2كو 9:1 لكن كان لنا في انفسنا حكم الموت
لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ،
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“لكن كان لنا في أنفسنا حكم الموت،
لكي لا نكون متّكلين علي أنفسنا،
بل علي اللَّه الذي يقيم الأموات” [9].
يسمح اللَّه لشعبه بالدخول في الضيقات لكي يدركوا عجزهم عن الخلاص بأنفسهم، فيعترفوا عليه كمخلصٍ لهم، قادر أن يقيمهم من الموت ويرد لهم الحياة. تصير لهم خبرة أبيهم إبراهيم العملية، إذ آمن بالقادر أن يقيم من الأموات (رو ١٧:٤).
v كان بولس متوقعًا الموت، لكن لم يحدث هذا. بحسب مجرى الأحداث الطبيعة كان يجب أن يموت، لكن اللَّه لم يسمح بعد بذلك حتى يتعلم بولس ألا يثق في ذاته بل في اللَّه.
v يرتدى الذين لهم شرف العمل في الجيش زيًا مزخرفًا ويضعون سلاسل ذهبية حول أعناقهم، ولهم المظهر البهي، أما بولس فكان مقيدًا بالقيود عوض سلاسل الذهب، يحمل الصليب، وُيطارد وُيجلد وبجوع.
لا تحزن لهذا أيها العزيز المحبوب، لأن زينته عند اللَّه أفضل وأكثر جلالاً وأكثر حبًا. هذا هو السبب الذي لأجله لا يُحسب حمل الصليب عِبئًا.
هذا هو العجب، فإن (بولس) بقيوده وجلداته وجراحاته أكثر بهاءً مما لو ارتدى الأرجوان ولبس تاجًا. ملابسه هذه تجعله أكثر سموًّا، وليست هذه كلمات بلاغة مجردة.
لنطبق هذا على إنسانٍ مصابٍ بحمى، فإن الآلاف من الجواهر والثياب الأرجوانية لا تستطيع أن تشفي الحمى، أمّا مآزر بولس فكانت توضع على أجسام المرضى فتزول عنها كل الأمراض، وهذا ما يليق (بحامل الصليب) وحده! وكما إذا رأى اللصوص لواء الإمبراطور لا يقدرون أن يقتربوا بل يهربوا، كم الأكثر تهرب الأمراض والشياطين إذ يروا الصليب.
v يتحقق الزُهد الكامل بعدم التعلق بهذه الحياة، وأن نضع أمام ذهننا التجاوب مع الموت، فلا نثق في ذواتنا. لكن تتحقق البداية بتحرر الشخص من كل الأمور الخارجية: الممتلكات والمجد الباطل و(التعلق) بالحياة في المجتمع والشهوات الباطلة، وذلك علي مثال تلميذي الرب القديسين يعقوب ويوحنا اللذين تركا أباهما زبدي والقارب الذي اعتمدا عليه في كل معيشة حياتهما. أيضًا ترك متى مكان الجباية وتبع الرب، لم يترك وراءه مكاسب المهنة فحسب، وإنما لم يبالِ بالمخاطر التي كانت ستحل عليه حتمًا وعلي عائلته من أيدي الحكام، لأنه ترك حسابات الجباية ولم يكملها. وبالنسبة لبولس فقد صُلب العالم له وهو للعالم.
تحدث أولاً عن الضيق بكونه الطريق الملوكي للتمتع بالتعزيات الإلهية، وأنه طريق الحب المتبادل بين المؤمن ومسيحه المصلوب، كما بينه وبين اخوته. ثم عبر بالحديث إلى خبرة الموت حيث بلغت نفسه إلى حافة اليأس، لكن إلى حين. عاد فاختبر وسط الضيق أنه مدين بكل حياته الجديدة أو المقامة من الموت لمسيحه القائم من الأموات. هذه الخبرة العملية عاشها في الماضي، إذ يقول: “نجانا من الموت“، وهي خبرة حية حاضرة إذ “هو ينجي“، وممتدة بروح الرجاء في المستقبل إذ “سينجي أيضًا“.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 9 :- لكن كان لنا في انفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على انفسنا بل على الله الذي يقيم الاموات.
كان لنا في أنفسنا حكم الموت = أي أننا في أنفسنا ما كنا نتوقع شيئاً غير الحكم بالموت، أو نهاية الضيقة التي كنا فيها كان متوقعاً وقتها أنها ستنتهي بموتنا. لكي لا نكون متكلين على أنفسنا = الله يسمح بضيقات ميئوس من الخروج منها لكي يرى المؤمنون يده التي تنجى وتنقذ. فلا يعودوا يتكلوا على قوتهم الذاتية، بل يكون رجاؤهم على الدوام فى الله الذي يقيم من الأموات. ويُفهم أن الرسول تعرض ليس فقط لإهاناتهم بل لألام فوق طاقة البشر. وأن الله يسمح بهذا ليزداد إيماننا وإختبارنا لتدخل الله وذراعه القوية. وهذا هو أسلوب الله دائماً. فلماذا سمح الله بأن لا يجد الشعب ماءاً في البرية بعد خروجهم من مصر، وسمح بضيقات كثيرة لهم. كان هذا بسبب أنهم لو قابلوا هذه الضيقات بصبر، فإنهم كانوا سيروا ذراع الله القوية تتدخل في الوقت المناسب فيزداد إيمانهم. وهذا عمل الله دائماً أنه ينقل المؤمن من مرحلة العيان إلى مرحلة الإيمان. فاليهود رأوا في مصر بالعيان كيف ضرب الله المصريين وكيف شق البحر، فهم عرفوا الله بالعيان. ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب 11 : 6) لذلك أدخلهم الله مدرسة الإيمان خلال هذه الضيقات لينقلهم من العيان للإيمان. ونحن كمؤمنين، يتبع الله معنا نفس الأسلوب وعلينا أن نقابل الضيقات بشكر فيزداد إيماننا حين نرى يد الله (كو 2 : 7).
الله الذي يقيم من الأموات =
1- الله حَوَّلَهُ من مُضطهد للمسيحية إلى كارز عظيم.
2- الله حَوَّلَهُ من خاطئ إلى قديس عظيم، هو تذوق بهجة القيامة من الأموات
3- هذا إشارة للحادثة التي كاد أن يموت فيها وأنقذه(أع 19:14).
4- هو رأى يد الله وذراعه الرفيعة وكيف أنقذه من الموت وإزداد إيمانه.
5- هذه الآلام الرهيبة كانت سبباً فى تعزياته الكثيرة.
6- هو يكتب ما يكتبه لا ليدافع عن نفسه فهو فى حكم الميت، بل يكتب لأجلهم ليتعزوا