تفسير سفر نحميا 11 للقمص تادرس يعقوب

المتوطنون الجدد في أورشليم

بنيت أسوار أورشليم على أثار السور القديم، لكن إقامة أسوار مع قلة عدد السكان لا ينفع شيئًا، بل يعرض المدينة العاصمة، مركز العبادة، للدمار من جديد.

يبدأ بتوطين أورشليم على وجه الخصوص. لقد سكن غالبية الراجعين من بابل في المدن المحيطة بأورشليم، لأن السُكنى في أورشليم كانت صعبة على وجه الخصوص، معرضه للهجوم عليها. للأسباب التالية:

أ. كان الأمميون يخشون التعامل مع الساكنين في أورشليم، متطلعين إليهم أنهم حرفيون في تنفيذ معتقداتهم الدينية.

ب. يستلزم الانتقال إلى أورشليم إعادة بناء بيوتهم وتحديد أشغالهم داخل المدينة، مما يستنفذ الكثير من الوقت والجهد والمال.

ج. الإقامة في أورشليم تستلزم الخضوع لقوانين دينية واجتماعية محددة لقربهم من الهيكل، مع التعرض للمخاطر أكثر من أية مدينة أخرى.

د. خشي البعض من إلزامهم بالمساهمة في خدمة الحراسة على المدينة.

هـ. شعور البعض بالاعتزاز بأرضهم التي ورثوها عن آبائهم، ويريدون أن يقوموا بزراعتها أو استخدامها بأنفسهم.

ضمت أورشليم الفئات التالية:

أ. فئة القادة، من الحاكم وكبار رجال الدولة.

ب. الكهنة واللاويين والعاملين في الهيكل كالنثينيم وبني عبيد سليمان.

ج. الذين أصابتهم القرعة للسكن فيها.

د. المنتدبون، الذين قبلوا السكن فيها تطوعًا، بناء على رغبتهم.

1. اختيار المتوطنون الجدد 1-2

وَسَكَنَ رُؤَسَاءُ الشَّعْبِ فِي أُورُشَلِيمَ.

وَأَلْقَى سَائِرُ الشَّعْبِ قُرَعًا لِيَأْتُوا بِوَاحِدٍ مِنْ عَشَرَةٍ،

لِلسُّكْنَى فِي أُورُشَلِيمَ مَدِينَةِ الْقُدْسِ،

وَالتِّسْعَةِ الأَقْسَامِ فِي الْمُدُنِ. [1]

كان المسبيون الراجعون عددًا قليلًا بالمقارنة بتعداد سكان أورشليم في أيام الملوك. الآن بدت المدينة قليلة السكان، لذلك طلب نحميا من عُشر الشعب من المناطق الخارجية أن يقيموا داخل السور، حتى لا تظل مناطق واسعة خالية.

كانت القرعة تتم بواسطة حجارة صغيرة أو قطع صغيرة من الخشب. كانت تُهز (أم 16: 33) وتُلقى (عو 11؛ نا 3: 10) على الأرض (1 أي 24: 31؛ عز 24: 6؛ يونان 1: 7).

يرى القديس أغسطينوس أنه يجوز استخدام القرعة لأجل فض المنازعات [1]، لكن هذه الوسيلة سُمح بها لأجل ضعف محبة الإنسان. فالمحبون لله ولإخوتهم لا يحتاجون إلى القرعة.

مدينة القدس أو المدينة المقدسة: يندر استخدام هذا التعبير في الأسفار التاريخية، إنما تستخدم في النصوص النبوية، مثل إش 48: 2؛ 52: 1، دا 9: 24؛ يوئيل 3: 17.

إعادة توزيع السكان كانت عادة تستخدم في النقل من المستوطنات الريفية إلى المدن.

وَبَارَكَ الشَّعْبُ جَمِيعَ الْقَوْمِ الَّذِينَ انْتَدَبُوا لِلسُّكْنَى فِي أُورُشَلِيمَ. [2]

بالإضافة إلى الذين اختيروا بالقرعة للسكنى في أورشليم، تطوع البعض أن يتركوا مدنهم وقراهم، ويقيموا في أورشليم من واقع الشعور بالمسئولية الوطنية. لقد باركهم الشعب، أي امتدحوهم على تركهم أعمالهم الخاصة وإقامتهم في أورشليم.

إن كان كثيرون قد فضلوا السكنى في مدنهم وقراهم عن السكنى في مدينة الله أورشليم، بجوار الهيكل بيت الرب، فإن هؤلاء الذين تطوعوا للسكنى في أورشليم بفرحٍ ومسرة اختبروا ما يقوله المرتل:

“إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام” (مز 23: 6).

“واحدة سالت من الرب وإياها التمس، أن اسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي انظر إلى جمال الرب، وأتفرس في هيكله” (مز 27: 4).

“مغروسين في بيت الرب في ديار إلهنا يزهرون” (مز 92: 13).

“في ديار بيت الرب في وسطك يا أورشليم، هللويا” (مز 116: 19).

“فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب” (مز 122: 1).

“من أجل بيت الرب إلهنا التمس لك خيرًا” (مز 122: 9).

“هوذا باركوا الرب يا جميع عبيد الرب الواقفين في بيت الرب بالليالي” (مز 134: 1).

*   “مغروسين في بيت الرب، في ديار إلهنا يزهرون” (مز 92: 13). نُغرس في موضع ونزهر في موضع آخر. يقول الرسول: “أنا غرست وأبلوس سقى، لكن الله كان يُنمي” (1 كو 3: 6). أنا غرست في بيت الرب، أقصد في الكنيسة، لا في الأسوار إنما في تعاليمها. إذ يقول الرب: “ملكوت الله في داخلكم” (لو 17: 21). كل من يُغرس في بيت الرب، الذي تمتد جذوره فيها، يزهر هناك (في السماء).

“الذين يغرسون في بيت الرب في ديار إلهنا يزهرون”. إنها المساكن الأبدية… وإن كنا نبدو هنا في بيتٍ إلا أننا مهاجرون إلى ملكوت السماوات. بالمقارنة بالملائكة والقوات الأخرى سوف لا نكون في بيت مطلقًا إنما في ديار. الآن نحن في بداية الكمال اللانهائية. إننا سوف لا نصير ملائكة، إنما مثل الملائكة. لا تستخف يا إنسان أنك ستصير مثل الملائكة [2].

القديس جيروم

*    وجودنا في الكنيسة ما هو إلا استغاثة للعزة الإلهية، وإظهار عبوديتنا له، وشكرنا للنعمة المجانية التي أسبغها علينا حال كوننا أعداء له ومضادين وغير خاضعين لعزته، إذ أرسل ابنه الوحيد من السماء سافكًا دمه الزكي، وباذلًا جسده الكريم الطاهر فداءً عنا، ذاكرين هذه الآلام المجيدة، وصانعين هذه التذكارات الجليلة المحجوبة تحت ستار طبيعتي الخبز والخمر هما سرّ الجسد المبذول والدم الذكي المسفوك، ومشتركين في هذه النعم الفريدة، متحدين في هذه الأمجاد الإلهية.

القديس يوحنا الذهبي الفم

*   “إن نسيتك يا أورشليم تنسىَ يميني. ليلصق لساني بحنكي إن لم أذكركِ، إن لم أفضل أورشليم على أعظم سعادتي” (مز 137: 5-6).

لاحظوا هنا التغير العظيم، أولئك الذين سمعوا يومًا فيومًا أنهم سيطردون من المدينة ولم يبالوا بذلك، الآن يُسقطون اللعنات على أنفسهم إن نسوها.

ماذا يعني “تنسىَ يميني”؟ إنه يقول لتنسى قوتي وسلطاني، وأصير أبكم أمام جسامة الشرور.

إن لم أذكرك، إن لم أفضل أورشليم على أعظم سعادتي”. ماذا يعني: “إن لم أفضل أورشليم”؟ إنه يقول: أذكركِ ليس كبقية الأمور، وإنما في التسابيح والأغاني [3].

القديس يوحنا الذهبي الفم

فاصل

2. القادة المحليون 3-24

أ. بيان عام         3-4 (أ).

وَهَؤُلاَءِ هُمْ رُؤُوسُ الْبِلاَدِ الَّذِينَ سَكَنُوا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي مُدُنِ يَهُوذَا،

(سَكَنَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي مُلْكِهِ فِي مُدُنِهِمْ مِنْ إِسْرَائِيلَ،

الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ وَالنَّثِينِيمُ وَبَنُو عَبِيدِ سُلَيْمَانَ). [3]

القائمة الواردة في الأعداد 3-19 يمكن مقارنتها بالقائمة الموجودة في (1 أي 9: 2-21) عن أول المقيمين بالفعل في أورشليم بعد العودة من بابل. حيث لم تكن إنشاءات كثيرة أُعيد بناؤها، إذ لم يكن بعد قد وُجد عنصر الأمان، وكان السور مهدمًا. حوالي نصف الأسماء مشتركة في القائمتين. قائمة أخبار الأيام الأول تضم الذين جاءوا مع زربابل وحدهم، أما هنا فيُضاف إليهم الذين جاءوا مع نحميا.

وَسَكَنَ فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ بَنِي يَهُوذَا وَمِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ. [4 أ]

 

ب. من بني يهوذا          4 (ب)-6.

فَمِنْ بَنِي يَهُوذَا عَثَايَا بْنُ عُزِّيَّا بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَمَرْيَا بْنِ شَفَطْيَا بْنِ مَهْلَلْئِيلَ مِنْ بَنِي فَارَصَ. [4 ب]

وَمَعْسِيَّا بْنُ بَارُوخَ بْنِ كَلْحُوزَةَ بْنِ حَزَايَا بْنِ عَدَايَا بْنِ يُويَارِيبَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ الشِّيلُونِيِّ. [5]

الشيلونى: غالبًا لا يقصد بها الانتساب إلى شيلوه، لأن شيلوه تنتسب إلى المملكة الشمالية أكثر من يهوذا. لهذا فهي تعني أنه أحد سلالة شيلة الابن الثالث ليهوذا (عد 26: 20).

جَمِيعُ بَنِي فَارَصَ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَسِتُّونَ مِنْ رِجَالِ الْبَأْسِ. [6]

“رجال البأس“، في الأصل رجال أحرار شجعان، صاروا أغنياء وخدموا في قوات الجيش (نح 2: 9؛ 4: 2؛ 2 مل 15: 20؛ عز 8: 22).

 

ج. من بنيامين             7- 9.

وَهَؤُلاَءِ بَنُو بِنْيَامِينَ سَلُّو بْنُ مَشُلاَّمَ بْنِ يُوعِيدَ بْنِ فَدَايَا بْنِ قُولاَيَا بْنِ مَعْسِيَّا بْنِ إِيثِيئِيلَ بْنِ يَشَعْيَا. [7]

وَبَعْدَهُ جَبَّايُ سَلاَّيُ.

تِسْعُ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ. [8]

وَكَانَ يُوئِيلُ بْنُ زِكْرِي وَكِيلًا عَلَيْهِمْ وَيَهُوذَا بْنُ هَسْنُوأَةَ ثَانِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ. [9]

كان يوئيل وكيلًا أو قاضيًا على البنيامينيين الذين في أورشليم، ويهوذا بن هسنوآة ثانيًا، أي مساعدًا له. ربما كان كل منهما مسئولًا عن شارع معين أو حي معين للبنيامينيين في أورشليم، أو لكل منهما مسئولية تختلف عن الآخر.

 

د. من الكهنة               10-14.

مِنَ الْكَهَنَةِ يَدَعْيَا بْنُ يُويَارِيبَ وَيَاكِينُ [10]

وَسَرَايَا بْنُ حِلْقِيَّا بْنِ مَشُلاَّمَ بْنِ صَادُوقَ بْنِ مَرَايُوثَ بْنِ أَخِيطُوبَ رَئِيسُ بَيْتِ اللَّهِ. [11]

“سرايا”: من سلالة رئيس الكهنة الذي قتله نبوخذنصر (2 مل 25: 18-21).

“رئيس بيت الله، أي رئيس أو قائد، مسئول عن شئون الهيكل المدنية أو الزمنية، بينما كان رئيس الكهنة مسئولًا عن شئون الهيكل الروحية وتدبير العبادة بين الكهنة واللاويين.

وَإِخْوَتُهُمْ عَامِلُو الْعَمَلِ لِلْبَيْتِ ثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ.

وَعَدَايَا بْنُ يَرُوحَامَ بْنِ فَلَلْيَا بْنِ أَمْصِي بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ فَشْحُورَ بْنِ مَلْكِيَّا [12]

وَإِخْوَتُهُ رُؤُوسُ الآبَاءِ مِئَتَانِ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ.

وَعَمْشِسَايُ بْنُ عَزَرْئِيلَ بْنِ أَخْزَايَا بْنِ مَشْلِيمُوثَ بْنِ إِمِّيرَ [13]

وَإِخْوَتُهُمْ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ.

وَالْوَكِيلُ عَلَيْهِمْ زَبْدِيئِيلُ بْنُ هَجْدُولِيمَ. [14]

تعبير “جبابرة بأس” هنا يشير إلى قوتهم الجسمانية مع شجاعة وبسالة عسكرية.

 

هـ. من اللاويين           15-18.

وَمِنَ اللاَّوِيِّينَ شَمَعْيَا بْنُ حَشُّوبَ بْنِ عَزْرِيقَامَ بْنِ حَشَبْيَا بْنِ بُونِّي [15]

وَشَبْتَايُ وَيُوزَابَادُ عَلَى الْعَمَلِ الْخَارِجِيِّ لِبَيْتِ اللَّهِ مِنْ رُؤُوسِ اللاَّوِيِّينَ. [16]

هذا العدد مع الأعداد 20-21، 28-29، 32-35، لا توجد في الترجمة السبعينية.

“العمل الخارجي” يشير إلى العمل خارج الهيكل (1 أي 26: 29)، مثل العرفاء والقضاة (1 أي 26: 29؛ 2 أي 19: 8-10).

وَمَتَّنْيَا بْنُ مِيخَا بْنِ زَبْدِي بْنِ آسَافَ رَئِيسُ التَّسْبِيحِ،

يُحَمِّدُ فِي الصَّلاَةِ.

وَبَقْبُقْيَا الثَّانِي بَيْنَ إِخْوَتِهِ وَعَبْدَا بْنُ شَمُّوعَ بْنِ جَلاَلَ بْنِ يَدُوثُونَ. [17]

“آساف” و”يدوثون” هما اثنان من الثلاثة رؤساء لفرق التسبيح (1 أي 16: 42؛ 25: 1- 2؛ مز 39: 50؛ 73-83).

جَمِيعُ اللاَّوِيِّينَ فِي الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ مِئَتَانِ وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ. [18]

عدد اللاويين (248) وهو رقم صغير إن قورن بعدد الكهنة (1192).

 

و. من العاملين في الهيكل        19-24.

وَالْبَوَّابُونَ عَقُّوبُ وَطَلْمُونُ وَإِخْوَتُهُمَا حَارِسُو الأَبْوَابِ مِئَةٌ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ. [19]

وَكَانَ سَائِرُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ فِي جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا كُلُّ وَاحِدٍ فِي مِيرَاثِهِ. [20]

الميراث هنا هو ما تسلموه عن أسلافهم من أرضٍ ومبانٍ وممتلكاتٍ متحركةٍ كالأثاثات وغيرها، نالوها خلال النصرات كغنائم أو عن أجدادهم (تك 31: 14؛ عد 18: 21؛ 27: 7؛ 34: 2؛ 1 مل 21: 3- 4). لكن أرض كنعان ككلٍ كان ينظر إليها كميراث الرب وإسرائيل. بل إسرائيل نفسه كان في ذلك الحين يُحسب ميراثًا للرب (تث 4: 20؛ 9: 26، 29، 1 مل 8: 51-53).

وَأَمَّا النَّثِينِيمُ فَسَكَنُوا فِي الأَكَمَةِ.

وَكَانَ صِيحَا وَجِشْفَا عَلَى النَّثِينِيمِ. [21]

وَكَانَ وَكِيلَ اللاَّوِيِّينَ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى عَمَلِ بَيْتِ اللَّهِ،

عُزِّي بْنُ بَانِيَ بْنِ حَشَبْيَا بْنِ مَتَّنْيَا بْنِ مِيخَا مِنْ بَنِي آسَافَ الْمُغَنِّينَ. [22]

وكيل اللاويين، أي المشرف عليهم، والذي يقوم بالتفتيش على أعمالهم.

لأَنَّ وَصِيَّةَ الْمَلِكِ مِنْ جِهَتِهِمْ كَانَتْ أَنَّ لِلْمُرَنِّمِينَ فَرِيضَةً أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ فَيَوْمٍ. [23]

يُقصد هنا الملك ارتحشستا (نح 2: 8؛ عز 7: 20-24)، الذي كان مهتمًا باحتياجاتهم.

من جهتهم“، أي من جهة اللاويين، والأخص المغنين.

أمر كل يومٍ فيومٍ“، أي نفقاتهم اليومية. وفوق ذلك كان الشعب يؤدون أنصبة المغنين والبوابين أمر كل يومٍ في يومه (نح 12: 47).

وَفَتَحْيَا بْنُ مَشِيزَبْئِيلَ مِنْ بَنِي زَارَحَ بْنِ يَهُوذَا،

كَانَ تَحْتَ يَدِ الْمَلِكِ فِي كُلِّ أُمُورِ الشَّعْبِ. [24]

كان فتحيا عند الملك في شوشن عاصمة فارس، متخصصًا في شئون الشعب اليهودي.

يرى البعض أن الملك ارتحشستا كان قد أقام بعض المغنيين اليهود للعمل في القصر الملكي بفارس، وعندما رجعوا إلى أورشليم طلب أن تُصرف لهم المرتبات التي كانوا يتسلمونها من القصر.

        في سفر عزرا رأينا الملك داريوس طلب من تتناي والي عبر النهر وشتربوزناي ورفقاهما أن يُقدم من مال الملك ما يحتاج إليه بيت الله من ثيران وكباش وخراف محرقة لإله السماء وحنطة وملح وخمر وزيت حسب قول الكهنة الذين في أورشليم يومًا فيومًا، عن تقريب روائح سرور لإله السماء والصلاة لأجل حياة الملك وبنيه (عز 6: 6-10).

فاصل

3. الأماكن الخاصة لبني يهوذا 25-30

الأماكن المذكورة هنا هي الضياع التي سكنها بنو يهوذا، وأكثرها مذكورة في يشوع 15: 13- 63.

وَفِي الضِّيَاعِ مَعَ حُقُولِهَا سَكَنَ مِنْ بَنِي يَهُوذَا،

فِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ وَقُرَاهَا وَدِيبُونَ وَقُرَاهَا وَفِي يَقَبْصَئِيلَ وَضِيَاعِهَا [25]

القائمة الواردة في الأعداد 25-30 هامة، تنطبق مع القوائم السابقة لمدن اليهودية. كل هذه الأسماء تظهر أيضًا في يش 15، فيما عدا ديبون ويشوع ومكونة. على أي الأحوال فإن القائمة ينقصها عدد من المدن الموجودة في القائمة عز 2: 20- 34 وقائمة نح 3.

“قرية أربع” أو قرية الأربعة عمالقة، وهو الاسم القديم لمدينه حبرون (تك 23: 2؛ قض 1: 20)، وهي مدينة هامة تبعد حوالي 20 ميلًا جنوب أورشليم. حبرون هي الموقع التقليدي لدفن إبراهيم وسارة وبقية الآباء.

وَفِي يَشُوعَ وَمُولاَدَةَ وَبَيْتِ فَالَطَ [26]

وَفِي حَصَرَ شُوعَالَ وَبِئْرِ سَبْعٍ وَقُرَاهَا [27]

يشوع ومولادة وبيت فالط كانت جميعها بجوار بئر سبع (يش 15: 26)، وهي مدينة تبعد حوالي 40 ميلًا جنوب غرب أورشليم.

وَفِي صِقْلَغَ وَمَكُونَةَ وَقُرَاهَا [28]

صقلغ: مدينة مشهورة أُعطيت لداود الملك بواسطة أخيش (1 صم 27: 6)، استولى عليها العماليق (1 صم 30: 1).

وَفِي عَيْنِ رِمُّونَ وَصَرْعَةَ وَيِرْمُوثَ [29]

عين رمون: تبعد حوالي تسعة أميال ونصف شمال شرق بئر سبع (يش 15: 32؛ 19: 7؛ أي 4: 32).

صرعة: موطن منوح والد شمشون (قض 13: 2).

يرموث: أحد خمس مدن كنعانية في الجنوب.

وَزَانُوحَ وَعَدُلاَّمَ وَضِيَاعِهِمَا وَلَخِيشَ وَحُقُولِهَا،

وَعَزِيقَةَ وَقُرَاهَا وَحَلُّوا مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى وَادِي هِنُّومَ. [30]

زانوح: قرية في منطقة التلال المنخفضة ما بين يهوذا ومنطقة الفلسطينيين (يش 15: 34). قام رجال هذه المنطقة بإصلاح باب الوادي (نح 3: 13).

عدلام: مدينة بين أورشليم ولخيش، فيها اختبأ داود من وجه شاول (1صم 22: 1).

لخيش مدينة عظيمة في اليهودية، في وسط الطريق ما بين أورشليم وغزة. إذ فشل سنحاريب الأشوري في الاستيلاء على أورشليم عام 701 ق.م.، استولى على لخيش. مؤخرًا استولى عليها نبوخذ نصر (إر 34: 7).

وادي هنوم جنوب غرب أورشليم.

فاصل

4. الأماكن الخاصة لبني بنيامين 31-35

وَبَنُو بِنْيَامِينَ سَكَنُوا مِنْ جَبَعَ إِلَى مِخْمَاسَ وَعَيَّا وَبَيْتِ إِيلٍ وَقُرَاهَا [31]

جبع: تبعد حوالي ستة أميال شمال شرق أورشليم (يش 18: 24؛ عز 2: 26؛ نح 7: 30). قام آسا بتحصينها (1 مل 15: 22).

مخماس: تبعد حوالي سبعة أميال شمال شرق أورشليم (عز 2: 27؛ نح 7: 31)، في موقع استراتيجي للعبور إلى وادي الأردن، حيث حارب شاول ويوناثان الفلسطينيين (1 صم 13، 14) عيَّا، الاسم البديل لعاي، تبعد حوالي ثلاثة أميال جنوب شرقي بيت إيل (يش 7، 8).

بيت إيل أو بيت الله. وهي في أقصى شمال المدن التي لبنيامين. لم يذكر أهلها بين الذين قاموا بإعادة بناء أسوار أورشليم.

وَعَنَاثُوثَ وَنُوبٍ وَعَنَنْيَةَ [32]

نوب: شمال جبل الزيتون.

عننية: ربما هي بيت عنيا على بعد ميلين شرق أورشليم.

وَحَاصُورَ وَرَامَةَ وَجِتَّايِمَ [33]

وَحَادِيدَ وَصَبُوعِيمَ وَنَبَلاَّطَ [34]

وَلُودٍ وَأُونُوَ وَادِي الصُّنَّاعِ. [35]

وادي الصناع: ربما وادي متسع بين لود وأونو.

5. تحول لاويين من يهوذا إلى بنيامين

وَكَانَ مِنَ اللاَّوِيِّينَ فِرَقٌ فِي يَهُوذَا وَفِي بِنْيَامِينَ. [36]

تحول بعض اللاويين الذين كانوا في يهوذا إلى بنيامين. ووُجدت فرق للاويين في بنيامين كما في يهوذا.

فاصل

من وحي نح 11

لأسكن في مدينتك أبديًا!

 

*   بتواضعك أقمت ملكوتك في يا خالقي!

أراك متجليًا ببهائك في أعماقي.

أقمت مني هيكلًا مقدسًا، يسكنه روحك القدوس!

*   أعماقي تصرخ إليك وتناجيك.

أنت تقيم في داخلي،

متى أقيم في أورشليمك السماوية.

هناك لا أحتاج إلى سور يحميني.

لأني مستتر في أحضانك.

هناك لا أحتاج إلى مخزن أسلحة،

إذ لا يتسلل إليّ عدو يقاتلني.

*   أورشليمك متسعة جدًا للغاية.

أنت تريد أن الكل يقطنون فيها أبديًا!

شهوة قلبي أن تنعم كل بالبشرية بها.

ويصير الكل العروس الملكة السماوية.

موضع سرور جميع السمائيين!

*   أبوابها من كل جانب،

تضم القادمين من المشارق والمغارب والشمال والجنوب.

من كل الأمم والشعوب والألسنة!

*   نعم، تعال أيها الرب يسوع!

ولترتفع الأبواب الدهرية،

ويتهلل كل السمائيين بقدومنا معك.

ويُسر الآب بنا!

لك المجد يا مخلص كل البشرية!

فاصل

فاصل

تفسير سفر نحميا 10 تفسير سفر نحميا 
القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير سفر نحميا 12
تفسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى