يو٣: ١١ الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم…

 

9أَجَابَ نِيقُودِيمُوسُ وَقَالَ لَهُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا؟» 10أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هذَا! 11اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. 12إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ 13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.” (يو3: 9-13)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم،

ونشهد بما رأينا، ولستم تقبلون شهادتنا”. (11)

هنا يتحدث السيد المسيح بصيغه الجمع، لعله يقصد أن ما ينطق به إنما باسم الثالوث القدوسالذي يشتهي ميلاد البشرية الجديد ليتمتع كل مؤمن بالشركة مع الثالوث. إذ يصعب على الإنسان الطبيعي إدراك هذا الميلاد الروحي الجديد، يقدم السيد المسيح شهادته هو والآب عن رؤيتهما لهذا الميلاد الفوقاني العجيب خلال عمل الروح القدس في مياه المعمودية.

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

11:3- اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا.

‏هنا الآية امتداد للسؤال الإستنكاري الذي طرحه الرب على نيقوديموس موبخاً: «أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا؟»
‏هنا يقول الرب: أما أنا فأعلم، ويعلم معي ويشهد عليك كل الذين تنبأوا عن هذه الآيام، وعن عمل الله الذي وعد به والذي هو غريب في عينيك. والمسيح لما يتكلم يتكلم عن مصدر المعرفة والرؤية، ولما يشهد يشهد ومعه الآب الذي أرسله. وان جاءت الكلمات في هذه الأية بالجمع فهي بسبب تعذر القول بالشهادة بالمفرد، فالشهادة الشرعية لا بد أن تكون لأكثر من واحد، لذلك جمع الشهادة والعلم معاً:«نعلم ونشهد».
‏وقد جاءت هذه الآية نفسها مرة أخرى، وفي هذا الآصحاح أيضاً، عن المسيح ولكن بمنطوق الشخص الثالث الغائب: «ما رآه وسمع به يشهد، وشهادته ليس أحد يقبلها.» (يو32:3). أما قولنا أن الآب يشهد معه، فهذا يؤكده أيضاً بعد ذلك قول الأية: «ومن قبل شهادته، فقد ختم أن الله صادق.» (يو33:3)
‏ولكن تمشياً مع فكر نيقوديموس الأرضى والمحدود، فمن الممكن أن يكون الرب قد تماشى معه على مستوى رؤيته. فالرب يتكلم وبجواره تلاميذه الذين كانوا سابقاً أيضأ تلاميذ المعمدان، هؤلاء رأوا وعلموا يقيناً ما هو الميلاد من الماء وما هو عمل الروح القدس في الماء ومح الماء. فالمسيح يتكلم ومعه من يعلم ومن رأى ويشهد. وإن كان هذا الفكر لا يلزمنا نحن الذين نعلم من هو الذي يعرف بالحق، ومن هو الذي رأى بالحق!!

فاصل

 تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

آية (11): “الحق الحق أقول لك أننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا.”

المسيح يوبخ نيقوديموس أنه لا يفهم، أمّا المسيح فيعلم. والمسيح يتكلم هنا بصيغة الجمع وقد يقصد الثالوث فالآب يريد الإعلان والإبن والروح ينفذان والإبن لا يعمل شيئاً بدون الآب، أو هو وتلاميذه، أو هو والأنبياء الذين تنبأوا عن هذه الأيام. (ولاحظ أن التلاميذ سمعوا عن هذا من المعمدان). وبحسب الناموس فالشهادة تكون على فم اثنين. الرب يقول له إن هذا موضوع ليس للنقاش بل ستلاحظون وتدركون عمل الروح، ولكني أنا أخبرك به من الآن.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى