1كو 13:1 هل انقسم المسيح العل بولس صلب لاجلكم أم باسم بولس اعتمدتم

 

هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ، أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

“هل انقسم المسيح ألعل بولس صُلب لأجلكم أم باسم بولس اعتمدتم” (ع۱۳).

لم يقل ألعل بولس مات عنكم ، وإنما قال لعله صُلب ، واضعاً نوع الموت ، ولم يقل هل بولس عمدكم لأنه كان قد عمد كثيرين ، إلا أن هذا لم يكن المقصود ممن تعمدوا ، ولكنه قال “باسم بولس اعتمدتم” ، أي أنه لا يقصد من الذي عمد بل باسم من عمد ، لأننا لا نسأل عمن عمد بل عن الداعي إلى المعمودية ، لأن هذا هو الذي يغفر الخطايا.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

هل انقسم المسيح؟ 

ألعل بولس صلب لأجلكم؟

أم باسم بولس اعتمدتم؟” [13].

كمؤسس للكنيسة في كورنثوس وأب روحي لهم لم يرد أن ينسبوا أنفسهم إليه، ولا إلى آخر غيره بل يحفظوا وحدانية الروح في المسيح يسوع الواحد الذي قدم الخلاص ووهبهم بروحه القدوس التبني للَّه الآب خلال المعمودية المقدسة.

كأبٍ يتحدث الرسول بولس في مرارة، لأن تصرفاتهم بلغت من الخطورة أنها مزقت جسد المسيح، الذي هو الكنيسة. أما سرّ الانقسام فيرجع إلى أمرين: الأول إلى التحزب لشخصٍ ما مهما بلغت قداسته كأنه قد خلصه على الصليب وباسمه اعتمد، الأمر الثاني هو الانشقاق في الفكر والتعليم.

v بالاعتقاد في أمور متباينة عن المسيح يمزقه الناس. يظن شخص ما أن المسيح مجرد إنسان، وآخر أنه اللَّه فقط. واحد يقول بأنه قد تنبأ عنه الأنبياء، والآخر ينكر ذلك.

أمبروسياستر

v عندما أدرك الرسول بولس أنه قد اُختير وأُحتقر المسيح قال: “هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صلب لأجلكم؟ أم باسم بولس اعتمدتم؟” لهذا فأنتم لستم فيّ بل أنتم معًا ومعي (في الرب). أنتم لستم تحت سلطاني بل تحت سلطانه.

القديس أغسطينوس

v بهذا يعني أنه لم يطلب نوال كرامة متزايدة تقدمها له الجماهير ولا فعل هذا من أجل المجد.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v لا تقل إذن أن شيئًا (صالحًا) هو منك، بل في كل شيء مجد اللَّه. لا تنسب شيئًا ما إلى إنسان. 

v إن كنا نجد أن سعادتنا تكمل في آخر لنقف قليلاً على الطريق ونضع رجاءنا في السعادة في إنسان أو ملاكٍ. الإنسان المتكبر والملاك المتكبر بغير مبرر ينسبان هذا لأنفسهما، ويُسران أن يصير رجاء الآخرين مُركزًا فيهما. على النقيض من ذلك فإن الإنسان القديس والملاك القديس عندما يجدان أننا متلهفون ومشتاقون إلى الوجود معهما ونوال راحة فيهما يربطان طاقاتنا بالعون الذي ينالونه من اللَّه لأجلنا كما لأجلهم. إنهما يحثاننا على الانتعاش بالسعادة التي تُقدم للجميع في طريقنا نحو اللَّه. حتى الرسول يصرخ: “ألعل بولس صلب لأجلكم؟…” [13]. مرة أخرى يقول: “ليس الزارع شيئًا ولا الساقي بل اللَّه الذي ينمي” (1كو7:3). ويحث الملاك الإنسان الذي أراد أن يسجد له أنه يجب بالأحرى أن يسجد للَّه الذي يخضع له هو أيضًا كعبدٍ شريكٍ له (رؤ10:19).

عندما تبتهج بإنسان في اللَّه، تتمتع باللَّه لا بالإنسان. تتمتع باللَّه الذي به تصير سعيدًا، وتُسرّ أن تأتي إليه، الذي تضع رجاءك في حضرته فرحًا.

v لكونى كنت جاهلاً بهذه الأمور، فقد هزأت بأبنائك وخدامك القديسين، ولكن لم أربح من وراء هذا سوى ازدرائك بي.

القديس أغسطينوس

v ألعل بولس صلب لأجلكم أم باسم بولس اعتمدتم؟!

أنظر فكر بولس المملوء بحب المسيح، مظهرًا أن كل الأمور التي تشير إليه لا تخص إنسانًا…

أم باسم بولس اعتمدتم؟” لقد عمد كثيرين، لكن موضع البحث ليس من هم الذين قاموا بالعماد؟ إنما باسم من تم العماد؟ كأنه يقول: “لا تخبرنى من الذي قام بالعماد، بل باسم من قد تّم العماد، لأن موضوع البحث ليس الذي يعمد بل الذي له عمله في العماد، ذاك الذي يغفر الخطايا”…

فالعماد حقًا أمر عظيم، لكن عظمته لا تنصب في العمل الإنسانى الذي يعمد (أي مجرد المظهر) فهذا في ذاته (بدون الروح القدس) من جهة عملنا البشري لا يساوي شيئًا…

لكن أقول أيضًا يا لعظمة العماد؟! بدونه لن يمكن نوال الملكوت!

القديس يوحنا ذهبي الفم

لما كانت الكنيسة هي جسد المسيح، فإن انقسامها يسيء إليه كأن جسده قد انقسم. ولما كان دم المسيح الثمين هو سرّ خلاصنا لاق أن نرتبط جميعنا به، لأنه هل سفك بولس أو أبلوس أو بطرس دمهم كفارة عنا؟ ولما كانت المعمودية هي باب التمتع بالبنوة للَّه الآب باتحادنا بابن اللَّه الوحيد الجنس فهل كان هؤلاء الرسل أو الخدام أبناء اللَّه بالطبيعة حتى نعتمد بأسمائهم؟ 

وإن كان جسد المسيح واحدًا الذي نحن هو، ودمه سرّ خلاص كل الكنيسة، وباسمه نعتمد، لاق بنا أن يكون لنا القلب الواحد والفكر الواحد والإيمان الواحد، حتى لا ينقسم المسيح الواحد.

v إذ كان هو أيضًا علة انقسامهم إذ دعوا أنفسهم على اسم من عمّدوهم، صحح هذا الخطأ قائلاً: “هل اعتمدتم باسم بولس؟” إنه يقول: “لا تخبروني من الذي عمّدكم؟ وإنما باسم من اعتمدتم؟ فإن رصيدكم ليس من عمّدكم بل باسم من تمت المعمودية.

v هل تدركون كيف يثبتهم دومًا كما بمسامير في اسم المسيح. أترون كيف يكرر اسم المسيح؟ فإنه واضح حتى لقليل الملاحظة جدًا أنه ليس مصادفة ولا بغير إدراك فعل ذلك، وإنما لكي بالتكرار المستمر بلا توقف لهذا الاسم المجيد يثير لهيبهم وينزع عنهم فساد المرض.

القديس يوحنا ذهبي الفم

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

هل أنقسم المسيح = الكنيسة كلها جسد واحد هو جسد المسيح فالانقسامات تعنى تقسيم جسد المسيح الواحد الذي كل أعضاؤه مرتبطة بالمسيح الرأس.

أم باسم بولس اعتمدتم = المعمودية هي عمل الثالوث وبإسم الثالوث (مت 28 : 19 + 1كو 6 : 11). وقولـه بإسم أي بقدرة وقوة الثالوث الذي يعمل على تجديد المُعمّد المؤمن. وقطعاً هذا ليس عمل بولس أو أي إنسان. وقطعاً إذا كانت المعمودية بإسم الثالوث فهو الذي إمتلكنا وصرنا ملكاً لهُ، به وحده نتعلق.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى