رو8: 7 لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله…
“لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ.“(رو8: 7)
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
” لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله ” (رو7:8).
وهذا ما يعد أسوأ من الموت. ويوضح الرسول بولس هنا أن اهتمام الجسد هو موت وعداوة. “إذ ليس هو خاضعا لناموس الله لأنه أيضا لا يستطيع “.
لا تقلق عندما تسمع “لأنه أيضا لا يستطيع”. لأنه بالحقيقة من السهل إزالة هذه الحيرة. فبالنسبة لاهتمام الجسد الذي يقصده هنا، أي الفكر الأرضي الأحمق المتطلع لشهوات الحياة الأرضية والأعمال الشريرة ، يقول الرسول بولس إنه من المستحيل أن يخضع لناموس الله”.
هل هناك رجاء للخلاص بعد ذلك، إن كان من المستحيل أن يصير شخص صالحاً عندما يكون هو ذاته شريرا؟ إنه لا يقصد هذا. فكيف صار بولس أفضل حالاً؟ كيف تغير للأفضل؟ ومنسى أيضا؟ وكيف تغير أهل نينوى؟ وهكذا داود بعدما أخطأ، كيف ولد من جديد؟ وكيف صحح بطرس خطأه بعدما أنكر المسيح؟ وكيف صار ذاك الذي زني ، ضمن رعية المسيح؟ كيف رجع أهل غلاطية إلى أصلهم الكريم السابق بعد أن سقطوا من النعمة؟
إذن الرسول بولس لا يقصد أنه من المستحيل أن يصير الشرير صالحا، ولكن ما يقصده هو أن الإنسان لا يمكنه الخضوع لله، وهو لايزال شريرا. أما عندما يتغير، فمن السهل أن يصير صالحا، وأن يخضع لناموس الله. لأنه لم يقل إن الإنسان لا يستطيع أن يخضع لله، لكن العمل الشرير لا يمكن أن يكون صالحا. كإنما يقول إن الزنا ليس هو العفة، ولا الشر فضيلة. هذا ما يقوله الإنجيل إن ” شجرة رديئة لا تستطيع أن تصنع أثمارا جيدة ، لا لكي يستبعد عملية التغير من الشر إلى الفضيلة، لكن لكي يوضح أن البقاء في الخطية، لا يمكن أن ينتج أثمارا صالحة. لأنه لم يقل إن شجرة رديئة لا يمكن أن تصير جيدة، ولكنه قال لا تستطيع أن تصنع أثمارا جيدة، إن ظلت رديئة. أي أنه من المؤكد أن هناك إمكانية لكى تتغير . فمن خلال هذا المثل، ومن خلال مثل آخر قد شرح هذا الأمر، حين أوضح الرب أنه يمكن للزوان أن يكون كالحنطة. ولهذا منع من أن يزال أو يقلع، لأنه ربما “تقلعوا الحنطة مع الزوان، أي الحنطة التي ستنمو مع الزوان . إذن فاهتمام الجسد هو الخطية، واهتمام الروح هو النعمة التي أعطيت، والعمل الذي يتميز بالإرادة الصالحة، دون أن يتحدث هنا عن جوهر الجسد ، بل عن الفضيلة والخطية. لأن مالم تستطع أن تحققه بالناموس، هذا ستحققه الآن، أي أصبح في إستطاعتك أن تسلك في الطريق الصحيح وبدون أخطاء، وذلك إن قبلت معونة الروح. لأنه لا يكفي أن نحيا بدون مطالب الجسد، لكن يجب أن نسلك وفقا لرغبات الروح. وبالمثل فإن تجنب الشر ليس كافيًا لأجل خلاصنا، ولكن ينبغي أن نصنع الصلاح . بيد أن ذلك سيتحقق إذا ما سلمنا أنفسنا للروح، وأقنعنا الجسد أن يعرف مكانته. وعندئذ سنجعل الجسد أيضا جسدا روحيا . وهكذا أيضا فإننا لو كنا خاملين سنجعل النفس جسدية. إذا لأنه لم يربط العطية باحتياج النفس، بل أرجعها إلى حرية الاختيار، فإنه في وسعك أن تحقق هذا أو ذاك، لأن كل الأشياء قد اكتملت بالعطية. ولن تستطيع الخطية أن تُقاوم ناموس ذهننا، أو أن تأسر كما كان يحدث في الماضي. بل إن كل هذه الأمور قد توقفت وانتهت. فقد إنكمشت الشهوات، لأنها تخاف وترتعب من نعمة الروح القدس. لكن عندما تطفئ النور، وتطرد المرشد ، وتبعد القائد أي الروح، فلابد أن تنتظر العواصف التي ستجتاح نفسك فيما بعد.
8 ـ المؤكد أن الفضيلة الآن هي أكثر سهولة، والإنضباط أكثر قوة ، وأعرف جيدا كيف كانت أحوال البشر عندما كان الناموس يسود ، وكيف هي أحوالهم الآن، حيث أشرقت النعمة . لأن تلك الأمور التي كانت تبدو في السابق مستحيلة على أي شخص، كالعفة واحتقار الموت، واحتقار كل الشهوات الأخرى الكثيرة، هذه كلها قد تحققت الآن في جميع أركان المسكونة، وليس لنا نحن فقط، بل وللسكيثيين وأهل ثراكي، وللهنود ، وللفرس، وللأكثرية من البربر. وتوجد أماكن للعذارى، وأعداد كبيرة من الشهداء، وجموع من الرهبان، وعدد الرهبان يفوق عدد المتزوجين، وإزداد الصوم والتجرد الكامل. كل هذا لم يستطع أولئك الذين عاشوا تحت الناموس أن يتخيلوه ولا في أحلامهم ، باستثناء واحد أو اثنين. وعندما ترى حقيقة هذه الأمور التي تصرخ بأكثر قوة، كما من صوت النفير، عليك ألا تظهر ضعفا، ولا تتنكر لنعمة عظيمة بهذا القدر . لأنه ليس ممكنا حتى بعد الإيمان، أن تخلص إن كنت لا تبالي بعطية النعمة . لأن المنافسات سهلة ، ولكي تنتصر، فإنه يجب عليك أن تجاهد لا أن تنام، ولا أن تستخدم عظمة النعمة كدافع للخمول، وتحيا مرة أخرى في الوحل السابق.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“فإن الذين هم حسب الجسد فيما للجسد يهتمون،
ولكن الذين حسب الروح فيما للروح،
لأن اهتمام الجسد هو موت،
ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام،
لأن اهتمام الجسد هو عداوة الله،
إذ ليس هو خاضعًا لناموس الله،
لأنه أيضًا لا يستطيع،
فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله،
وأمّا أنتم فلستم في الجسد بل في الروح،
أن كان روح الله ساكنًا فيكم…” [5-9].
يلاحظ في حديث الرسول بولس عن اهتمام الروح واهتمام الجسد الآتي:
أ. لا يقارن الرسول هنا بين جوهر الجسد أي الجسم بأعضائه وبين الروح، وإنما بين اهتمام الجسد واهتمام الروح، فيقصد باهتمام الجسد شهوات الجسد واهتماماته واشتياقاته الجسدانيّة، ويقصد باهتمام الروح اشتياقات الروح واهتماماتها الروحيّة.
مرة أخرى نؤكد أن الإنسان بجسده وروحه يمثل وحدة واحدة، إن ترك لجسده العنان يتلذّذ بشهوات جسدانية، يتعدّى الجسد حدوده فيُحسب جسدانيًا، إذ يسلك الإنسان ككل بفكره ونفسه وجسده، بطريقة جسدانيّة، وكأنه قد صار جسدًا بلا روح. وعلي العكس إن سلّم حياته كلها تحت قيادة الروح القدس تتقدّس روحه الإنسانيّة، ويتقدّس جسده بكل أحاسيسه وعواطفه، فيسلك الإنسان ككل، كما لو كان روحًا بلا جسد، إذ يتصرف حتى الجسد بطريقة روحية.
خلال هذه النظرة يمكننا أن نعرف اهتمام الجسد، بمعنى ترك الإنسان الجسد على هواه ليتعدّى حدوده، فتخضع حتى النفس لتحقيق هوى الجسد، أمّا اهتمام الروح فيعني خضوع الإنسان لروح الله، فيسلك كإنسان روحي، يحقّق هوى الروح. الأول يثمر موتًا للنفس والجسد على مستوى أبدي، والثاني يهب حياة وسلاما أبديًا [6]. الأول يخلق عداوة لله [7] إذ يطلب الإنسان ملذاته على حساب صداقته مع الله، أمّا الثاني فيجد رضّا في عيني الله.
بهذا الفهم يفسّر القدّيس يوحنا ذهبي الفم العبارة: “فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله” [8]، قائلاً: هل نقطع جسدنا إربًا حتى نرضي الله، هاربين من طبيعتنا البشريّة؟ هذا التفسير الحرفي غير لائق، فهو لا يقصد الجسم الإنساني ولا جوهره، إنما يعني الحياة الحيوانيّة العالميّة المستهترة التي تجعل الإنسان جسدانيًا، حتى النفس تصير جسدانية، فتتغيّر طبيعتها ويتشوّه نبلها.
وأيضًا حين نسمع: “أمّا أنتم فلستم في الجسد بل في الروح“، لا نفهم بهذا أننا خلعنا الجسم الإنساني، لكنّنا ونحن في هذا الجسم قد تركنا تيّار الشهوات الجسدانيّة، فصرنا كمن هم بلا جسد من جهة الشهوات. استخدم السيد المسيح نفسه هذا التعبير حين قال لتلاميذه: “أنتم لستم من هذا العالم”، بمعنى أنهم لا يحملون فكر العالم الأرضي وشهواته الزمنيّة بالرغم من وجودهم في العالم.
بنفس المعنى يقول القدّيس إيريناؤس: [بهذه الكلمات لا يجحد مادة الجسم، وإنما يظهر ضرورة أن يكون الروح القدس منسكبًا فيه. فهو بهذا لا يمنعهم من الحياة وهم حاملون الجسد، إذ كان الرسول نفسه في الجسد حين كتب لهم هذا، إنما كان يقطع شهوات الجسد التي تجلب الموت للإنسان.] كما يقول: [لا يتحقّق هذا بطرد الجسد وإنما بشركة الروح، لأن من يكتب إليهم ليسوا بدون جسد، إنما تقبّلوا روح الله الذي به نصرخ: “أبا الآب” (8: 15).]
ويرى القدّيس إكليمنضس السكندري أن التعبيرين “في الروح” و“ليسوا في الجسد” إنما يعني أن الغنوسيّين أي أصحاب المعرفة الروحيّة الحقّة يرتفعوا فوق أهواء الجسد: [إنهم اسمى من اللذّة، يرتفعون فوق الأهواء، يعرفون ماذا يفعلون. الغنوسيّيون أعظم من العالم.]
ب. إن اهتمام الروح ليس من عنديّاتنا، إنما هو ثمر سكنى السيد المسيح فينا، الذي بسكناه يُميت الحياة الجسدانيّة الطائشة، فيحيا الإنسان بكلّيّته، جسمًا ونفسًا، في انسجام كعضو في جسد المسيح، إذ يقول الرسول: “وإن كان المسيح فيكم، فالجسد ميّت بسبب الخطيّة، وأمّا الروح فحياة بسبب البرّ [10]
السالك بالروح القدس إنما ينعم بالمسيح أيضًا ساكنًا فيه، إذ يقول الرسول: “وإن كان المسيح فيكم…” وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [ينطق (الرسول) بهذا لا ليؤكّد أن الروح هو نفسه المسيح، حاشا، وإنما ليُظهر أن من له روح المسيح، يكون له المسيح نفسه. فإنه لا يمكن إلا حيث يوجد الروح يوجد المسيح أيضًا، لأنه حيث يوجد أحد الأقانيم الثلاثة يكون الثالوث القدوس حالاً، لأن الثالوث غير منقسم على ذاته، بل له وحدة فائقة للغاية… الآن تأمّل عظمة البركات التي ننعم بها بنوالنا الروح: بكونه روح المسيح، يكون لنا المسيح نفسه، ونصير مناظرين للملائكة، وننعم بالحياة الخالدة، ونتمسّك بعربون القيامة، ونركض بسهولة في سباق الفضيلة.]
يكمل القدّيس الذهبي الفم تعليقه على العبارة الرسولية مظهرًا أن الجسد الذي لم يكن خاملاً فحسب بسبب الخطيّة بل كان ميتًا، ها هو بالمسيح الساكن فينا صار رشيقًا يركض بسهولة في ميدان الفضيلة لينال الجعالة… الجسد بذاته ميّت بالخطيّة لكن بالله الروح تمتّع بالحياة التي لا تنحلّ، وصار له برّ المسيح.
هكذا إذ يتحدّث عن سكنى المسيح فينا يُعلن عن “برّ المسيح” الذي لا يقف عند إماتة الحياة الشهوانيّة الجسدانيّة وإنما ينعم بتجلّي الحياة بحسب الروح [10]… يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن الرسول بولس يشجّع السامع معلنًا عن البرّ كمصدر للحياة، لأنه حيث لا توجد خطيّة لا يوجد الموت، وحيث لا موت تكون الحياة غير قابلة للانحلال.
رابعًا: التمتّع بالقيامة
إن كان ناموس الخطيّة قانونه الموت الأبدي، فإن ناموس الروح الذي يهبه لنا المسيح قانونه القيامة من الأموات، على مستوى أبدي. يهبنا السيد المسيح روحه القدوس ساكنًا فينا، الروح الذي أقام السيد المسيح من الأموات، إذ هو قادر أن يقيم طبيعتنا الساقطة، فينزع عنها ناموس الخطيّة أو الحياة الجسدانيّة الشهوانيّة ليهبنا الطبيعة الجديدة، الطبيعة المُقامة في المسيح يسوع، يسودها ناموس القيامة والحياة. هذا ما أعلنه الرسول بقوله: “وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات، سيُحيي أجسادكم المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم” [11].
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (7): “لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله إذ ليس هو خاضعًا لناموس الله لأنه أيضًا لا يستطيع.”
لأَنَّ اهْتِمَأمَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ = الجسد ليس عدواُ لله، فالله حين خلقه وجده حسنٌ جدًا. لكن المقصود هو الإنسان العتيق، واهتمام الجسد أي تغذية الإنسان العتيق بإثارة شهواته وعدم الاهتمام بغذاء الإنسان الجديد، الذي يتغذى على كلام الله. ولكن عدو الله هو هذا العالم ورئيسه (الشيطان). والجسد إذا إنحاز للعالم صار عدوًا لله بالتبعية. فالله خلقني في العالم لأستعمل العالم ولا أنسى تبعيتي لله فأظل أعبده. أمّا لو تحول العالم إلى هدف وصارت الشهوة وإرضاءها، أو المال والمقتنيات إلهًا، يصير من يتبع هذا الإله أداة في يد الشيطان يهين بها الله، ويتعدى على وصاياه ويصير في عداوة مع الله، لذلك سمعنا أن “محبة العالم هي عداوة لله” (يع4:4). ولذلك قيل في آية (6) “اهتمام الجسد هو موت” لأن هذا يعتبر عداوة لله، فقد ألَّهَ من يفعل هذا إلها آخر غير الله، هو المال أو شهوته. وبهذا فصل نفسه عن الله الذي هو مصدر الحياة، فحكم على نفسه بالموت.
ولكن هل معنى هذا ألاّ نأكل ونشرب ونعمل؟ لا بل نعطي لقيصر ما لقيصر وما لله لله. المهم أن يكون هناك نصيب للروح. فالجسداني الذي هو في عداوة مع الله ينسى الروحيات لانشغاله بالجسديات. والإنسان الروحي يصوم لا لعيب في الطعام، بل هو يضغط على نفسه ويمنع نفسه مما يحبه وذلك حتى ينمو في الروح. لذلك طلب الله من البدء أن يعمل الإنسان 6 أيام ويتفرغ لله يومًا واحدًا. إذًا المطلوب التوازن. وعدم الاهتمام بأمر وترك باقي الأمور. فشعب تسالونيكي حينما قالوا نهتم بالروحيات ونترك أعمالنا غضب بولس الرسول وقال “من لا يشتغل لا يأكل” (2تس10:3).
مثال: لماذا اعتبر السيد المسيح المال إلهًا يعبد؟ على الإنسان أن يعمل لِيَتَكَسَّب(2) ويعيش، ويدخر ليزوج أولاده. لكن بدون هَمْ، وبدون أن يضع في قلبه أنه كلما زادت أمواله إطمأن قلبه على المستقبل، بهذا هو خلط بين المال كأداة أعيش بها، أو هو هدف أسعى وراءهُ. أمّا الروحي فهو يعلم أن المال قد يضيع في لحظة، والله وحده هو الضامن للمستقبل، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَأمُوسِ اللهِ = أي أن الإنسان العتيق لا يستطيع أن يخضع لناموس الله فطبيعته عاصية متمردة طالبة إرضاء شهوات الجسد.
لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ = فالجسد بدون الروح القدس مستحيل أن يخضع لله ولوصاياه، لأنه يكون منقادًا لسيد قاسٍ مسيطر هو شهوات الجسد. وكيف نمتلئ من الروح؟ هذا بأن نهتم بالروح بالصلاة والصوم ودراسة الكتاب، واجتماعات الكنيسة والقداسات والتسابيح والمزامير.. إلخ. (لو11: 13 + أف5: 17 – 21).
- تفسير رسالة رومية 8 – القديس يوحنا ذهبي الفم
- تفسير رسالة رومية 8 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة رومية 8 – القمص متى المسكين
- تفسير رسالة رومية 8 – القمص أنطونيوس فكري
- تفسير رسالة رومية 8 – الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف
- تفسير رسالة رومية 8 – د/ موريس تاوضروس
- تفسير رسالة رومية 8 – كنيسة مارمرقس مصر الجديدة