معه …

يسوع هو المحبة ، لذلك يلزم أن نأخذه . يسوع هو الحق ويلزم أن نختبره ، وهو الحياة ويجب أن نحياه . يسوع هو الباب يلزم أن ندخله ، وهو الطريق ويلزم أن نسيره ، وهو الكلمة ويلزم أن نعقله …

إذن لا يكفي ، يا إخوة ، أن نعرف الرب بكثرة المعارف التي في الكتب ، بل يلزم أن تعرفه شخصياً، ولا يمكن أن تعرفه شخصياً إلا إذا تقابلنا معه … نأخذه ، ونختبره ، نحياه ، ندخله ، نسلكه ، نعقله . الرب متواضع ، هو يسبقك إلى المقابلة ، ويسبقك إلى التعارف ، هو يريدك قبل أن تريده ، ويتمنى أن تحبه كما يحبك.

كثيرون التقوا بيسوع ومن كثرة اتضاعه لم يعرفوه ، وبعضهم عثروا فيه ، ولم يعرف يسوع إلا المتواضعون . وعلى قدر تواضعنا يستعلن لنا الرب.

ليتك تذوق محبته في قلبك ، فتشتعل هذه المحبة مثل النار ، تلك التي جاء الرب يسوع ليلقيها على الأرض ، ولا يريد إلا اضطرامها.

إذا ذقت هذه المحبة فستجد سعادتك فيه ، وسوف لا تنشغل بشيء سوى حبه وعبادته وتأمله ، ليكون لك يسوع كل شيء : أكلك وشربك ، عملك ، صلاتك ، تفكيرك ، غطاءك في الشتاء ورطوبتك في قيظ الصيف ، وبالإجمال : كل شيء في كل شيء .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى