تفسير سفر يهوديت 9 للقمص أنطونيوس فكري

 

آيات (1-19): “وَبَيْنَمَا هُمْ ذَاهِبُونَ، دَخَلَتْ يَهُودِيتُ مَعْبَدَهَا وَلَبِسَتْ مِسْحًا وَأَلْقَتْ رَمَادًا عَلَى رَأْسِهَا، وَخَرَّتْ أَمَامَ الرَّبِّ وَصَرَخَتْ إِلَى الرَّبِّ قَائِلَةً: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ أَبِي شِمْعُونَ الَّذِي أَعْطَاهُ سَيْفًا لِيَنْتَقِمَ مِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ بِنَجَاسَتِهِمْ فَضَحُوا وَكَشَفُوا عَذْرَاءَ لِلْخِزْيِ فَجَعَلْتَ نِسَاءَهُمْ غَنِيمَةً وَبَنَاتِهِمْ سَبْيًا وَكُلَّ سَلْبِهِمْ مُقْتَسَمًا بَيْنَ عَبِيدِكَ الَّذِينَ غَارُوا غَيْرَتَكَ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي أَنْ تُعِينَنِي أَنَا الأَرْمَلَةَ. فَإِنَّ لَكَ الأَفْعَالَ الأُولَى وَأَنْتَ قَدَّرْتَ بَعْضَهَا فِي عَقِبِ بَعْضٍ وَمَا أَرَدْتَهُ كَانَ، فَإِنَّ طَرَائِقَكَ جَمِيعَهَا مُهَيَّأَةٌ، وَقَدْ أَقَمْتَ أَحْكَامَكَ بِعِنَايَتِكَ. فَانْظُرِ الآنَ إِلَى مُعَسْكَرِ الأَشُّورِيِّينَ كَمَا تَنَازَلْتَ فَنَظَرْتَ إِلَى مُعَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ حِينَ كَانُوا يَسْعَوْنَ فِي إِثْرِ عَبِيدِكَ بِسِلاَحِهِمْ مُتَوَكِّلِينَ عَلَى مَرَاكِبِهِمْ وَفُرْسَانِهِمْ وَعَلَى كَثْرَةِ رِجَالِ حَرْبِهِمْ، حِينَئِذٍ نَظَرْتَ إِلَى مُعَسْكَرِهِمْ فَزَعَجَتْهُمُ الظُّلْمَةُ، الْتَزَقَتْ أَقْدَامُهُمْ بِالْعُمْقِ وَغَطَّتْهُمُ الْمِيَاهُ. يَا رَبِّ فَلْيَكُنْ مِثْلَهُمْ هؤُلاَءِ الْمُتَوَكِّلُونَ عَلَى كَثْرَةِ عَدَدِهِمْ وَمَرَاكِبِهِمْ وَحِرَابِهِمْ وَتُرُوسِهِمْ وَسِهَامِهِمِ، الْمُفْتَخِرُونَ بِرِمَاحِهِمْ، وَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ أَنَّكَ أَنْتَ إِلهُنَا الَّذِي يَمْحَقُ الْحُرُوبَ مُنْذُ الْبَدْءِ وَأَنَّ اسْمَكَ الرَّبُّ. فَارْفَعْ ذِرَاعَكَ كَمَا فَعَلْتَ مِنَ الْبَدْءِ، وَاحْطِمْ قُوَّتَهُمْ بِقُوَّتِكَ، وَلْتَسْقُطْ بِغَضَبِكَ قُوَّةُ الَّذِينَ يُطْمِعُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي ابْتِذَالِ أَقْدَاسِكَ وَتَنْجِيسِ مَسْكَنِ اسْمِكَ وَهَدْمِ قَرْنِ مَذْبَحِكَ بِسَيْفِهِمْ. اِجْعَلْ، يَا رَبُّ، كِبْرِيَاءَهُ تُقْطَعُ بِنَفْسِ سَيْفِهِ، لِيُصَدْ بِفَخِّ نَظَرِهِ إِلَيَّ وَاضْرِبْهُ بِعُذُوبَةِ الْكَلاَمِ الْخَارِجِ مِنْ شَفَتَيَّ، وَهَبْنِي ثَبَاتًا فِي قَلْبِي حَتَّى أَزْدَرِيَهُ وَقُوَّةً حَتَّى أُهْلِكَهُ، فَيَكُونَ هذَا ذِكْرًا لاِسْمِكَ إِذَا أَهْلَكَتْهُ يَدُ امْرَأَةٍ، لأَنَّهَا لَيْسَتْ قُوَّتُكَ بِالْكَثْرَةِ يَا رَبُّ وَلاَ مَرْضَاتُكَ بِقُدْرَةِ الْخَيْلِ، وَمُنْذُ الْبَدْءِ لاَ تَرْضَى مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، بَلْ يَسُرُّكَ دَائِمًا تَضَرُّعُ الْمُتَوَاضِعِينَ الْوُدَعَاءِ. يَا إِلهَ السَّمَوَاتِ خَالِقَ الْمِيَاهِ وَرَبَّ كُلِّ خَلِيقَةٍ، اسْتَجِبْنِي أَنَا الْمِسْكِينَةَ الْمُتَضَرِّعَةَ وَالْمُتَوَكِّلَةَ عَلَى رَحْمَتِكَ، وَاذْكُر يَا رَبُّ مِيثَاقَكَ، وَاجْعَلِ الْكَلاَمَ فِي فِيَّ، وَثَبِّتْ مَشُورَةَ قَلْبِي لِيَثْبُتَ بَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ، فَيَعْرِفَ جَمِيعُ الأُمَمِ أَنَّكَ أَنْتَ الإِلهُ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاكَ».”

 

آية (1): لا جهاد ولا عمل يكتب له النجاح بدون صلاة وتذلل.

 

الآيات (2، 3): شمعون مع لاوي قتلوا كل رجال شكيم انتقامًا لشرف أختهم دينا العذراء. وهي هنا تطلب أن يعطيها الله قوة للمعونة على من إعتدوا على شعب الله.

 

الآيات (4، 5): لك الأفعال الأولى= هذه مثل يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد (عب 8:13). أي أنت ساعدت أبائنا منذ القديم والآن ساعدنا.

 

آيات (6-9): كما فعلت يا رب مع المصريين وأربكت وأزعجت جنودهم، أنت قادر أن تعمل مع جيش أشور الأفعال الأولى هذه التي عملتها مع المصريين.

 

آيات (10-12): هؤلاء الأعداء يظنون أنهم يحاربون شعب عادي وهم لا يعرفون أنك إله قدير تساند شعبك. إجعل يا رب كبرياءه تقطع بنفس سيفه= كانت هذه صلاة يهوديت أن لا يحتاجوا لقوة خارجية بل أن يدمر العدو نفسه بنفسه. ولكن صلاتها إستجيبت حرفيًا إذ قتلت أليفانا المتكبر بسيفه.

 

آيات (13-15): ليصد بفخ نظره إليَّ= اتضحت خطة يهوديت هنا وهي أنها ستصطاد أليفانا بجمالها. هبني ثباتًا في قلبي حتى أزدريه= أي حتى لا تتأثر بقوته ويفتنها عظمته كقائد عظيم.

ملحوظة: هل نطلب نفس الطلبة من الله لنزدري كل شهوة خاطئة جذابة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى