تكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه
“تكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه” ( أف 4: 25)
كلمة المسيحي هي الصدق وهي الحق وشهادة للمسيح ، وتُحسب رباطاً يُربط به ، لذا فهي تعد كوثيقة وشهادة أمام المحاكم قادرة أن تُبرئ الآخرين أو تدينهم ، ويبقى الإنسان المسيحي في النهاية أميناً على عهد الحق الذي اؤتمن عليه.
ولكن ما هو قصد الرسول من تقديم هذه الوصية ، أو بالحري هذا التحذير :
أولاً: ما يختص بالشخص نفسه ، لأن الكذاب يخسر قضية الخلاص ، بل ويخسر الأبدية ، لأنه يُعتبر خليقة فقدت الجوهر الأساسي من خلقتها . فالخليقة خُلقت بالحق ، وهي قائمة به . ما رأيك إذا كذبت التينة ولم تعد تخرج ثماراً؟ يلعنها المسيح .
وما رأيك إذا غشَّت العين أعضاء الجسد ؟ ماذا ستكون النتيجة إلا مضرة للجسد .
ثانياً: بالنسبة للكنيسة ، فالكنيسة أعضاء متماسكة مربوطة بمفاصل محكمة لتعمل منسجمة ، والأعضاء تتحرك مرتفقة على بعضها والجسد ينمو ، والكنيسة تمتد نحو هدفها النهائي لتبلغ إلى ملء قامة المسيح . إذا ما رأيك في إنسان كذاب يحيا وسط جماعة يغشها ويضللها بالقول والعمل ، سوف تختل وحدتها وتنحرف عن مسارها ويتعطل نموها إلى أن ينزع العضو المخالف : “اعزلوا الخبيث من بينكم” ( 1 كو 5 : 13) .
ثالثا : الكذاب يغش الحق ، فهو يُخلخل مفهوم الحق ويسيء إليه ، والحق هو جوهر الحياة وقوة دوامها ونموها ، وهو الذي يعكس لنا صورة الله والمسيح . والكذاب كونه يخفي الحق ويعمل ضده فهو غريب عن الحق والحياة : « وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق » .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين